عشر سنوات من دون غابرييل غارسيا ماركيز: تاريخ شفهي

عشر سنوات من دون غابرييل غارسيا ماركيز.. تاريخ شفوي للغياب

11 أكتوبر 2024

بتقدير وحب كبيرين، انشغلت سيلفانا باتيرنوسترو بحياة أبي الواقعية السحرية، فكتبت عنه كتابًا بعنوان "حياة غابرييل غارسيا ماركيز كما يرويها أصدقاؤه وعائلته ومعجبوه، ومجادلوه، وزملاؤه في المقالب، والسكارى، وبعض الشخصيات المحترمة". وهنا ترجمة، بتصرف، للفصل المنشور من هذا الكتاب في "The Paris Review".


ـــــــــ

 

في نيسان/أبريل الماضي، حلّت الذكرى السنوية العاشرة لوفاة غابرييل غارسيا ماركيز. ومع ذلك، لا زال الناس في جميع أنحاء العالم يتعجبون ويتأثرون بجمال كتاباته وخياله الجامح. إنه المؤلف الإسباني الأكثر ترجمةً في القرن الماضي. ومن نواحٍ كثيرة، سواء كانت صحيحة أو خاطئة، أصبحت ماكوندو المُختلقة في "مئة عام من العزلة" تُمثّل صورة أميركا اللاتينية، خاصةً للكتّاب مثلي من الكاريبي الكولومبي.

أكتب عن غابو منذ عام 1995، عندما قابلته لمدة ثلاثة أيام خلال ورشة عمل صحفية كان يشرف عليها، وقررتُ أن غابو نفسه موضوع مُثير للكتابة. كتبتُ في أول مقال عنه أن إله الواقعية السحرية في كولومبيا ذكّرني بجدي، ونُشر المقال لاحقًا في عدد شتاء 1996 من مجلة "باريس ريفيو".

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت في إجراء مقابلات مع أصدقائه وعائلته ومعجبيه ومنتقديه من أجل سيرة ذاتية شفهية ظهرت في شكلها الأولي في عدد صيف 2003 من المجلة. وعندما تُوفي في عام 2014، كنت أضع اللمسات الأخيرة على الكتاب الذي خرج من هذه السيرة "Solitude and Company" الذي مثّل مجموعة من الشهادات حول المُخادع الذي أخرج نفسه من الأقاليم وفاز بجائزة نوبل. وبعد وفاته ببضعة أيام، أخبرتني وكيلته وصديقته المقربة كارمن بالسيلز، وهي على وشك البكاء، أن العالم سيشهد الآن بزوغ دين جديد: الغابوية، وكصحافية أثار هذا التنبؤ اهتمامي.

هكذا واصلت متابعة قصة حياة غابو وإرثه بعد وفاته. نُقل أرشيفه إلى جامعة تكساس في أوستن. وفي عام 2020، توفيت زوجته مرسيدس بارشا، التي كان يُلقبها بـ"تمساحه المقدس". وفي كولومبيا، تحوّلت مدرسة الصحافة المتنقلة التي بدأها، والتي حضرت ورشة العمل الخاصة بها، إلى مؤسسة غابو. 

ثم حدثت تطورات غير متوقعة: في عام 2019، أعلنت Netflix عن مسلسل مستوحى من رواية "مائة عام من العزلة"، وهو ما أقسم غابو أنه لن يحدث أبدًا. تم إعادة بناء ماكوندو في مكان ما في داخل كولومبيا. وفي عام 2022، أفاد صحفي بأن لدى غابو ابنة وُلدت في مكسيكو سيتي عام 1990 وأخفى وجودها عن العامة.

مئة عام من العزلة
أصبحت ماكوندو المُختلقة في "مئة عام من العزلة" تُمثّل صورة أميركا اللاتينية (ميغازين)

والآن نشرت رواية "موعدنا في شهر آب" باللغة الإسبانية والإنجليزية وعشرين لغة أخرى. تتناول الرواية قصة امرأة متزوجة تبلغ من العمر 46 عامًا تقرر أن تقيم علاقة عابرة في يوم 16 آب/أغسطس من كل عام، ذلك اليوم الذي تقوم فيه برحلة فردية إلى جزيرة كاريبية مجهولة حتى تضع زهور الدلبوث على قبر والدتها.

لذا، قررت في العام الماضي أن أشغل جهاز التسجيل مرة أخرى وأسأل عن هذه السنوات العشر الماضية من بعد وفاة غابو. وبينما واصلت متابعة قصته، يستمر غابو، المخادع دائمًا، في مفاجأتي.

ذكرياتهم الأخيرة مع ماركيز 

في المرة الأخيرة التي رأى غابرييل إيليجيو توريس غارسيا عمه ماركيز، كان السرطان قد انتشر في جميع أنحاء جسده، وتأثرت ذاكرته، لكنه كان لا يزال قادرًا على المحادثة. يذكر غابرييل أن ماركيز وصل، وبدت عليه الدهشة، وسأل: "متى وُلد كل هؤلاء الناس؟"، لكن على الرغم من حالته، استمر ماركيز في ابتكار العبارات الأدبية والشعرية وظل مرحًا، فكان يعشق المقالب. 

