كرة القدم لعبة مفتوحة على جميع الاحتمالات بما في ذلك ألا يكون الانتصار فيها للأقوى دائمًا، ما يمنح الجميع فرصة الفوز دون استثناء. وهي لعبة تُعنى بالتفاصيل الصغيرة، والصغيرة جدًا، التي قد تساهم في قلب المعطيات رأسًا على عقب، وحَرفِ اتجاه لقب كبير من طرف إلى آخر، وجَعلِ تعب سنوات طويلة يذهب سدى ودون جدوى.
إذن، لا يكفيك أن تملك فريقًا مدجّجًا بالنجوم كي تظفر بالألقاب، أو أن يقودهم أفضل مدرب في العالم أيضًا، إذ أثبتت لنا الكثير من الأمثلة أن هناك عوامل أخرى تعتبر من أهم أسباب الفوز، وأهمها عامل الحظ أو التوفيق الذي يمنح الفريق أكثر مما يمتلكه منافسه مهما كانت قوّته، ومهما دلّت الإحصاءات على تفوّقه بجميع المعطيات.
ولو لم يكن عامل التوفيق حاضرًا في كرة القدم لكان تاريخ اللعبة قد تغيّر بأكمله، وربما كانت هولندا تملك لقبين في كأس العالم، والمجر تحظى بواحد، وريال مدريد لا يملك 15 لقبًا في دوري أبطال أوروبا، وكان آرسنال سيحتفل بأنّه أوّل نادٍ لندني حقق بطولة دوري أبطال أوروبا (تشامبيونز ليج)، وغير ذلك.
خسارة فريق لمباراة ما بسبب افتقاده للتوفيق رغم أفضليته بكل مراحلها أصبح أمرًا طبيعيًا، بل وقاعدة راسخة في اللعبة، إذ لا يمكن لك أن تنتصر وتحقق البطولات إلا بتوافر عامل الحظ والتوفيق، ويشمل هذا المعنى الواسع هفوات مدافعي الخصم، أو أخطاء تحكيمية غير مقصودة تصب في صالحك، أو حتى تقلّب الطقس وهطول الأمطار وتغيّر اتجاه الرياح.
هذه حقائق يدركها جميع من يلعب ويتابع كرة القدم، بل إنها تحضر كذلك كثيرًا في تفاصيل حياتنا اليومية بعيدًا عن عالم الرياضة. ولك أن تتخيّل مدى سوداوية الواقع الذي تعيشه لو كنت مؤمنًا أنك والتوفيق خطّان متوازيان لا يلتقيان، وأنّك مهما سعيت وكابدت فلن تنال مرادك، وستفشل اليوم كما فشلت البارحة، وسيبقى الحظّ معاديًا لك لعقود كاملة. ومع ذلك، لا سبيل لك سوى المحاولة التي تدرك نتائجها مسبقًا.
ثمّة فريق كرة قدم عاش هذه التجربة المريرة، وما زال يتذوق مرارتها إلى الآن، وهو نادي بنفيكا البرتغالي الذي ارتبط اسمه بلعنة يؤمن عشّاقه أن مفعولها لن ينتهي حتى عام 2062، وهي لعنة المئة عام التي أطلقها بيلا غوتمان عام 1962.
من هو بيلا غوتمان؟
في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، تم تشكيل الإمبراطورية النمساوية المجرية التي بدت حينها واحدة من كبرى القوى الأوروبية، قبل أن تندثر مع ختام الحرب العالمية الأولى التي تسبب اغتيال ولي عهدها، فرانتس فيرديناند، باندلاعها.
أحد مواطني هذه الإمبراطورية قصيرة العمر كان بيلا غوتمان، الذي وُلد في بودابست عام 1899 لأبوين يهوديين هما أبراهام وإستر، عملا في إعطاء دروس الرقص، فحذا بيلا غوتمان حذوهما وأصبح مدرّس رقصٍ بارع.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، برزت المجر بوصفها إحدى أكبر القوى الكروية في أوروبا، وبدأ بيلا غوتمان حينها مسيرته الكروية مع ناد محلي مملوك لليهود، وعُرف بعد ذلك عنه أنه كثير التمرّد دائمًا ما يتسبب بالمشاكل، والأهم من ذلك كلّه وصفه بالغجري كثير الترحال الذي لا يقوى على البقاء في مكان واحد لأكثر من سنتين، إذ بدّل في مسيرته الكروية التي استمرّت قرابة 14 عامًا تسعة أندية، وستستمر حالة الترحال هذه معه في مسيرته التدريبية كلّها.
