"لقد أصبحت جزأ من قبيلة كانت بالنسبة لي بكل بساطة، مجرد بدو رحل".
مارغريت غيلديرملسين
توجّهت التيارات الكلاسيكية في علم الاجتماع نحو دراسة الظواهر والبُنى الضخمة مثل الطبقات الاجتماعية والهويات الصراعات وبنية السلطة، وغيرها. وبهذا فقد غابت الكثير من القضايا عن الدرس والاهتمام، مثل العادات والتقاليد والأعراف والتمثلات الاجتماعية. إلى أن تولد تيار مهم في السوسيولوجيا يولي اهتمامًا كبيرًا لدراسة الممارسات اليومية، وأعطى أهمية للقضايا التي كانت تعتبر هامشية أو حكائية، فأصبحت السوسيولوجيا تبحث في اليومي والراهن جاعلةً منهما مركزًا للفحص والتحليل.
اكتسب هذا التيار زخمًا كبيرًا مع عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل مافيزولي، الذي سعى إلى إثبات أن واقع الحياة اليومي ومعيش الأفراد هما أيضًا مجال هام لفهم المعنى المشترك، إذ يرى أن كل صورة هي جزء من بنية عميقة كلية، ولهذا فإن واقع الحياة اليومية يُعد نقطة انطلاق حيوية لدراسة المجتمعات، ذلك أن هذا الواقع ممتلئ بالأحداث الصُغرى التي تحمل دلالات متنوعة، كالإيماءات والمحادثات والانفعالات والأزياء وحياة الجماعات والرموز والأساطير. وبالتركيز على هذه التفاصيل، يمكن أن نشكل فهمًا أعمق للحياة الاجتماعية.
المهم الآن هو كيف يمكننا أن ننصت إلى تعدد الأصوات الصادرة عن بيئة الحياة اليومية، وكيف نفهم الأوضاع والأحوال حتى في أبعادها الغامضة وشحنتها التخيلية، وكذا كيف يمكننا قراءة هذه الممارسات تاريخيًا، أي كيف يمكننا فهم الممارسات اليومية لجماعة ما في الماضي في ظل الإشكالات المتعلقة بالحقل السوسيولوجي والحقل التاريخي في الأردن.
في محاولتنا المتكررة لفهم وقراءة التاريخ الأردني، أو تاريخ المناطق التي شكلت فيما لاحقًا عُرف بـ"الأردن"، نواجه إشكاليات كبيرة. تتعلق إحدى هذه الإشكاليات بالغياب الشديد لعملية التأريخ لهذه المناطق. فمعظم الدراسات والكتب والاتجاهات ركزت، بشكل عام، على الأحداث الكبرى مثل حركة واستقرار العائلة الحاكمة، وبناء الدولة وترسيخ المؤسسات، والحروب والمعارك التي خاضتها الدولة، والمؤتمرات والأحزاب التي تشكلت مع بداية مشروع الدولة، بالإضافة إلى جوانب أخرى مثل التي تهتم بالتركيز على الشخصيات البارزة.
وبناءً على ذلك، غابت الكثير من القضايا والأحداث عن عملية التأريخ. يقول مهند المبيضين، مختص في الكتابة التاريخية، إن ما كُتب عن مدينة عمان، مركز الأردن، في مختلف الحقب والجوانب، لا يعادل ما كتب عن مدينة دمشق حتى القرن السادس هجري. ورغم عدم قناعتي بهذه المقارنة، فوضع المدينتين في الميزان نفسه هو بحد ذاته إجحاف بحق كل منهما، تبعًا لعدة أمور؛ إلا أن المهم في هذا الطرح هو إجماع مُختلف على وجود نقص حاد في الكتابة التاريخية أو في عملية التأريخ للمجتمع الأردني، هذا غير العطب المنهجي، والغموض الدلالي، والعمى الموضوعي، في الكتابات الأخرى التي تتناول بعض القضايا التاريخية.
وبناءً على ما سبق، ثمة إذًا فجوة كبيرة بل هائلة في فهم جوانب هامة من التاريخ الأردني، مثل تاريخ القرى والأرياف وممارسات ونمط معيش الأفراد والتجمعات المُختلفة، سواء كانت قبائل، قبيلة، عشيرة، أو فخذ، وهو ما يتعارف عليه أحيانًا بـ "التاريخ الاجتماعي"، الذي برز بوضوح مع صعود مدرسة الحوليات عام 1929 نتيجة تفاعل التاريخ، بوصفه علمًا وواقعًا اجتماعيًا، مع العلوم الاجتماعية والإنسانية الأخرى، وخاصةً علمي الاجتماع والأنثروبولوجيا بحقولها الفرعية العديدة كافة.