ويتذكر الشاعر والصحافي غوستافو تاتيس غيرا، أن ماركيز بدا وكأنه ضائع جدًا، يعانق شقيقاته وأبناء أخيه وعائلته، ومع ذلك كان واضحًا أنه ضائع تمامًا، لكنه يذكر أن ماركيز تغلب على نسيانه بعناق بسيط وابتسامة، قائلًا: "أعرف أنني أحبك، أعرف أنني أحبك".

وتذكرت ميلاجروس مالدونادو، وهي مروجة فنية وصديقة مقربة لماركيز، كيف اعترف لها ذات مرة بأن أعظم مخاوفه في الحياة هو فقدان ذاكرته مع تقدمه في السن، وهو أمر علمت ميلاجروس لاحقًا أنه شائع في عائلته. ثم تذكرت أنها قبل أن تصادقه كانت مجرد معجبة بأعماله، وذكرت كيف وقعت في حب أعمال ماركيز عندما قرأت رواية "مئة عام من العزلة" في تشيشيريفيتشي، وهي بلدة صغيرة في فنزويلا، وقفزت فرحًا عندما وجدت واقعها ينعكس في كلماته، ليس فقط على المستوى الفردي ولكن في التجربة الجماعية لساكني منطقة البحر الكاريبي. 

وربما هذا ما دفع ميغيل إيريارتي، الشاعر ومدير مركز لا كويفا الثقافي الذي سُمي على اسم حانة غابو المفضلة في بارانكويلا، إلى إعداد قائمة من المصطلحات المستوحاة من غابو، وهي قائمة مصطلحات سخيفة واحتفالية اخترعها لإدخال بعض المرح في وقت الحزن. بدأت القائمة بـ"غابيات غابو" ثم طالت وضمت أكثر من خمسين مصطلحًا مثل الغابوية، والغابيتيس، والغابوتا، ومن غابو إلى رابو، وجميعها تنبع من الجذر نفسه، وتعريفها: فضيلة كاريبية مُخادعة لا يعرف عنها الشخص المحترم شيئًا، وتفيض بحياة وعمل غارسيا ماركيز.

إذن كانت حياة ماركيز غنية للغاية، وظهر ذلك حتى في أحلام تاتيس غيرا الذي ذكر أنه حلم بماركيز مرتين، في أحدهما بدا وكأنه لم يمت قط، مرتديًا الأبيض ويتحدث بالحماس نفسه الذي كان يتحدث به عندما كان على قيد الحياة، وذكّرته هذه الأحلام بالتجمعات التي اعتادوا استضافتها، مثل المرة التي عرض فيها ماركيز تعميد طفل صديق لهم، وكانوا مثل سبعة أزواج من العرابين.

أما الحلم الثاني فكان غابو يرتدي فيه الأبيض كالمعتاد، وكان متفائلًا، وسعيدًا، ومليئًا بالمشاريع، ويقول الأمر ذاته الذي اعتاد قوله له وهو على قيد الحياة، وهو أنه لا توجد معادلات لأي إبداع أدبي، على الشخص فقط أن يكتب، ويكتب، ويكتب، فلا يوجد أي سبب للتوقف، هذه كانت النصيحة التي لطالما منحها له.

وتذكّر كذلك أن ماركيز كان دائمًا يحتفل بعيد ميلاده، يوم 6 آذار/مارس، مع مجموعة من عازفي الأكورديون، مستمعًا إلى الفاليناتو. وفي آخر عيد ميلاد له في قرطاجنة، دعا مجموعة من فرق الأكورديون، ضمّت إحداها لياندرو دياز، وفجأة، قام الاثنان، لياندرو وغابو، ورقصا على موسيقى "The Crowned Goddess".. قبل وفاته بسنة فقط، هذان العظيمان.

وبعد رحيل ماركيز، لاحظت الكاتبة كارولينا سانين رغبة الكل في التواصل معه، وكيف أنه أصبح للجميع حكاية ما مع ماركيز يرغبون في سردها، وكل ذلك بهدف الشعور بالارتباط مع "أعظم رجل أنتجته كولومبيا على الإطلاق" على حد قولها، وأضافت: "كلنا لدينا هذه الحاجة لنراه رجلًا عاديًا، وبالرغم من أنه مات فعلًا، إلا أنه لم يكن عاديًا. يجب أن نتبنى هذا المفهوم للعبقرية، فوالد رودريغو وغونزالو لم يكن هو من كتب مائة عام من العزلة، هوميروس وكافكا من كتباها، وكذلك كل من قرأها. فإن مؤلف الكتاب والكتاب نفسه لا يتطابقان".

غابرييل غارسيا ماركيز
لم يتوقف ماركيز عن الابتكار حتى في أيامه الأخيرة (Getty/ ميغازين)

ومع ذلك، وصف غوستافو أرانغو، الذي ألَّف كتابين عن حياة ماركيز، وفاة ماركيز بأنها شخصية للغاية، لأن الكُتّاب الذين نحبهم نعتبرهم جزءًا من العائلة، مع أن ماركيز في حياته كان قلقًا جدًا بشأن الشهرة. وتذكر ابن أخيه توريس غارسيا كيف كان ماركيز يستمتع بالذهاب إلى وسط المدينة، حيث يتعرف عليه الناس، وفي الوقت ذاته كان يتمنى أن تكون الشهرة مثل المصباح الكهربائي الذي يمكنه تشغيله وإطفائه متى يحلو له.

