كوميديا ممدوح حمادة.. عن جزر معزولة وسط محيط صاخب

30 أكتوبر 2024
ممدوح حمادة
أثبت ممدوح حمادة أن لديه ما يقوله بعيدًا عن القوالب الجاهزة والأُطر المحددة سلفًا، إذ قدّم سيناريوهات عدة لأعمال كوميدية ذات شخصيات محلية أصيلة، وسمات مشتركة تُشير إلى أسلوب مميز ورؤية خاصة للواقع

ممدوح حمادة واحد من المساهمين الأساسيين في صناعة الدراما الكوميدية التلفزيونية في سوريا خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وربما لا ينطوي هذا التوصيف بحد ذاته على الكثير من المديح، ذلك أن الدراما السورية كانت شحيحة في نتاجاتها الكوميدية، ليس فقط في العقد الأخير، حيث الظروف المأساوية تعيق صناعة الكوميديا والدراما عامةً، بل قبل ذلك أيضًا، إذ كاد برنامج تلفزيوني وحيد "بقعة ضوء" أن يختزل المشهد الكوميدي على الشاشة السورية.

مع انطلاقة الدراما السورية في التسعينيات (ما وصفه البعض بـ"النهضة")، كان التفاوت في الأنواع جليًا، واستمر كذلك حتى جاءت مرحلة الأفول المبكر. نجحت الدراما التاريخية إلى حد كبير من خلال أعمال كثيرة حققت الانتشار على مساحة العالم العربي، كما كتب لها البقاء في الذاكرة. ونجحت الدراما الاجتماعية، أيضًا، عبر مسلسلات لامست هموم السوريين، لتصنع هوية خاصة وترسم ملامح فارقة للدراما السورية. أما الكوميديا، فإنها أخفقت في إضفاء بصمتها الخاصة، وظلت مجرد ارتجالات أصابت قليلًا وتعثرت كثيرًا، ولم تتمخض إلا عن عدد محدود من الأعمال الناجحة، سواء حسب مقاييس النقد أو بمعيار الجماهيرية. ومقابل مسلسلات متقنة مثل "عيلة خمس نجوم"، و"أيام الولدنة"، و"يوميات مدير عام"؛ استحقت أعمال أخرى كثيرة وصف "كوميديا الزحلقة"، حيث كادت شخصيات هذه الأعمال أن تكتفي بتعبير وحيد عن الكوميديا وهو الزحلقة على البلاط فيما هم يركضون خلف بعضهم! 

بدأ ممدوح حمادة بالكتابة للتلفزيون في أواسط التسعينيات، فكتب سلسلة "عيلة النجوم" (عيلة ست نجوم، عيلة سبع نجوم، عيلة ثماني نجوم)، متابعًا العمل الأساسي "عيلة خمس نجوم"، (كتبه حكم البابا)، الذي حظي بجماهيرية واسعة حين عرضه، وقد تعرض حمادة للنقد السلبي، واتهمه الكثيرون باستنفاذ وهج العمل الأصل واستهلاك جماهيريته. لكن الكاتب سرعان ما أثبت أن لديه ما يقوله بعيدًا عن القوالب الجاهزة والأطر المحددة سلفًا، فتابع مشواره عبر سيناريوهات عديدة اتخذت منحى صاعدًا، على مستوى عمق الأفكار والطروحات، وكذلك على مستوى التقنيات ومهارات الصنعة. 

هكذا أنجز عددًا من النصوص التلفزيونية التي تندرج في باب الدراما الاجتماعية ذات الطابع الكوميدي. وإذا كان العمل في "سلسلة النجوم" مجرد تمرين يد، فإن مسلسلات مثل "مبروك"، و"قانون ولكن"، و"مشاريع صغيرة"؛ كانت مقدمات هامة للمشروع الذي ستكتمل ملامحه فيما بعد. الأصح: هي محطات أساسية على الطريق الذي سيفضي إلى مسلسلات هامة ثلاثة: "ضيعة ضايعة" (بجزأيه)، و"الخربة"، و"ضبوا الشناتي". هنا نقف أمام هوية واضحة الملامح، كوميديا ذات شخصية محلية أصيلة، وسمات مشتركة تشير إلى أسلوب مميز وإلى رؤية خاصة للواقع. وهنا نغدو أمام مديح صريح بلا تحفظ، نظنه مستحقًا وبجدارة. 