كانت الكوارث تحل في كل مكان يذهب إليه غوتمان الذي كان يثير المشاكل دومًا، بل كان أيضًا يغادر أي مكان كان فيه دون رجعة، وربما لن يعود بإمكانه العودة بسبب تصرّفاته، فهو لم يحترم سلطة مدربيه على الإطلاق، وكان يسعى دائمًا وراء المال فقط، ما دفع كثيرين لوصفه بـ"الرحالة المرتزق".
موهبته في الرقص أهّلته ليكون لاعبًا متميّزًا في خطّ الوسط، وأبرز مواقفه الشهيرة كانت في أولمبياد باريس 1924، حيث كان لاعبًا للمنتخب المجري، واعترض على أن عدد الإداريين في بعثة المجر يفوق عدد اللاعبين. وببساطة، علّق بعض الفئران الميتة على أبواب غرف فنادق الإداريين المجريين، وغادر البعثة ليكتب نهايته كلاعب في منتخب المجر.
قبل تلك الحادثة بثلاث سنوات، رأى بيلا غوتمان أن حاكم المجر آنذاك ميكلوش هورتي معاديًا للسامية، فرفض البقاء بالمجر لأنه عُرف بمحاباته للحركة الصهيونية. لذلك وجد في نادي "هاكوا فيينا" النمساوي مكانًا مثاليًا له، كونه يجمع اللاعبين اليهود، ويقوم بجولات في المدن الكبرى بأوروبا وأميركا، فكان الفريق الأكثر شعبيًا بالنسبة لليهود عمومًا، والصهاينة خصوصًا.
وفي إحدى جولات الفريق النمساوي في الولايات المتحدة الأميركية، وجد غوتمان موطئ قدم له هناك في نادي "بروكلين ووندرز" بنيويورك. وكما جرت العادة، سيغيّر غوتمان الفرق بحسب الأموال التي ستُدفع له، وسيستثمر أمواله في وول ستريت، لكنها ستضيع مع انهيار الأسواق المالية عام 1929.
بداية غوتمان كمدّرب
لن تختلف مسيرة غوتمان التدريبية عن مسيرته كلاعب، إذ كان دائم الترحال من فريق إلى آخر، والهدف الأساسي هو نيل المزيد من الأموال، رغم ما يمتلكه من دهاء كروي. وقد درّب 25 فريقًا في مسيرته، وفضّل الارتحال من ناد لآخر، ومن قارّة إلى أخرى.
صعود غوتمان المتسارع في عالم التدريب في ثلاثينيات القرن الماضي أوقفه اندلاع الحرب العالمية الثانية، فقُتل شقيقه في أحد معسكرات الاعتقال النازية، لكنّ ثمة خلاف يحوم حول طريقة نجاته، منهم من قال إنه كان معتقلًا في أحد المعسكرات، وآخرين يقولون إنه هرب من النمسا إلى المجر، لكنّه اكتفى بعبارة "الله أعانني".
وبعد الحرب، شهدت أوروبا نقصًا حادًا في الأغذية. ومع توقيعه لعقد مع النادي المجري "فاساس"، كان من أحد شروط العقد الرئيسية بالنسبة لغوتمان هو أن يأخذ نصف راتبه على شكل حصص غذائية وخضروات.
درس غوتمان أثناء تواجده في النمسا علم النفس، ونجح في ذلك بالتأثير على اللاعبين بشخصيته القيادية، لكنه كان متغطرسًا ونرجسيًا في الوقت نفسه. ففي إحدى المباريات التي كان يديرها لنادي "بودابست هونفيد" عام 1948، الذي كان يملك فريقًا فيه أسطورة المجر بوشكاش، لم يعجب غوتمان أداء أحد زملاء بوشكاش في الشوط الأول، ليقرر الأخير عدم إكمال اللاعب الشوط الثاني من المباراة، وإشراك الفريق ناقصًا للاعب. وهنا اعترض بوشكاش وبعض اللاعبين، ورغم ذلك نفّذوا طلباته، لكن اعتراض اللاعبين لم يعجب غوتمان. وببساطة، ترك الفريق على الفور دون رجعة.