ولم تحب والدة ماركيز أمر الشهرة كذلك، وذلك وفقًا لداسو سالديفار كاتب سيرة ماركيز الكولومبي، الذي قال إن والدة غابو لم تقدِّر شهرته، مُفضلة ابنتها آيدا روزا، الراهبة. لكن بعد وفاته، رأى سالديفار أن حضوره أصبح أقوى، لأنه كان في طريقه ليصبح أسطورة تامة، وكان سالديفار يعتقد أن أعمال ماركيز ستُعتبر قريبًا من الكلاسيكيات - لكن من دون الفضائح الاجتماعية بالتأكيد - ومحفوظة في أنقى صورها، ما جعله سعيدًا.

وأيد ذلك خايمي أبيو بانفي، مدير مؤسسة غابو، الذي قال إن من اعتقدوا أن وفاة ماركيز ستؤدي إلى تراجع في عدد قراء أعماله كانوا مخطئين تمامًا. فلم يكن ماركيز كاتبًا عاديًا، والدليل على ذلك روتينه المنضبط من أجل الكتابة الذي ذكرته ميلاجروس، إذ كان يكتب منذ اللحظة التي يستيقظ فيها حتى الظهر، بغض النظر عن الطقس، مرتديًا نظارات سميكة ضبابية تتساءل من خلالها كيف يمكنه الرؤية. ومع ذلك، كانت تعتقد أنه لا يحتاج إلى الرؤية بوضوح لأنه كان ينظر إلى الداخل. فلم ينتظر غابو أبدًا الإلهام للكتابة، فلم يكن من النوع الذي يفوت يومًا من الكتابة لمجرد أنه لا يشعر بالإلهام.

فكان يكتب في مخبئه خلف المنزل في شارع فوجو في المكسيك، حيث لم يزعجه أحد، والجدران حوله مزينة بلوحات ريفيرون وتامايو، التي وجدتها مالدونادو من أجله، كما أكدت على انضباط غابو، مشيرة إلى أنه لم يتسم بالافتقار النموذجي للانضباط المنسوب غالبًا إلى سكان المناطق الساحلية الكولومبيين، الذين قد يتغيبون عن العمل بعد ليلة من الاحتفال، لكن غابو كان يظهر دائمًا للعمل في اليوم التالي.

الحيوات الثلاث لماركيز

قال ماركيز لجيرالد مارتن، كاتب سيرته باللغة الإنجليزية، إن كل إنسان لديه ثلاث حيوات: حياة عامة، وحياة خاصة، وحياة سرية. ورأى داسو سالديفار هذا القول باعتباره تذكير لطيف لجيرالد بأن: "يحسن التصرف عند كتابة سيرته".

أما صديقته ميلاجروس مالدونادو، فلم تسمع غابو يتحدث صراحة عن الحيوات الثلاث، لكنها كانت متأكدة من أنه فعل ذلك، لأنه عندما كتب مذكراته "عشت لأروي" قال لها بفرح يكاد يصل إلى البهجة الخالصة: "وأنتِ، أنتِ لست مذكورة فيها"، ما جعلها تقتنع أنها تنتمي إلى حياته السرية.

وجد غوستافو أرانغو هذه القصة عن هذه الحيوات الثلاث أمرًا مثيرًا للاهتمام، مشيرًا إلى أن غابو بدأ الحديث عنها في التسعينيات، وتقريبًا في الوقت الذي ولدت فيه ابنته في عام 1990، وهو موضوع لم يتطرق إليه من قبل، على الرغم من أنه كان لديه حياة سرية فعلًا.

وأضاف غوستافو غيرا أنه في كل هذه الحيوات الثلاث، كانت النساء هن البطلات دائمًا، مع أنه يتذكر بأنه فوجئ عندما ذكر غابو حياته السرية على شاشة التلفزيون الفرنسي في عام 1997، مما يشير إلى أن حياته كانت أكثر مما تراه العين. ويتذكر أنه في يوم وفاة ماركيز في 17 نيسان/أبريل 2014، كان يتناول الغداء مع أصدقائه في سان أنتيرو، وعندما ظهر الخبر جلسوا يتحدثون عن الشائعات التي تقول إن لديه ابنة سرية.

كما اعترفت ناديا سيليس، وهي باحثة في الأدب الكاريبي، بأن وجود الابنة كان "سرًا عامًا" بين دائرة غارسيا ماركيز الممتدة والواسعة في قرطاجنة، ولم يحكم عليه أحد، إذ كان إنجاب الأطفال خارج إطار الزواج ممارسة شائعة جدًا في تلك البيئة، خاصة بين الرجال الأقوياء، وتُخمن أنه كان هناك نوع من الاتفاق على عدم مناقشة الأمر علانية، بدافع من الاحترام لزوجته مرسيدس على الأغلب.