ولد ممدوح حمادة عام 1959 في هضبة الجولان السورية، قبل أن ينزح مع عائلته إلى محافظة السويداء، جنوبي سوريا، بعد احتلال الهضبة سنة 1967، وسافر إلى ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي لدراسة الصحافة في جامعة بيلاروسيا الحكومية في العاصمة مينسك، حيث تخرج في عام 1994 بدرجة دكتوراه. درس الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون الحكومية البيلاروسية وتخرج منها عام 2009. وإضافةً إلى الكتابة التلفزيونية، نشر عددًا من المجموعات القصصية، كما كتب الكثير من المقالات لصحف عربية عديدة. وكذلك فقد أتقن فن الكاريكاتير ونشر رسومه في عدد من الصحف والمجلات البيلاروسية، وخاصةً مجلة "فوجيك" الساخرة.

قرية معزولة ولكن..

يتقن حمادة خلط السياقات المختلفة والمتباينة. يُدخل السياق العالمي ـ الكوني في سياق حياة قرية صغيرة نائية في الريف السوري، ويُجري أحداثًا محلية غاية في الخصوصية أمام خلفية لأحداث ومجريات كبرى في الإقليم وفي العالم، ويُنطق شخوصًا هامشيين بمفردات ومصطلحات وشواغل قادمة من وراء البحار. وكذلك، يتفنن في إنطاق شخصياته البائسة برطانة وطنية قومية مترعة بالشعارات، لا تمس همومهم الحقيقية ولا تنعكس في حياتهم الفعلية، يحفظونها صمًا ويرددونها ببغائيًا، لكنهم لا يعرفون كيف، أو أين، يصرفونها في واقعهم اليومي.

ولا يهدف هذا الأسلوب إلى صنع مفارقات مضحكة فقط، بل يرمي أيضًا إلى رسم خريطة يحدد فيها موقع هذه الأمكنة وأهلها من البلاد ومن العالم، ويرصد ظروفهم وما طرأ على سبل عيشهم في خضم التقدم المزعوم، وإثر كل المشاريع الكبيرة ذات العناوين العريضة.

في "ضيعة ضايعة"، وفي "الخربة"، تحضر الحكومة عبر نماذج كاريكاتورية، أشخاص يجمعون قلة الحيلة إلى ضيق الأفق إلى قابلية الفساد، مع مهارة وحيدة هي التشدق بالشعارات الطنانة وإلقاء الخطب الفارغة. ويبدو أهالي القريتين وكأنهم في حالة انسجام مع هؤلاء، وفي تسابق على تقديم الطاعة لهم، لكن كل شيء في حياتهم يؤكد أنهم لا يفهمون الحكومة ولا ممثليها، وإذا كان من عاطفة حقيقية فهي الخوف الذي يدفع إلى سلوك التقية وبعض النفاق.

"ام الطنافس"، القرية المزعومة في مسلسل "ضيعة ضايعة"، تقبع على واحدة من سلاسل الجبال في الساحل السوري، وتدور الكوميديا فيها حول شخصيات وعلاقات بسيطة، وأحداث لا تني تتكرر طيلة الحلقات: مقالب جودة، الطماع والحسود، بجاره الساذج والطيب أسعد. عشق الشاب الدعي ونصف المتعلم سليم لابنة المختار "سليل أسرة الإقطاع"، ومطاردة هذا لهما وتنغيص غرامياتهما. صالح صاحب الدكان الوحيد في القرية بطموحاته المضحكة ومشاريعه الخائبة، مخفر القرية بما يمثل من ظل باهت لحضور الشرطة وعجزها إزاء عصابات التهريب.

لكن الكوميديا تدور، أيضًا، حول الأصداء التي تأتي من بعيد، من مركز البلاد، ومن مختلف أنحاء العالم، وحول طريقة تفاعل أهل "أم الطنافس" مع هذه الأصداء. بل إن القرية في النهاية توضع على مذبح قضية كبيرة جدًا لا يد لها فيها، إذ تذهب ضحية التلوث النووي!

أما رجل الأمن، "الهملالي"، فهو ممثل لسلطة المركز البعيد، بعنجهيته وادعاءاته الجوفاء وتنمره على أهل القرية ومخفرها.

"الخربة" هي الأخرى قرية صغيرة نائية، لكن في جنوبي البلاد هذه المرة، في ريف السويداء تحديدًا. هنا تقطن عائلتان متنافستان، "أبو قعقور" و"أبو مالحة"، على رأسيهما وجيهان كهلان، "أبو نمر" و"أبو نايف"، لا يكفان عن الكيد لبعضهما وتبادل المقالب المضحكة، وهما يعيشان موزعين بين زمنين مختلفين، فيحضران بجسديهما في زمننا الراهن، ولكنهما ينتميان بالعاطفة والفكر والهوى إلى زمن مضى، حيث العصبية العشائرية كانت أقوى، والوجاهة المحلية كانت محل تقدير واحترام أكثر. ولذلك نراهما لا يكفان عن استحضار أمجاد الماضي المخلوطة بكثير من المبالغات والأكاذيب.