يُعَدُّ هذا الاتجاه اتجاهًا نقديًا وردة فعل على أدبيات التاريخ السياسي التي اهتمت فقط بالأحداث والعلاقات السياسية بين الدول والأدوار التي طالما تلعبها النخب. في ظل هذا النقص الشديد لفهم أشكال ونمط المعيش لدى التجمعات والمناطق المختلفة في الأردن، وفي حاجتنا الماسة لفهم ولو الشكل العام لهذه الممارسات، نلجأ إلى عدة طرق ومنافذ لردم هذه الفجوات.
أولها كتابات الرحالة والمستشرقين والأنثروبولوجيين الذين زاروا المنطقة في فترات مبكرة ودوَّنوا ملاحظاتهم عن الأحداث وتفاعلات الأفراد، وقد كانت هذه الكتابات مدخلًا مهمًا لفهم تاريخ هذه التجمعات وحركتهم بين المناطق. ومع ذلك، كانت هذه الدراسات غالبًا ما تحمل مشاكل كبيرة، فقد كانت تحمل طابعًا غرائبيًا وكانت مُحملة بنظرات استشراقية، شوشت على قراءتنا للمشهد.
الجانب الثاني يتعلق بالتاريخ الشفوي الذي لم يُعتنَ به ولم يجمع بالشكل المطلوب، رغم بعض المحاولات من الأفراد والمؤسسات. والجزء الأكبر من هذا التاريخ اندثر قبل أن يتم تسجيله بشكل فعّال.
أما الخيار الثالث وهو المهم حاليًا لفهم المشهد، فهو المذكرات الشخصية والسير الذاتية التي تم تدوينها من قبل النخب الأكاديمية والأدبية والسياسية، والتي ازدادت أهميتها في الفترات الأخيرة. فعلى سبيل المثال، اهتم السياسيون الأردنيون في نهاية مسيرتهم العملية بسرد تجاربهم في معترك السياسية الأردنية وتعاملهم مع الصعاب والقضايا الأخرى. في بعض الأحيان، تهمش بعض من هذه المذكرات جوانب اجتماعية وثقافية مهمة من تاريخ المجتمع، بينما تناولت مذكرات أخرى هذه الجوانب عبر عرض أجزاء مهمة من تاريخ طفولتهم ومعيشهم في القرى الأردنية.
تلعب هذه المذكرات دورًا مهمًا باعتبارها مدخلًا معرفيًا لفهم الوضع العام لتاريخ الأرياف والتحولات التي طرأت عليها، وعلاقة الأفراد في هذه الأرياف بالمدن الأردنية ونظرتهم لها. على سبيل المثال، تضعنا الصور التي رسمها المؤرخ علي محافظة لواقع المعيش في قريته والقرى المجاورة، والتي يستحضرها من تجربة الطفولة الخاصة به في بداية مذكراته المعنونة بـ "ذاكرة الأيام"؛ في الجو العالم وتوفّر لنا مُدخلات قيمة للتحليل، كما تساهم في تشكيل قاعدة لفهم التاريخ الاجتماعي أو تاريخ الناس العاديين أو تاريخ المهمشين وممارساتهم اليومية.
وبحسب اطلاعي، فإن العمل الذي بين أيدينا هو واحد من أبرز الأعمال التي تتناول وتوثق لممارسات الحياة اليومية لجماعة بدوية في الأردن على نحو مستمر، وهو "married to a Bedouin" لمارغريت فان غيلديرملسين، الذي نُشر بالأصل باللغة الإنجليزية، وتُرجم إلى العربية بواسطة سلمى المقدادي، وصدر عن "دار العبيكان" عام 2008. يتكون الكتاب من حوالي 390 صفحة ويختصر تجربة غيلديرملسين لمدة 24 عامًا في الأردن.
تتمحور قصة هذا العمل حول زيارة السائحة النيوزلندية غيلديرملسين لمدينة "البتراء" الأثرية في عام 1978. يسكن داخل هذا المدينة مجموعة من الأفراد الموحَّدين بمفهوم القبيلة المعروفة باسم "البدول"، الذين يقيمون في الكهوف المنحوتة بالصخر والخيام المتناثرة على حواف الجبال، ويدّعون أنهم جزء من سلالة الأنباط التي بنت البتراء قبل أكثر من 2000 عام، لإضفاء أكبر قدر من المشروعية على تواجدهم في المنطقة حسب بعض التحليلات، وهم يعيشون بها بوصفهم "بدو" وبوصفهم حراس هذه المنطقة.
خلال زيارتها، التقت غيلديرملسين بمحمد، أحد سكان المدينة الذي أطلعها على أسرارها وتفاصيل تصميماتها الفريدة. في نهاية الزيارة، عرض عليها محمد البقاء لليلة داخل هذه الكهوف لتجربة المعيش البدوي، ولحضور حفل زفاف بدوي كان مقررًا.