وصفت ميلاجروس مرسيدس بأنها واثقة من نفسها وقوية بشكل استثنائي، وأنها لا تعتقد بأنها كانت ستدخل في شجار مع ماركيز بشأن ابنته السرية، لأن طبيعتها الواثقة من نفسها لن تدعها تفعل ذلك. وأيد سالديفار هذا الكلام، مؤكدًا أن مرسيدس كانت واثقة من حب غابو لها، فكان حبهما عميقًا جدًا، يتجاوز الاحترام، وحتى يتجاوز الزمن، وقال إن أجمل شيء فيهما لم يكن إخلاصهما الجسدي بل كان ولائهما. فمن السهل كسر الإخلاص، لكن عندما يتعلق الأمر بالحب، فإن أهم شيء على الإطلاق هو الولاء، وتمتع الاثنان به، ثم ألمح سالديفار إلى أنه يعرف الكثير عن الحياة السرية لغابو لكنه قرر عدم الكشف عن هذه التفاصيل، أو على الأقل ليس بعد.

واستغرب أرانغو من هذا الاهتمام بقصة ابنته السرية، فكيف يؤثر هذا الأمر في أعماله؟ لكنه يرجح أن وجود ابنة لماركيز كان أمرًا هامًا له، نظرًا إلى ذلك الإحساس الأنثوي الحاد لديه. وأضاف تاتيس غيرا أن هذا النوع من الأشياء لم يكن جديدًا على عائلة غابو، بل كان لقصة ابنته الكثير من القواسم المشتركة مع عالمه الأدبي ومع أسلافه.

لكن هذا لم يمنع الناشطة والصحفية النسوية كاتالينا رويز نافارو من الإعراب عن دهشتها من الاتفاق غير المعلن على عدم ذكر ابنته، مع الاستمرار في تمجيد غابو باعتباره طيبًا ونقيًا وجميلًا ومثاليًا وحتى إلهيًا. 

ودفع هذا الأمر الصحافية والكاتبة تيريزا غويينتشي إلى التساؤل حول معنى أن يكون المرء كاتبًا، فهل تتشكل هوية الكاتب من خلال عمله الأدبي، أم شخصيته العامة، أم حياته الخاصة التي يعيشها بعيدًا عن الأضواء؟ وتساءلت عما إذا كان ينبغي الكشف عن قصة ابنة غابو لمجرد أن الجمهور يشعر بأنه ينتمي إليه، وأن له الحق في المعرفة.

إرث ماركيز المادي

يتذكر ستيفن إينيس، مدير مركز هاري رانسوم، تلقيه مكالمة هاتفية تستفسر عما إذا كان المركز مهتمًا بالحصول على أوراق ماركيز، وقال إن هذا كان قرارًا سهلًا جدًا بالنسبة له، إذ لم يكن هناك سوى إجابة واحدة لهذا السؤال، كما امتلك المركز ثلاثة من حواسيبه، لكن يبدو أنه كان يعتمد بشكل أكبر على الهاتف في مراسلاته.

وأضاف إينيس أنه حصل على هذه المجموعة بسرعة كبيرة، فبعد وفاة ماركيز، سافر إينيس وزميل له إلى مدينة مكسيكو لرؤية المواد المعروضة، ووصف مكتب غابو بأنه مبنى منفصل خلف المنزل، مليء بالكتب واللوحات الفنية، ويتذكر رؤية جهاز تقطيع الورق، خلف المكتب - وهو أمر كان يأمل ألا يراه.

موعدنا في شهر آب
كان ماركيز يعمل على رواية "موعدنا في شهر آب" في حوالي عام 2000 (ميغازين)

وأوضحت إليزابيث بيج، رئيسة الاتصالات السابقة في مركز رانسوم، أن المجموعة تضمنت مخطوطات، وصور، وبعض المراسلات، وألبومات عائلية، والتي أحبتها بشكل خاص. وأضافت بيج أنهم قاموا بمسح أكثر من 27000 وثيقة من المجموعة، وكان الاهتمام بها غير عادي، إذ اطلع عليها الناس من جميع أنحاء العالم، وخاصة من أميركا اللاتينية، لذلك كان من الضروري التأكد من إتاحة الوصول إلى هذه المستندات باللغة الإسبانية.

يتذكر دييغو غارسيا إيليو، الناشر المكسيكي الذي نشأ مع ابني غارسيا ماركيز، استوديو غابو خلف المنزل في شارع فوجو باعتباره مكانًا شديد الحرارة، حيث تتجاوز درجات الحرارة دائمًا 100 درجة، ويتذكر كذلك مساهمته بالعديد من الأشياء لمركز رانسوم، بما في ذلك مخطوطتان من رواية "الجنرال في متاهته" بنهايات مختلفة، احتفظت بهما والدته، إذ غالبًا ما كان ماركيز يعطيها مخطوطات غير مكتملة لقراءتها. 

وأضاف أن المركز أخذ كذلك كتب الطبعة الأولى التي كانت مُهداة لماركيز من قبل معاصريه، وأخذوا جميع النسخ الموقعة منه لكنهم تركوا الكتب العادية التي كان يقرأها، فلم يأخذوا كل شيء، وما زال الاستوديو في شارع فوغو مليئًا بلوحاته وصوره ومكتبه وحاسوبه الخاص. 

كما لاحظ إيليو أن مساعدة غابو الشخصية، مونيكا، لا تزال تشغل نفس المكان الذي كانت تشغله عندما كان غابو على قيد الحياة، وظلت سكرتيرة العائلة. وفي حين يمكن للجمهور مشاهدة الاستوديو عن طريق حجز جولة، فإن بقية المنزل ليس مفتوحًا للمشاهدة بعد، ولكنه سيكون كذلك في النهاية، خاصةً أنه لا يزال كما كان.