وهما لا يكتفيان بسرد بطولاتهما المزعومة وحسب، بل إنهما يصران على إدارة عجلة الزمان إلى الوراء، من خلال إلحاحهما على الجميع بالتزام عادات وأعراف تجاوزها الواقع. من هنا تنشأ الكوميديا، لكنها تنشأ كذلك من كسر هذا السياق المحلي بتدخلات من السياق العام. فكلما حضر جوهر أبو مالحة، العضو الهامشي والمتحمس في الحزب الحاكم، تحضر معه دستة كاملة من الكليشات المكرورة والمحفوطات الوطنية الرنانة، ونراه في كل مشهد له، تقريبًا، وهو يستعرض، بلغة فخمة، الإنجازات الهزيلة التي يشارك في الاحتفال بها، من تدشين الحمامات العامة هنا إلى وضع حجر أساس لـ"قوس نصر" هناك!

ملحم وجميل وطارق أعضاء في خلية لحزب شبه سري (ماركسي)، يبدون في حالة انفصال عن الواقع، فيتجاهلون مفردات حياتهم المعيشة وتفاصيل قريتهم الصغيرة في سبيل النضال اللفظي والكاريكاتوري ضد الإمبريالية، التي يحملونها المسؤولية الكاملة عن كل ما يحل بهم وبقريتهم.

وفيما أهل "الخربة" مشغولون بصراعاتهم وقضاياهم الصغيرة، فإن التلفزيونات في بيوتهم كانت تبث الأحداث العاصفة في تونس ومصر في سياق "الربيع العربي". يتوازى السياقان، ولكن يحدث أحيانًا، بل كثيرًا، أن يلتقط واحد من سكان "الخربة" هتافًا من العاصمة التونسية أو شعارًا من ميدان التحرير ليرميه في موضع يخصه ويعنيه مباشرة، كأن يصيح أحدهم في وجه عمه وزعيم عائلته: "لقد هرمنا"، أو يردد آخر على مسامع زوجته المتسلطة: "الموز ولا البازلا" في تحريف لـ"الموت ولا المذلة".

السياسة من زاوية أخرى

يجيد حمادة التقاط النماذج الإنسانية، ويجيد تقديمها. شخصياته من لحم ودم، لها عمق وتاريخ وخلفية اجتماعية ومعرفية. ولكل منها منطوقه الخاص حتى إذا ما استعار كلام غيره تعثر وصار مصدرًا للكوميديا. تنفع الشخصيات، أو بعضها، أن تكون رموزًا، وحمالة لمقولات وأفكار مجردة. ومع ذلك، فهي شخوص بشرية أولًا وأخيرًا، غنية بالعواطف والانحيازات والهواجس. 

وحمادة رحيم بشخصياته، رفيق بهم، يبدو في سخريته وكأنه يمرح معهم أكثر من كونه يسخر منهم. وهكذا فليس في أعماله أخيار وأشرار، ليس من أبيض وأسود. هناك طيف واسع من الطباع والنوازع، يعرضها أمامنا بتفهم وبكثير من التعاطف، وهو ينجح في نقل العدوى لنا، نحن المشاهدين، فنضحك دون أن نهزأ، ونسخر دون ضغينة.

حتى في "ضبوا الشناتي"، المسلسل الذي سار في حقل ألغام إذ عرض للمحنة السورية الراهنة، حتى هنا نحن أمام نماذج بشرية، نحب بعضها، ونختلف مع بعضها الآخر، ولكننا نستطيع تفهمها كلها، ونعرف دوافعها ونستنتج أسباب ردود أفعالها.

وهذا المسلسل يقدم أيضًا مثالا على أسلوب الكوميديا في نصوص ممدوح حمادة، حيث السخرية ممزوجة بالأسى والحزن الشفيف، والضحكة تكون تعبيرًا عن الهم، والشفقة على المصائر المأساوية للجميع تشكل الإطار العام.

وفي "ضبوا الشناتي"، كما في "ضيعة ضايعة" و"الخربة"، تحضر السياسة، أو الهم السياسي، وفق زاوية رؤية لم يعهدها السوريون في الكوميديا السائدة من قبل. ففي عهد غوار الطوشة المديد (دريد لحام) كانت السياسة حاضرة من خلال القضايا القومية العربية الكبرى بشكل أساسي، فيبدو المواطن السوري وكأنه ينوء تحت ثقل التعثر في إنجاز الوحدة العربية، وهو مهموم أصلًا بحدود سايكس بيكو التي قسمت الأمة!

