"قلت لهن من أنتن سيداتي؟
قلن نحن مسيحيات
وقد كنا مسلمات من جيّان"
عائشة وفاطمة ومريم سيدات هذا المقطع الصغير من أغنية فلامنكو قديمة
آهات غجرية حزينة تحكي لنا قصّة ثلاث فتيات مسلمات من جيّان غيّرن دينهنَّ وأسماءهنَّ وحياتهن بالكامل خوفًا من بطش محاكم التفتيش، التي افتتحها البابا غريغوري الثالث في القرن الثاني عشر، كسلطة قضائية تلاحق "الهراطقة".
وقد تحولت هذه السلطة إلى هستيريا من العنف والوحشية والقتل والتنكيل على يد كلّ من إيزابيلا ملكة قشتالة وزوجها فرناندو الثاني ملك أراغون، فتمّت ملاحقة وقتل عرب الأندلس وطردهم ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم، حتى اضطر الكثير من عرب الأندلس أو"الموريسكيون" – وهي بالمناسبة لفظة إسبانية عنصرية تعني سمر البشرة، ومثلهم اليهود "المورانو" وتعني الخنازير – إلى الهروب من بطش هذه المحاكم إلى الجزر القريبة وشمال إفريقيا، وإلى أي مكان يستطيعون فيه النجاة بحياتهم.
اضطر من بقي من العرب المسلمين واليهود إلى محاولة التأقلم مع هذا الوضع الجديد المليء بالعداء والكراهية للأندلسيين، فقاموا ظاهريًا بتغيير أسمائهم وعاداتهم وممارسة طقوس الديانة الكاثوليكية وطرق التعبد فيها.
واخترع حينها عرب الأندلس لغةً قشتالية بأحرفٍ عربية أسموها "الخميادو"، ومثلهم فعل اليهود أيضًا لكنْ بأحرف عبرية. وقد حاولوا التخفي والهروب بعيدًا عن كلّ ما من شأنه أنْ يفضحهم ويجعلهم عرضة للقتل أو السجن، فسكنوا المناطق النائية والكهوف وبيوتًا كانت تسمّى "الجحور".
وهناك التقوا بغجر الأندلس "الخيتانو" الذين عانوا بدورهم من التهميش، لكنّ إجادة التخفي، وهو أسلوب حياةٍ عند الغجر، حماهم من بطش محاكم التفتيش نسبيًا، ولو إلى حين.
وفي الجحور، بدأت قصة تلاقي غناء الغجر بموسيقى العرب الأندلسيين، ثم ولدت موسيقى الفلامنكو كواحدة من أجمل الفنون التي أنتجها البشر، ومن أكثرها تأثيرًا وسحرًا في التاريخ.
ارتحلت قوافل الغجر إلى الهند وإيران والعراق والشام، وإلى شمال إفريقيا، خاصةً مصر، وصولًا إلى أوروبا حيث استقروا في مناطق عدة حتى وصولهم واستقرارهم في الأندلس قبيل سقوط غرناطة عام 1492. وترجّح المصادر أنّ غجر الروما الذي أتوا من جنوب شرق أوروبا، واستقروا في الأندلس، كانت أغانيهم أصل الفلامنكو.
يقول بلاس إنفانتي السياسي والمفكر الذي يعتبر رائد القومية الأندلسية الحديثة: "رقصة الفلامنكو هي رقصة الفلاحين الذين صودرت أراضيهم، وربما لهذا السبب تظهر الراقصة بملامح صارمة تتماوج وكأنها تروي لك حادثة مقتل جدها، وتعذيب عمها، واسترقاق أمها، واقتياد أبيها من البيت في جوف الليل. إنها تروي لك كل شيء دون أن تتكلم".
سعى إنفانتي لربط الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية، فقدّم كتابًا يحمل اسم "جذور الفلامنكو وأسرار الكانتي هوندو"، الذي أثبت فيه أن جذور الأغاني الإسبانية، الفلامنكو والهوندو، مرتبطة بالموريسكيين المسلمين الذين عبّروا عن آلامهم وصيحاتهم ضد ظلم محاكم التفتيش وتسلط الدولة والكنيسة عبر ذلك الفن.