درّب غوتمان العديد من الفرق المميزة، أبرزها كان نادي "ميلان" الإيطالي، لكن تصرفاته لم تعجب الإدارة، فأقالته في الموسم الثاني له مع الفريق رغم احتلاله صدارة جدول الترتيب، وهنا خرج بتصريح شهير له: "لقد تمّت إقالتي رغم أنني لست مثليّ الجنس ولا مجرمًا، وداعًا".
واصل غوتمان ترحاله وذهب إلى البرازيل لتدريب "ساو باولو" عام 1957، وهي التجربة الثانية له في أميركا الجنوبية بعد إدارته لـ"كيلميس" الأرجنتيني في 1953، ويحسب لغوتمان نشر أسلوبه الشهير 4-2-4 في ناديه البرازيلي، وهي الخطة التي سيلعب بها المنتخب البرازيلي في كأس العالم 1958 بالسويد، وتساعده على الظفر بلقبه المونديالي الأول في تاريخه.
ورغم النجاح الكبير له في البرازيل بعد فوز "ساو باولو" ببطولة الدوري، إلا أنه فضّل الارتحال إلى البرتغال عام 1958 لتدريب "بورتو" الذي كان يتخلّف عن بنفيكا بفارق خمس نقاط في جدول الترتيب، لكنه نجح رغم ذلك في اقتناص البطولة بفارق هدف واحد عن "بنفيكا".
أُعجب "بنفيكا" بغوتمان كثيرًا، وتُعاقد معه كمدرّب للفريق. وفور قدومه، زلزل كيان التشكيلة وأطاح بعشرين لاعب منها، واعتمد بشكل أساسي على الشباب، ومن بينهم لاعب عمره 16 عامًا سمع بموهبته صدفة وهو في محلّ للحلاقة، فرحل إلى موزمبيق وجلبه للفريق وأصبح واحدًا من أبرز أساطير كرة القدم في تاريخ البرتغال، وهو أوزيبيو.
سطّر غوتمان أروع الإنجازات مع "بنفيكا"، وقاده لكسر احتكار "ريال مدريد" لمسابقة أبطال أوروبا الذي دام خمس سنوات متتالية، منذ نشأة البطولة. ففي نهائي 1961، قلب تأخّره بهدف أمام برشلونة إلى فوز بثلاثة أهداف لاثنين. وفي العام التالي 1962، حافظ على اللقب وتوّج بدوري الأبطال على حساب "ريال مدريد"، حيث قلب "بنفيكا" تأخّره بهدفين إلى فوز بخمسة لثلاثة. والمفارقة أن أهداف "ريال مدريد" جميعها أتت عبر الأسطورة المجرية بوشكاش، اللاعب الذي لم يقبل قبل 14 عامًا بقرار غوتمان النزول للشوط الثاني بصفوف ناقصة.
ولأن المال دائمًا ما يحضر في طريقة نظر غوتمان للفريق الذي يتعامل معه، طالب بزيادة مرتبه المالي، لكن نادي "بنفيكا" رفض ذلك، فرحل غوتمان عن الفريق وواصل حياته التدريبية كرحّالة يلهث وراء المال، تاركًا "بنفيكا" أمام لعنة تبدأ منذ تلك اللحظة، مع وعد له باستمرارها 100 عامًا.
لعنة غوتمان
بغض النظر عن شخصيته، تميّز غوتمان بنجاحه في أكثر الوجهات التي رحل إليها، لكنّ أكثر ما ميّزه عن غيره الحظّ والتوفيق، حيث لازماه طيلة مسيرته التدريبية، بل وربما في حياته الشخصية أيضًا، إذ نجا من حربين عالميّتين، وكانت فرقه تخطف البطولات دومًا في اللحظات الأخيرة، مثلما حدث له مع "بورتو" الذي فاز بلقب الدوري بنقاط متساوية مع بنفيكا، وبفارق هدف واحد فقط عنه، أو كما قلب تخلّفه مرّتين إلى انتصار في البطولتين الأوروبيتين اللتين نالهما مع "بنفيكا"، وقد فعل ذلك أمام عملاقي إسبانيا "برشلونة" و"ريال مدريد".