رواية ماركيز الأخيرة

قال ستيفن إينيس إن ماركيز كان يُقدِّر العمل المكتمل، لذلك لم يحتفظ بالعديد من مسودات كتاباته، أي أن معظم المخطوطات الموجودة في الأرشيف هي مسودات في مراحل متأخرة من الكتابة مع تعديلات خفيفة، والاستثناء الوحيد هي تلك الرواية الأخيرة، وربما هذا لأنه لم ينتهِ منها قبل وفاته، إذ احتفظ بعدة مسودات لتلك الرواية في أثناء العمل عليها، ومن ثم انتقلت إلى الأرشيف. 

وعلى الرغم من الإثارة التي أحدَثَتْها بسبب وضعها كعمل غير منشور وغير معروف لماركيز، إلا أنه لم يُسمح بتحويلها إلى صيغة رقمية مثل بقية الأعمال، ولم تكن أبدًا على الإنترنت، ونبع ذلك من اعتقاد أبناء ماركيز بأنه بما أن والدهما لم يُكمل الرواية، فيجب أن تظل غير منشورة.

لكن غوستافو أرانغو أراد البحث عن هذه الرواية، فبعد وفاة غارسيا ماركيز في عام 2014، تم ذِكر الرواية بشكل متكرر، وكان أرانغو يعلم أنها مخزنة في الأرشيف في مركز رانسوم بمدينة أوستن الأميركية، ومن ثم سافر إلى أوستن وسأل عنها المسؤولين، وقرأ المخطوطة كلها في جلسة واحدة، وشعر أن الرواية مكتملة ومتطورة جيدًا ولها نهاية واضحة، وإن كانت تفتقر إلى اللمسة النهائية التي يمكن أن يوفرها المحرر، لكنه غادر الأرشيف عازمًا على بدء حملة لنشرها.

ويتذكر داسو سالديفار، كاتب سيرة ماركيز وُمراقبه عن كثب، كيف قرأ غوستافو المخطوطة في أوستن، وسجل ملاحظات، وكتب لاحقًا مقالًا يدافع عن نشر الرواية بعد وفاته، ونُشر هذا المقال في الصحيفة المكسيكية "El Universal" تحت عنوان "دفاعًا عن رواية غابو بعد وفاته". 

وأضاف أن غوستافو اتصل به وهو يقرأ الرواية قائلًا: "داسو، هل تعرف أين أنا؟ أنا أقرأ رواية غابو"، ورد عليه: "كيف هي؟" ثم أخبره أنها غابو خالصة، وغارسية ماركيزية حتى النخاع، فقال له سالديفار: "حسنًا، دعني أعرف رأيك"، وقال غوستافو: "لقد فعلت ذلك للتو" ثم أغلق الهاتف.

واستمر أرانغو في البحث واكتشف أن عائلة ماركيز هي التي قررت منذ فترة طويلة عدم نشر الرواية بسبب تقييم أحد القراء في وكالة كارمن بالسيلز، الذي انتقد الرواية باعتبارها طويلة ومُكررة بينما كان ماركيز يعمل عليها، وثبط هذا التقييم من عزيمة ماركيز، ما دفعه إلى التخلي عن المشروع. ووجد أرانغو تقرير القارئ، الذي أوقف تقدم الرواية، مع المخطوطة نفسها، لكنه أصر على أن الرواية كانت مكتملة وتستحق النشر، وأنها لا تحتاج إلا إعادة التنظيم والتنقيح، ولا تحتاج إلى إعادة الكتابة.

كما وصف غوستافو تجربة قراءة الرواية، بأنها مشوقة للغاية، إذ أذهلته السهولة والسلاسة التي ميزت كتابات ماركيز، على الرغم من أن بيئة الأحداث كانت أكثر حداثة وحضرية من المدن الصغيرة التي يصورها عادة في أعماله. تدور القصة حول بطلة تعود في يوم 16 آب/أغسطس من كل عام لوضع الزهور على قبر والدتها.

ومن ثم أرسل داسو سالديفار مقال غوستافو إلى جييرمو أنجولو، وهو صديق مقرب لأبناء ماركيز، الذي أرسله بعد ذلك إلى رودريجو وغونزالو. كما أرسل داسو المقال إلى ماريا إيزابيل لوك، وكيلة غارسيا ماركيز في وكالة كارمن بالسيلز. وقد فوجئت في البداية وتساءلت كيف تمكن غوستافو من الوصول إلى المخطوطة وتدوين هذه الملاحظات التفصيلية، لكن داسو طمأنها، مؤكدًا أن غوستافو سُمح له بقراءة الرواية وأنها رائعة وشجعها على مشاركة المقال مع رودريغو وغونزالو، وأدى هذا في النهاية إلى مزيد من المناقشات بين المقربين من ماركيز حول إمكانية نشر الرواية.

وحسب ستيفن إنيس، بمجرد اتخاذ عائلة ماركيز القرار بنشر الرواية، منعت عائلته وصول أي شخص إلى الملف، لكن يرى خايمي أبيلو مدير مؤسسة غابو، أنه إذا لم يقرر رودريغو وغونزالو نشرها، كان سيقرر شخص آخر ذلك بالتأكيد، وإن كانت على هيئة نسخ مقرصنة أو أشكال أخرى، وبالفعل ذُكر تداول نسخة مقرصنة من الرواية في كولومبيا قبل أسبوع من تاريخ النشر.