بدأ الفلامنكو بصرخات وآهات تحكي عذابات الفلاحين والمضطهدين، حتى أن أصل كلمة "فلامنكو"، في أكثر الروايات المتفق عليها، مشتقة من الأصل العربي "فلاح منكوب"، وهو ما قاله إنفانتي أيضًا.
تطوير زرياب للموسيقى في الأندلس
إلى الأندلس وصلت فنون الشام والعراق، وفيها تطورت. إلى الأندلس جاء الموشّح من الشام ثم تطور على يد ابن باجة، ثم عاد إلى الشام مجددًا، إلا أنه لم يكن هناك أيّ نظام أو هيكل موسيقيّ واضح يسهُل تعلّمهُ كالذي نعرفه الآن، وذلك قبل وصول زرياب (أبو الحسن علي بن نافع) إلى الديار الأندلسية، حيث تُنسب إليه إضافة وتر خامس للعود.
أنشأ زرياب معهدًا في قرطبة، وقام بتدريس الهيكل الموسيقي وتطوير مفاهيم موسيقية جديدة، إلى ما حمله الذين جاؤوا قبله من موسيقى الشام والعراق والشرق عمومًا إلى الأندلس.
يُنسب لزرياب تطوير النوبات الأندلسية، وعددها 24 نوبة، بقي منها 11 نوبة وذهب الباقي بذهاب الأندلس. وهذه النوبات تعني، بالأصل، الأداء الموسيقيّ الذي كان يقدمه المغني والعازف في بلاط الخليفة العباسي، ثم صار مفهومًا لوصلةٍ موسيقية كاملة تصل مدتها لساعات. وتُقسّم النوبات إلى معزوفات تسمى بـ"التواشي"، وهي صنائع لحنية تتميز بالانتقال من إيقاع بطيء إلى إيقاع سريع. ثم سافرت هذه النوبات مع زرياب من بغداد إلى قرطبة، ثم إلى المغرب الكبير عامةً.
غنّى الموريسكيون لكنهم لم يرقصوا كما فعل الغجر، واكتفوا فقط بما سمّي بـ"السمبرة"، وهو ما يعتقد أنه مصطلح مشتق من اللغة الإسبانية، وتعني الغناء كجوقةٍ من عدّة أشخاص.
لفَّ غناءُ الموريسكيين أحزانهم وذكرياتهم وزمنهم الجميل، واختلطت فنونهم بصرخات الغجر ورقصاتهم، فاختلطت آهات الغجر المتفلّتة والغاضبة بفخامة ورقي موسيقى عرب الأندلس، وقد عاشوا هذا التخفي حتى لم يعد يُعرف العربيُ من الغجري، وصار الجميع غجرًا، حتى أنه في القرن الثامن عشر تم زج الكثير من الغجر خوفًا منهم في السجن لأنهم كانوا موريسكيين.
صار الأذان الإسلامي جذرًا لفرع من فروع الفلامنكو واسمه صوليا، وهي كلمة مشتقة من كلمة صلاة في اللغة العربية، لكنها كانت صلاة بتراتيل قشتالية، وكلمة "الله"، التي نقولها طربًا وسلطنةً عند سماعنا مقطعًا من أغنية عربية جميلة تطربنا، هي نفسها أصل كلمة "أوليه" الغجرية لكنْ بإمالةٍ بسيطة في اللفظ، والتي يقولها الغجر طربًا ونشوةً عند سماعهم مقطعًا من موسيقى الفلامنكو.