لكنّه انزعج كثيرًا من الطريقة التي تعامل معه نادي "بنفيكا" عبرها، فأراد أن يسلب من النادي أهم ما ميّزه في حقبته التدريبية، وهو عامل الحظ. فمع رفض "بنفيكا" لطلباته المالية، قال غوتمان عبارته الشهيرة: "لن يفوز بنفيكا بكأس أوروبا بعد 100 عام من الآن".
إدارة "بنفيكا" فعلت ما سيجده الجميع منطقيًا، إذ لم تأخذ تصريحات غوتمان على محمل الجد؛ لديها فريق شاب بإمكانه اكتساح فرق أوروبا، ومن بينهم أحد أفضل لاعبي الكرة الأرضية في ذلك الوقت، أي أوزيبيو. لكنّها لم تدرك أن الأمور ستأخذ منحى مختلفًا في السنوات والعقود التالية.
البداية كانت من نهائي نسخة 1963 في دوري أبطال أوروبا؛ بنفيكا يصل للنهائي للمرة الثالثة تواليًا لكنّها المرّة الأولى دون مدرّبه غوتمان، الذي اعتاد فريقه أن يقلب تخلّفه في النهائيات، ولكن ما حدث في تلك المباراة هو العكس تمامًا، حيث منح أوزيبيو "بنفيكا" هدف التقدم على "ميلان"، لكنّ النادي الإيطالي قلب النتيجة بتسجيله هدفين في الشوط الثاني، وكَسِبَ اللقب.
الأمور تبدو طبيعية إلى حد الآن، لا يمكن أن تربح دائمًا في المباريات النهائية، ولكن بعد ذلك بعامين سيصل "بنفيكا" إلى المباراة النهائية، وسيجتمع في نهائي 1965 بنادٍ إيطالي آخر هو "إنتر ميلان" الذي فاز باللقب بهدف وحيد.
خسر "بنفيكا" ثاني نهائي له تواليًا في دوري الأبطال في ظرف ثلاثة أعوام فقط؛ هل ما توعّد به غوتمان كان صحيحًا؟ هذا جلّ ما شغل تفكير عشّاق "بنفيكا" في تلك الفترة. ثلاث سنوات بعد ذلك ويلتقي النادي بـ"مانشستر يونايتد" في نهائي 1968 في مباراة انتهت بالتعادل، واحتكم الطرفان لوقتين إضافيين سجّل خلالهما اليونايتد ثلاثة أهداف في ظرف سبع دقائق، ونال اللقب.
هي لعنة إذن! أيقنت إدارة "بنفيكا" وجماهير النادي أن لعنة غوتمان كانت حاضرة، أو هذا ما آمنت به على الأقل. لكن الأسوأ من ذلك أن حالة اليأس هذه تسرّبت إلى اللاعبين، فهم يدركون أن كل تحضيراتهم للمباريات النهائية في البطولات القارية ستذهب هباءً.
ستأتي بعد ذلك بأعوام فرصة جديدة لـ"بنفيكا" من أجل إثبات بطلان تلك اللعنة، حيث سيلعب أمام نادي "آندرلخت" البلجيكي في نهائي كأس أوروبا لأبطال الكؤوس عام 1983، أي بعد وفاة غوتمان بعامين. وقد ظن الجميع حينها أن لعنته ستذهب معه، خاصةً أن اللاعبين الحاليين لم يعاصروا حقبته مع "بنفيكا"، ولم يشاهدوا بأم عينهم ما قيل من أساطير حوله، وحول سوء الطالع الذي لازم فريقهم في ستينيات القرن العشرين.