وأضاف خافيير مونغويا المحرر المشارك في "Las cartas del Boom"، أنه من الطبيعي أن بعد مرور عشر سنوات على وفاته، سترغب عائلته في نشرها، فهذه آخر رواية متبقية لغابو، وأعرب كذلك عن حماسه الخاص لقرائتها خاصةً أنها محاولة ماركيز الأخيرة في أدب الخيال. 

كما استرجع خافيير أول مرة قرأ فيها لماركيز عندما كان في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة في هيرموسيلو، سونورا، المكسيك، حيث ما زال يعيش حتى الآن، وكانوا يبيعون الكتب في السوبرماركت وجلب له والده نسخة من "مئة عام من العزلة" ومع أنه كان قارئًا كبيرًا، لهيسه، وكافكا، وهيمنجواي، لكن تأثير قراءة الفقرة الأولى من "مئة عام من العزلة" كان مختلفًا تمامًا، فوصفه كما لو أنه تلقى رصاصة، إذ كانت على مستوى آخر تمامًا.

غابرييل غارسيا مركيز وزوجته مرسيدس بارشا
كان حب ماركيز ومرسيدس بارشا عميقًا جدًا، يتجاوز الاحترام، وحتى يتجاوز الزمن (Getty/ ميغازين)

أما عن حبكة الرواية الأخيرة فيقول إنها تحكي عن امرأة متزوجة تعيش على جزيرة، وأثناء زيارتها السنوية لقبر والدتها، تخون زوجها لأول مرة. وذكر أن بعض المقاطع من الرواية نُشرت عندما كان ماركيز حيًا، إذ صدر فصلان في "El País"، وتُرجم أحد الفصول في مجلة "النيويوركر" في عام 1999.

وأكد ذلك غوستافو أرانغو الذي حكى أن ماركيز بدأ العمل على الرواية في التسعينيات وأصدر فصلين منها، ثم نشر روايته الأخيرة، "ذكريات عن غانياتي الحزينات"، في عام 2004. لكن في الوقت نفسه، كان يعمل على "موعدنا في شهر آب" في حوالي عام 2000، ووصفه غوستافو بأنه كان متحمسًا، وفاقدًا للشغف في الوقت ذاته.

وما إن نُشرت، بدأ العمل على ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، وهنا تعرفت آن ماكلاين المُترجمة على رواية موعدنا في شهر آب، وطُلب منها قراءة المخطوطة في آذار/مارس 2023، وقالت آن إنها كانت متحمسة جدًا للمشاركة في عمل لماركيز لدرجة أنها لم تستطع الكلام، على الرغم من أنها ترجمت كتابًا سابقًا عن أعمال ماركيز الصحفية، إلا أنها لم تكن تعلم بوجود رواية غير منشورة. 

وأضافت أنها تعرفت على رواياته بفضل عبقرية إديث غروسمان وغريغوري راباسا، وأُعجبت بأعمال ماركيز بشدة لدرجة دفعتها إلى السفر إلى كولومبيا في أواخر الثمانينيات، وتعلُّم الإسبانية. وتقول إنها بالرغم من انشغالها في ذلك الوقت بترجمة روايات كولومبية وإسبانية، بالإضافة إلى رسائل خوليو كورتازار، إلا أنه كان مستحيلًا أن ترفض ترجمة هذه الرواية.

وتذكر أنها عندما بدأت في الترجمة كانت حريصة على أن تضع في اعتبارها الحالة النفسية لماركيز ومن ثم بدأت بالبحث عن أي عيوب غير عادية في النص، ولكن بعد الانغماس في الرواية ركزت على إعادة خلق صوت الرواية السردي، والذي بدأ ماركيز في تطويره قبل ربع قرن على الأقل، أي قبل فترة طويلة من بدء فقدانه التركيز.

لكن على صعيد آخر، أعرب الروائي والرسام فابيو رودريغيز أمايا عن عدم موافقته على نشر رواية يعتقد أن ماركيز لم يكملها، وقارن الأمر بنشر رواية غير مكتملة لساراماغو، والذي وجده أيضًا أمرًا فظيعًا. ورأى أن "ذكريات غانياتي الحزينات" مثلت خاتمة مسيرة ماركيز في الكتابة. وعلى الرغم من الجدل الدائر حول تلك الرواية، فإن رودريجيز يشيد بجمالها ويرى أنها بمثابة قصة حنين وتحية إلى مدينته بارانكويلا.

ووافقته الصحافية والناشطة النسوية ناديا سيليس الرأي، إذ رأت أن الرواية لا تستحق النشر، وذلك قبل نشرها بفترة كبيرة، إذ زارت أوستن في عام 2016 لاستكشاف تعريف ماركيز للحب الرومانسي وعلاقته بالسلطة، ووجدت الرواية هناك لكنها قرأت أجزاءً متفرقة منها وبدا لها أنها لم تكن جاهزة للنشر، ولم تعجبها، مُشيرة إلى أنه على الرغم من أنها قد ترضي فضول بعض القراء بإتقانها التقني، أو يتردد صداها مع تصوراتهم المسبقة عن منطقة الكاريبي النمطية المرتبطة بأعماله، إلا أنها ترى أن الرواية مجرد مثال آخر على إسقاط الأحلام الذكورية على الحياة الجنسية للمرأة، وهذا الأمر يظهر في أعمال ماركيز كلها التي تعتمد على فرضية أن رغبات النساء تدور حول الرجال فقط.