شبح الفلامنكو يحوم فوق مدن أوروبا
ظلّ في الفلامنكو عنصرين أساسيين فقط هما الغناء والتصفيق الحاد، ولم يدخل الغيتار كعنصر أساسي ثالث حتى بداية القرن التاسع عشر. وانطلاقًا من عام 1860، اجتاح الفلامنكو إسبانيا بدايةً بالمدن الكبرى مدريد وبرشلونة، ولم يمض وقت طويل حتىّ انتشر في مختلف أرجاء البلاد، ففي عام 1910 كان قد أصبح فنًا يُقدّم على المسارح الكبرى في إسبانيا كلها.
لم يعرف الإسبان وقتها شيئًا كثيرًا عن الفلامنكو سوى أنه من أغاني الغجر وصرخاتهم ورقصاتهم النقرية مع التصفيق الحاد، ولم يفهموا معاني أكثر كلمات الأغاني، لكنّ شبحًا ساحرًا ونشوةً ترافقه تملّكت حينها قلبَ كلّ من يستمع لهذا الفن فيقع في حبه.
وهذا هو ما سمي حينها التأثير الشبحي للفلامنكو، "إدونديه الفلامنكو Duende"، حتى صار فنًا يُقدم في مسارح باريس وروما وغيرها من مدن أوروبا الكبيرة. ولك أن تتخيل أنّ دكتاتور إسبانيا الأشهر فرانكو شجع على ترويج هذا المنتج "الجديد" ودعمه، باعتباره وسيلة أكثرَ من رائعةٍ لجذب السياح.
غيّر الفلامنكو مزاج وفكرة الإسبان عن الأندلس وأهلها وأثرها، وكان مصطلح "إدونديه" يعني النشوة التي ترافق الاستماع للفلامنكو غريبًا، حتى عززّه الشاعر الإسباني الأشهر لوركا في محاضرة ألقاها في مدينة بوينس آيرس في الأرجنتين عام 1933 عنوانها "Play and Theory of the DuneDe".
أعاد لوركا، كغيره من المثقفين الإسبان ممن تركت عندهم محاكم التفتيش شعورًا بالخجل والحسرة، إحياء الكثير من الأغاني القديمة ومنها قصة الفتيات الثلاث من جيان: عائشة وفاطمة ومريم. ومثله فعل تاريغا الذي يعتبره الكثيرون أبًا للغيتار الكلاسيكي، حيث كتب مقطوعته الرائعة والمشهورة "ذكريات الحمراء"، ومقطوعته الرائعة "نزوة عربية"، كأنما يعتذر عن وحشيةٍ فتكت بواحدة من أرقى حواضر الدنيا وأكثرها تطورًا ورفاهية.
كان تاريغا يعرفُ جيدًا أنّ الفلامِنكِو ليسَ هوَ ما تبقى من الأندلس، وليس هو مُوسيقى العربِ الأندلسيين، لأنه يَعرفُ قيمةَ موسيقى العربِ الأندلسيينَ الراقيةِ والدقيقةِ مقارنةً بصرخاتِ الفلامنكو المُتَفلّتة.
وفي اليوم الذي رحل فيه تاريغا، في 20 كانون الأول/ديسمبر سنة 1915، وقفت ثلاث فرق موسيقية حول نعشه وعزفت مقطوعته "نزوة عربية" بطريقة جليلة ومهيبة، اعتبرت من أكثر اللحظات عاطفية في قلوب عشرات الألوف ممن حضروا جنازته.
ومع تطور الفلامنكو، كان هذا الشبح بدوره يتطور، لا سيما بعد دخول الغيتار كعنصر أساسي فيه، وتطور أساليب عزف الفلامنكو حتى بدأ خلطه بأنماط موسيقية أخرى، مثلما فعل أسطورة العزف على الغيتار باكو دي لوسيا الذي يُعتبرأهمّ قامةٍ في عزف الفلامنكو في العصر الحديث.
ألفّ باكو دي لوسيا مقطوعة شهيرة أسماها "زرياب"، تقديرًا واعترافًا منه بفضل الأخير على الموسيقى في الأندلس والشرق عامةً، وليس الفلامنكو فقط. كما التقى باكو دي لوسيا بمغني الفلامنكو الشهير كاميرون دي لا إيسلا وشكّلا ثنائيًا رائعًا، قدّما خلال عقدٍ من الزمن الكثير من المقطوعات في مختلف بلدان أوروبا والعالم.