النهائي أقيم بنظام مباراتي ذهاب وإياب، فاز أندرلخت ذهابًا، ومثله فعل بنفيكا إيابًا، لكن النادي البلجيكي سجل هدف التعادل، وهو هدف التتويج باللقب. خمسة أعوام بعد ذلك ويأتي حدثٌ أهم، نهائي دوري أبطال مجدّدًا بعد غياب دام 20 عامًا. سيلعب "بنفيكا" المباراة النهائية لموسم 1988 أمام "آيندهوفن" الهولندي، وقد انتهت المباراة بالتعادل السلبي، وفاز النادي الهولندي بركلات الترجيح.
كانت هذه خامس مباراة نهائية يخسرها "بنفيكا" على التوالي، 4 منها في نهائي دوري أبطال أوروبا، وقد أيقن الجميع حينها أن لعنة غوتمان مستمرّة حتى وفاته. ومع بلوغ "بنفيكا" نهائي دوري الأبطال في عام 1990، رحل اللاعب السابق أوزيبيو إلى قبر غوتمان، وتضرّع له طالبًا منه كسر اللعنة.
دخل لاعبو "بنفيكا" المباراة النهائية وكلّهم أمل بأن يتفوّقوا على "ميلان" القوي بقيادة المدرب أريغو ساكي، لكنّ كسرهم للعنة غوتمان كان يهمّهم بدرجة أكبر، وهو ما لم يحدث، حيث فاز الميلان بهدف وحيد وتوّج باللقب، فيما مُني "بنفيكا" بسادس خسارة له في مباراة نهائية على التوالي.
بعد ذلك بسنوات، جرّبت إدارة "بنفيكا" وسيلة أخرى لاسترضاء غوتمان، حيث بنت له تمثالًا برونزيًا وهو يحمل كأسي دوري الأبطال اللذين نالهما مع الفريق في الستينيات، علّها تثبت له اعترافها بفضله على النادي، بوصفه المدرب الوحيد الذي نال الفريق معه البطولة الأوروبية.
وصل "بنفيكا" إلى نهائي الدوري الأوروبي عام 2013، وظنّ حينها أنه كان قريبًا من كسر اللعنة، لكنّ "تشيلسي" سجّل هدف الفوز في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع للمباراة. وفي الموسم التالي، قابل "بنفيكا" إشبيلية في نهائي البطولة نفسها، وكانت اللعنة لا تزال مستمرّة، حيث فاز النادي الإسباني بركلات الترجيح.
في المحصلة، لعب "بنفيكا" بعد وعيد غوتمان 8 مباريات نهائية خسرها جميعًا، 3 في الدوري الأوروبي، وخمسة في دوري أبطال أوروبا، ما يعني أن "بنفيكا" لو انتصر بمبارياته في دوري الأبطال، لكان يمتلك سبعة ألقاب في المسابقة، وسيحتل المركز الثاني خلف "ريال مدريد" كأكثر من توّج باللقب. ومع احتساب خسارة الميلان في مناسبتين أمامه، سيصبح للفريق الإيطالي خمسة ألقاب فقط.
حقيقة أم وهم؟
يؤمن أكثر مشجعي نادي "بنفيكا" أن فشل الفريق بالتتويج ببطولة أوروبية منذ عام 1962 سببه لعنة غوتمان المزعومة، ويظنّون أنها ستستمر كما قال لمئة سنة، ما يعني أن الفريق لن يلامس بطولة أوروبية حتى عام 2062.
في الحقيقة، إن دخول لاعبي "بنفيكا" للمباريات النهائية وهم يفكّرون بغوتمان هو من صنع تلك اللعنة. صحيح أن "بنفيكا" عانى ما عاناه في المباريات النهائية، لكنهم لم يكونوا بمواجهة أندية تقلّ عنهم، إذ إن جميع خصومهم في النهائيات نالوا الألقاب عن جدارة واستحقاق، وتسلحّوا بعامل نفسي لا يملكه لاعبو النادي البرتغالي، وهو إيمانهم بأن منافسهم يؤمن بما يسمى "لعنة غوتمان". والواقع أن أكبر أخطاء "بنفيكا" لم يكن التخلي عن بيلا غوتمان، بل بالتطيّر من كلّ مباراة نهائية أوروبية تحت مسمّى "لعنة غوتمان".