كما أعربت عن مخاوفها بشأن موضوعات الرواية، حيث زعمت أن القارئات لا يحتجن إلى توجيه من "جد" أدبي حول كيفية التنقل في مساراتهن نحو الحرية، سواء كانت جنسية أو غير ذلك.

لكن رأى غوستافو أرانغو أن "ذكريات غانياتي الحزينات" لم تكن خاتمة مناسبة لأعمال غارسيا ماركيز، إذ كان من الممكن أن تقع ضحية لحركة "Me Too"، فمن السهل جدًا إقصاء الكُتّاب الآن، بسبب أفعال شخصياتهم المُتخيلة.

لكن وبالرغم من انتقادها لبعض جوانب تصوير ماركيز للنساء، ترفض ناديا سيليس بشدة فكرة "إلغاء" غابرييل غارسيا ماركيز، كما دعا بعض الناس، وقالت: "أبقى مؤيدة لغارسيا ماركيز من خلال رواياته الرئيسية، التي تحكي قصصًا تُحذِّر من قدرة الإنسانية على تدمير نفسها. إذ تعكس رواياته الرغبة الخطيرة في السلطة التي تهدد وجودنا كلنا على هذا الكوكب. لكن للأسف، على الرغم من أنه كان يستطيع رؤية مخاطر هذه الرغبة في التفاعلات بين الفقراء والأثرياء، وبين المواطنين العاديين وحُكَّامهم الفاسدين، أو بين الدول الصغيرة والمبعوثين الإمبرياليين، إلا أنه تجاهل القوة التي جعلت شخصياته الذكورية متواطئة في كل شكل من أشكال القوة الاستبدادية، من حيث شغفهم بالهيمنة وميلهم إلى تأكيد رجولتهم من خلال العنف، بدءًا بالعنف الذي يمارسونه على النساء اللواتي (يحبونهن)".

ذكريات غانياتي الحزينات
رأى البعض أن ذكريات غانياتي الحزينات لم خاتمة مناسبة لأعمال ماركيز (ميغازين)

وأعربت الكاتبة ومذيعة البث الصوتي فانيسا روزاليس، عن رغبتها في قراءة رواية ماركيز الأخيرة واهتمامها برؤية كيف تخيّل ماركيز حرية المرأة ورغبتها، خاصة في ظل احتلال النصوص النسائية الصدارة خلال العقد الماضي، من ظاهرة فيرانتي، وفوز آني إرنو بجائزة نوبل، إلى كل هؤلاء النساء في أميركا اللاتينية اللاتي يكتبن من أكثر الأماكن السياسية والجسدية والاجتماعية اختلافًا.

وأخيرًا، حكى خافيير مونغويا كيف كان يتحدث عن هذه الرواية في معرض فرانكفورت للكتاب، ثم رأى غلافها فجأة أمامه وتظهر فيه امرأة تحت شجرة، وشعر حينها بطريقة ما، بأن غابو دائمًا هنا، دائمًا حاضر.

أسطورة ماركيز الدائمة

تذكرت رزوانا بولمر (عضوة في مهرجان هاي للأدب والفنون) أول مرة رأت فيها ماركيز في مهرجان هاي الأول في قرطاجنة في كانون الثاني/يناير 2005 الذي عُقد هناك لأن كولومبيا كانت تخرج من عصر مظلم جدًا، وقالت إنه كان من طموحاتها السفر إلى كولومبيا لأنها موطن ماركيز. وعند وصولهم، كان هناك استقبال مخطط لهم في القاعدة البحرية التي يقيم فيها الرئيس عند زيارته، واستقبلتهم زوجة الرئيس أوريبي. كان عددهم 70 شخصًا تقريبًا، وكان الجميع ودودين ومُرحِّبين، وفجأة، سكن الصمت الغرفة، فقد وصل غابرييل غارسيا ماركيز، وفهمت روزانا مكانته الإلهية في كولومبيا.

وربما لهذا خمنت كارمن بالسيلز، وكيلة غابو التي توفيت في عام 2015، أن "الغابية" ستتحول إلى ديانة، كما قارن ستيفن إينيس مخطوطة "مائة عام من العزلة" بنسخة غوتنبرغ من الكتاب المقدس، متخيلًا جلوس الاثنين براحة جنبًا إلى جنب.

لذا لن نستغرب حقيقة أن لورا مورا، مخرجة المسلسل التلفزيوني القادم المقتبس عن رواية "مائة عام من العزلة"، التي أصبحت منغمسة للغاية في المشروع لدرجة أنها تشعر كأنها تعيش في ماكوندو في القرن التاسع عشر، تلقت شمعة نذرية تحمل وجه غابرييل غارسيا ماركيز مع طوق أبيض - يشبه أيام سرفانتس أو شكسبير - وأصبحت تشعلها دائمًا أثناء التصوير كنوع من المباركة.