أسّسَ هذا الدويتّو بين باكو وكاميرون، فنيًا، ظاهرةً هي الأعظم في تاريخ الفنون الموسيقية الإسبانية الحديث، حيث أنتجا أسطوانات تراوحتْ بين الفلامنكو الأكثر صرامة، وممزوجات تفجيرية جريئة، تعرف عليها باكو خلال أسفاره إلى الأميريكيتين، مثل موسيقى الجاز والبلوز والبوسا نوفا البرازيلية.
غيّر هذا الدويتّو من طريقة عزف الفلامنكو ورفع فكرة الطهرانية عنه، وغيّرَ طرق العزف المكرورة، لدرجة أن الكثير المثقفين الإسبان اعتبروا أن باكو دي لوسيا وكاميرون دي لا إيسلا غيّرا في المشهد الثقافي الإسباني ككل.
أدخل باكو آلة الصندوق من الموسيقى الفلكلورية للبيرو على الفلامنكو الأكثر كلاسيكية، ولا يمكن اليوم تصوّرُ أيّ مقطوعة فلامنكو من دون الإيقاع على الكاخون، وهي آلة موسيقية إيقاعية خشبية إسبانية ترافق مقطوعات الفلامنكو ورقصاته النقرية، أو "صندوق باكو دي لوسيا".
وفي صيف عام 2013، قدم باكو دي لوسيا وصلةً أسطوريةً مع موسيقار الجاز الشهير جيك كوريا في مهرجان الجاز السنوي في سان بيتوريا في إقليم الباسك، وكان حينها وكأنه يقدم وصيته الأخيرة، حيث أوقفتْ وصلته الموسيقية المرتجلة جمهور مقاطعة الباسك على قدميه مذهولًا، بعد انتهائه من سماع موسيقى أقلُّ يُقال عنها إنها من الخيال.
رحل باكو، وقبله كاميرون، بعد أنْ ألبسا هذا الفن لباسًا لم يعتد عليه من قبل، وقد كان حقًا لباسًا خلّاقًا.
يقول كاميرون دي لا إيسلا: "الشيء الوحيد الذي قمتُ به في حياتي هو الغناء لأنّ هذا كلّ ما يمكنني القيام به". وهو ما حصل، فقد صار أسطورةَ غناءِ الفلامنكو فيما بعد، وخلال سنوات عمره القليلة فقط.
وبعد انفصاله عن باكو دي لوسيا، قدّم دي لا إيسلا ثنائيًا رائعًا مع أسطورة أخرى في عزف الفلامنكو هو عازف الجيتار توماتيتو. وتوماتيتو تعني "طمام" بالإسبانية، وللسيد "طمام" هذا قصة مميزة مع الفلامنكو، فالرجل له طريقته الخاصة بضبط الأوتار على نمط (دي) بالتداخل مع أنماط (بي بي..)، وهي أنماط من شأنها أنْ تجعل الفلامنكو يتوافق مع أنماط موسيقية أخرى. يقول توماتيتو: "أردتُ الوصول لهذا التأثير مع الجيتار بأنماط موجودة أصلًا في الموسيقى الشرقية، كوني بربريًّا من الأندلس".
خلط توماتيتو موسيقى الفلامنكو بموسيقى الجاز والموسيقى العربية والموسيقى التركية والموسيقى الكلاسيكية. ومن يستمع لعملهِ مع الشيخ التوني، في واحدة من أجمل مقطوعات الفلامنكو مع موسيقى عربية مصرية خالصة، فيها ربع التون أو الوزن؛ يعلم ما فعله توماتيتو بالفلامنكو.
تعرّف توماتيتو على موسيقى الجاز عبر عازف الغيتار باكو دي لوسيا، ويقول عن هذا: "عرفتُ أنّ الجاز موسيقى لن أتمكن من إتقانها بطلاقة، مع أنّه يمكن التعرف عليها بسهولة، كونها تنبع من القلب شأنها شأن الفلامنكو".