في نصوص حمادة، تحضر السياسة بوجهها المباشر الأكثر واقعية، بوصفها إدارة للشأن العام، وتدخل في صياغة كل مفردات الحياة الخاصة. السياسة التي لا يستطيع الفرد، أنى كان، الفرار منها، لأنها ببساطة تؤثر في مسار عيشه اليومي، بقرارتها الاقتصادية ورهاناتها الاجتماعية، وبطريقة ترتيبها للأولويات وتحديدها للمصائر.

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

2

كل شيء رائحة.. العطور العربية في حياتها وموتها

تحدّث الرومان واليونانيون قديمًا بإعجاب عن بخور وطيوب سبأ، لدرجة أنهم وصفوا سكانها بأنهم من أثرى شعوب العالم، وأنهم يأكلون في أوعية من الذهب، ويسكنون بيوت فارهة

3

من يمتلك الإنترنت؟

تقول ولادة شبكة الإنترنت الكثير من ناحية تحولها إلى مجال للسيطرة والربح، خصوصًا حين نضع نصب أعيننا أنها استراتيجية اتصالية أميركية

4

"يا ما في الجراب يا حاوي".. الحواة من إبهار الشارع إلى شاشات التليفزيون

لم يكن الحواة فئة طارئة على المجتمع المصري، فقد تواجدوا في الشوارع والميادين العامة منذ القرن التاسع عشر الميلادي

5

طيف جيم كرو الذي لم يغادر الولايات المتحدة

أضفت قوانين جيم كرو شرعية قانونية على سياسة الفصل العنصري، وساهمت في ترسيخ ثقافة فوقية تضع السود في مرتبة أدنى من البيض، وتعزز العنف الممنهج ضدهم

اقرأ/ي أيضًا

سيد درويش

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

يماني خلوف

الغناء البلدي
الغناء البلدي

"يا حلو يا للي سبيت الناس بدلالك".. رحلة الغناء البلدي من المقاهي إلى بيوت الأثرياء

يعتمد الغناء البلدي على الارتجال، ويمتزج بأدوات موسيقية وإيقاعات تقليدية، وقد انتشر في كافة أنحاء مصر بفضل تنوع مواضيعه بين القصص والمواويل وغيرهما

محب جميل

الخربة

الاقتصاد والمال ومستويات السلطة في مسلسل "الخربة"

"الخربة" ليس مجرد مسلسل كوميدي، بل انعكاس للصراعات الاجتماعية العميقة في بيئة ريفية صغيرة يتحوّل فيها المال إلى أداة للسيطرة والنفوذ

مهيب الرفاعي

rhlt-404

فيلم "رحلة 404".. لا شأن للسياسة بما يحدث!

شخّص فيلم رحلة 404 حال المجتمع، وبين بوضوح أنه مريض جدًا، ولكنه أغفل تحديد الأسباب التي جعلت المرض حالة اجتماعية عامة

سلمان عز الدين

أبو خليل القباني

أبو خليل القباني.. التشخيص ضرورة في وجه السلطة

كان أبو خليل القباني يعي أن المسرح ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو أداة لتفتيح العقول ونقد السلطة الاجتماعية

يوسف شرقاوي

المزيد من الكاتب

سلمان عز الدين

صحافي سوري

أفول السحر.. هل انتهت الواقعية السحرية وما الذي جاء بعدها؟

مع أن مصطلح "الواقعية السحرية" ظهر في ألمانيا ضمن حقل الفن التشكيلي إلا أنه ارتبط بنوع روائي ظهر في أميركا الجنوبية، نموذجه الأبرز هو رواية "مائة عام من العزلة"

مئة عام على بيان أندريه بريتون: ما الذي بقي من السريالية؟

صرف السرياليون نظرهم عن الصور والحقائق والمعطيات الحسية المباشرة، وتوجهوا إلى اللاواعي، اللاشعور، الأحلام، تعبيرات الأطفال وخيالاتهم

رحلة الشاي الطويلة.. الأوراق المرة التي صنعت "كوب الإنسانية"

تجاوز الشاي كونه مشروبًا وصار رمزًا ثقافيًا وفلسفيًا في العديد من الحضارات، متحولًا إلى طقس يعكس روح الإنسانية والتناغم

الدراما السورية.. الهروب من الواقع

تعدّدت اتجاهات الدراما السورية ما بعد 2011، لكنها أفضت كلها إلى المكان ذاته: حائط مسدود. وتشاركت جميعها السمة نفسها: الهروب من الواقع!

فيلم "رحلة 404".. لا شأن للسياسة بما يحدث!

شخّص فيلم رحلة 404 حال المجتمع، وبين بوضوح أنه مريض جدًا، ولكنه أغفل تحديد الأسباب التي جعلت المرض حالة اجتماعية عامة