وفي النهاية، روى خايمي أبيلو بانفي تجربة غريبة في منزل ماركيز في قرطاجنة، كان غابو قد رحل بالفعل وأعارت مرسيدس المكان لشخص قريب جدًا من العائلة لكي يقيم حفل زفاف. ويقول خايمي إنه عندما رفع كأس الشامبانيا الخاص به، انفجر في يده فجأة، وجلب له النادل كأسًا آخر ولكنه تحطَّم مرة أخرى، وتلك اللحظة غيرت كل شيء بالنسبة له، فكان خائفًا في البداية، لكن بعد ذلك، في اللحظة التالية بالضبط، شعر بالدهشة الشديدة، وأول فكرة خطرت على باله أن هذا بالطبع من فِعْل غابو، إنه هنا، إنه يخدعنا، ويمارس مزحة أخرى علينا!

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

2

كل شيء رائحة.. العطور العربية في حياتها وموتها

تحدّث الرومان واليونانيون قديمًا بإعجاب عن بخور وطيوب سبأ، لدرجة أنهم وصفوا سكانها بأنهم من أثرى شعوب العالم، وأنهم يأكلون في أوعية من الذهب، ويسكنون بيوت فارهة

3

من يمتلك الإنترنت؟

تقول ولادة شبكة الإنترنت الكثير من ناحية تحولها إلى مجال للسيطرة والربح، خصوصًا حين نضع نصب أعيننا أنها استراتيجية اتصالية أميركية

4

"يا ما في الجراب يا حاوي".. الحواة من إبهار الشارع إلى شاشات التليفزيون

لم يكن الحواة فئة طارئة على المجتمع المصري، فقد تواجدوا في الشوارع والميادين العامة منذ القرن التاسع عشر الميلادي

5

طيف جيم كرو الذي لم يغادر الولايات المتحدة

أضفت قوانين جيم كرو شرعية قانونية على سياسة الفصل العنصري، وساهمت في ترسيخ ثقافة فوقية تضع السود في مرتبة أدنى من البيض، وتعزز العنف الممنهج ضدهم

اقرأ/ي أيضًا

الجانب المظلم من الديمقراطية الأميركية

الإبادة الجماعية: الجانب المظلم من الديمقراطية الأميركية

ليس الغرب متواطئًا فقط في الإبادة الجماعية على فلسطين، بل إن الطبقة الحاكمة في الغرب تشعر بالخوف من مواطنيها لدرجة أنها أصبحت مستعدة لملاحقة مواطنيها دعمًا للإبادة الجماعية

آمنة بعلوشة

الأسطورة والهوية الوطنية في الملصقات الصهيونية والإسرائيلية
الأسطورة والهوية الوطنية في الملصقات الصهيونية والإسرائيلية

الملصقات الصهيونية والإسرائيلية.. أسطورة هوية

استُخدمت الملصقات خلال فترة الانتداب لجذب المستوطنين اليهود إلى فلسطين، ثم الترويج لهوية يهودية واحدة بعد قيام إسرائيل، مع تهميش متعمد للوجود العربي في الأراضي المحتلة

آمنة بعلوشة

آباء وأبناء ووطن بعيد.. نكبة تُعاش كل يوم

آباء وأبناء ووطن بعيد.. نكبة تُعاش كل يوم

النكبة، التهجير، والعودة التي لم تتحقق إلى فلسطين، والنضال الذي أصبح إرثًا ثقيلًا جيلًا بعد جيل، دون أن يُفضي إلى دولة فلسطينية؛ هي موضوع هذه المقالة التي تسرد مذكرات أشخاص عاشوا النكبة والنكسة وصولًا إلى اتفاق أوسلو وما بعده.

آمنة بعلوشة

كوبريك

كوبريك.. ملحمة اصطدام الكاميرا بالأحلام

تستعرض هذه المقالة السمات الفريدة لتجربة المخرج الأميركي ستانلي كوبريك، الذي قدّم أعمالًا سينمائية تُعد تحفًا فنية تتداخل فيها عناصر الإبداع والتجريب والتحليل النفسي العميق

آمنة بعلوشة

سيمون دي بوفوار

التمشي بصبحة دي بوفوار

تتحدث آنابيل آبس عن تجربتها في استكشاف الحرية من خلال المشي، كما كانت تفعل الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار، التي أعادت بناء نفسها كامرأة قوية ومستقلة من خلال المشي

يارا أبو زيد

المزيد من الكاتب

يارا أبو زيد

كاتبة ومترجمة

ظاهرة الميمز: كيف شكَّلت ثقافة الإنترنت عالمنا المعاصر؟

الميمز لقطات من وعينا الجماعي، والمرايا التي تلتقط المراوغات والفكاهة والخصوصيات في مجتمعنا

الصحة النفسية: عار الأمس و"ترند" اليوم

لم تعد الأمراض النفسية محاطة بالخوف والصمت والوصم، لكنها أصبحت في نظر كثيرين في عصرنا هذا أمراضًا رومانسية متعلقة بالعبقرية والإبداع

التمشي بصبحة دي بوفوار

تتحدث آنابيل آبس عن تجربتها في استكشاف الحرية من خلال المشي، كما كانت تفعل الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار، التي أعادت بناء نفسها كامرأة قوية ومستقلة من خلال المشي