رافق توماتيتو كاميرون دي لا إيسلا في آخر سنوات عمره، ورسخ نفسه كواحد من أعظم عازفي الفلامنكو في العالم، وقدّم الفلامنكو على أشهر مسارح العالم مع عدة فنانين منهم السير إلتون جون، كما شارك بفيلم "محامي الشيطان" مع الممثل آل باتشينو، كما كتب موسيقى عشرات الأفلام والمسرحيات.
الفلامنكو الخفيف
في سبعينيات القرن الماضي، ظهرت فرقة "ملوك الغجر" (The Gipsy Kings)، وبغض النظر عن المؤسس الفعلي للفرقة، إنْ كان هو المغربي جلول بوشيخي أو خوسيه رييس، مغني الفلامنكو الذي كان يعمل مع مانيتاس دي بلاتا، عازف الجيتار والمغنّي الشهير؛ فقد تشكّلت الفرقة واشتُهرَت في الثمانينيّات والتسعينيات. وفي عام 1986، التقى أعضاء الفرقة بالمنتج كلود مارتينيز، وكان هذا اللقاء قفزة ونقلة نوعية في شهرة الفرقة على مستوى العالم.
قدمّتْ الفرقة موسيقى الفلامنكو الخفيف الشبابي والسريع، فاختلط هذا الفن بموسيقى البوب أو ما يعرف بنمط "البوبيولار". وقد انتشرت أغانيهم بشكل لافت وسريع على مستوى العالم كله، سواء في الشرق الأوسط وفي أوروبا وفي الأمريكيتين. فمن منا لم يسمع بأغنية "دجوبي دجوبا" و"بامبوليو" الشهيرتين والقريبتين من قلب المستمع؟ ورغم أنّ أعضاء فرقة "ملوك الغجر" ولدوا في فرنسا، إلا إنّ أصولهم الإسبانية جعلتهم يغنون الإسبانية بلكنةٍ أندلسية.
كانت أعمال هذه الفرقة مزيجًا من موسيقى الفلامنكو مع موسيقى البوب، ونمطًا خاصًا من الرومبا وموسيقى رقص الصالونات كالسالسا، حتى أنّ أغنية المغنّية نجاح سلام "ياريم وادي ثقيف" وجدتْ طريقها إليهم، وقبلهم غنتها لولا مونتويا مغنية الفلامنكو الشهيرة عام 1967، والتي غنت أيضًا "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم، كما غنّتْ مواويل عربية وشرقية تجدها بمجرد كتابة اسمها على موقع يوتيوب.
ملك شبح الفلامنكو قلوب العرب، فقد حققتْ أغنية عمرو دياب "حبيبي يا نور العين" سنة 1996، وهي من النمط الفلامنكو الشبابي الخفيف، والأكثر قبولًا في فترة أواخر الثمانينيات والتسعينيات نجاحًا كبيرًا، وضعهُ كواحدٍ من أهمّ فناني العالم العربي وقتها.
لم يعتذر الإسبان رسميًا للعرب عن محاكم التفتيش لغاية اليوم، ولكنّ الملك فيليب السادس أقام مأدبة لليهود السفارديم، وترأّس حفلًا بمناسبة قانون يمنح الجنسية الإسبانية لأحفاد اليهود "السفارديم"، الذين طُردوا من إسبانيا عام 1492، عام سقوط الأندلس، وقال مخاطبًا إياهم: "لقد اشتقنا لكم"، وهو ما اعتبر اعتذارًا رسميًا لليهود فقط. لكنّ لوركا وتاريغا وباكو وكاميرون وتوماتيتو ولولا وغيرهم قد فعلوا ذلك لأنه لا يمكنك ببساطة أنْ تطمس حضارة كالأندلس وثقافة كثقافة الموريسكيين، أهل الأندلس، متى قررت ذلك.