كان هذا العرض مُغريًا لغيلديرملسين الغربية التي كانت تبحث عن عيش تجربة سياحية مُميزة بين البدو، ولذلك قبلت بحماس دعوته لمحاكاة معيش هذه الجماعة، ونتج عن هذه التجربة إعجاب شديد بالمكان وبمحمد، الذي تحولت العلاقة معه إلى قصة زواج أدت إلى استقرارها معه في الكهوف، حيث انضمت لجماعته وأصبحت جزءًا منها. وخلال هذه التجربة، سجلت غيلديرملسين وصفها بالتفصيل الشديد لمعيش هذه الجماعة.
قد يتبادر إلى القارئ تساؤل حول الدافع الذي يجعلنا ننبش عملًا قد أمضى على صدوره عقد ونصف، والإجابة تأتي من عدة جوانب. أولًا، تتعرض هذه الجماعة لتحولات بنيوية مُستمرة، مما يجعلنا نتساءل عن الشكل التاريخي لها لمعرفة حقيقة التحولات التي حدثت عليها. ثانيًا، تتصارع الجماعة بشكل مستمر مع قبائل أخرى حول شرعيتها في المنطقة، إذ تزعم بعض القبائل الأخرى أن البدول قد وصلوا إلى المنطقة مؤخرًا، وذلك في محاولة لسحب شرعيتها في ممارسة الأنشطة السياحية في المنطقة. ومن ناحية أخرى، تسعى الدولة لإعادة تنظيم المنطقة من جديد عبر ترحيلهم منها ومنعهم من ممارسة العمل السياحي داخلها، وذلك بدافع التنمية. بهذه الطريقة، لا زال موضوع هذه الجماعة راهنًا.
إضافةً إلى ذلك، يزخر هذا العمل بالمعلومات القيمة، فهو يُعتبر العمل الوحيد الذي سجل معيش وممارسات هذه الجماعة بشكل مستمر. ويمكن قراءته من عدة أوجه، أعني بوصفه كتابًا تاريخيًا، فهو يؤرخ لمرحلة ما من تاريخ الأردن، وخصوصًا لأحداث مهمة في تاريخ هذه الجماعة. وعلى جانب آخر، يمكن قراءته بوصفه أنثروبولوجيا لكونه مارس عملًا أقرب إلى أن يكون إثنوغرافيا. ويمكن تفحصه باعتباره سوسيولوجيا، فهو يتناول معيش الأفراد اليومي ويحاول فهمهم من مداخل مُختلفة، كالقبيلة والبداوة. وربما يمكننا فهمه بما هو عمل أدبي، إذ إنه في نهاية المطاف سرد روائي لتجربة ما.
لا تتوقف غيلديرملسين عند وصف ممارسات الحياة اليومية لهذه الجماعة وإنما تغوص أحيانًا في تفاصيلها، إذ تقوم في البداية بوصف طبيعة الحياة البدوية لهذه الجماعة وطبيعة وجغرافية المنطقة، حيث تتحدث عن الكهوف النبطية، مساكنهم، وتقدم وصفًا لأشكالها وتصميماتها وتعاملهم معها وعيوبها وكذلك طريقة صيانتهم لها.
تتنقل بعد ذلك إلى الحديث عن طعام الأفراد اليومي، وكيفية الحصول عليه، وطريقة إعداده. ثم تقدم بعدها عرضًا بسيطًا لتاريخ هذه الجماعة وتتناول موضوع الأصل والجماعة البدوية، رغم أنها لم تكن على علم بما تعنيه هذه التشكيلات، ولم تكن تدرك ما معنى أن يكون الشخص بدويًا، إذ تقول: "كنت لا أعلم تحديدًا ما معنى البدو وإلى الآن أجد صعوبة في وصفهم، ومع أن كثيرًا من العائلات استقرت في البتراء، ولم تعد تجوب الصحراء مع قطعان الماعز تبحث عن الماء والطعام، ما زالت هذه العائلات مصرة على أنها ما زالت بدوًا".
وتحاول أيضًا أن تسلط الضوء على أهمية مؤسسة الزواج بالنسبة لهم، وتصف شكل الزفاف البدوي في هذه الجماعة، فتتحدث عن حدث الزفاف من بداية فكرته، وتقول غيلديرملسين "الزواج هنا هو غاية كل فرد". ثم تنتقل إلى الحديث عن نظرة هذه الجماعة للعروس وللأنثى بشكل عام، وعمليات فصل الرجال عن النساء. ومن خلال ذلك، تحاول أن تقدم وصفًا دقيقا للعرس البدوي وللطقوس المرافقة له، مثل العزف وأدواته كالربابة البدوية، والغناء والأهازيج، والزينة، وإطلاق العيارات النارية، وعرض الخيول العربية المرافقة للعرس. كما تعبّر عن إعجابها بعادات وممارسات هذه الجماعة، قائلة: "العادات التي كنت قد كرهتها كامرأة متحررة في نيوزيلندا، بدأت تعجبني الآن". وهذا ما ساعدها في التكيف مع المسكن والمعيش في المنطقة.
ثم تنتقل للحديث عن حفل زفافها الذي أُقيم بين صخور البتراء، معلنةً دخولها إلى هذه الجماعة. كما تشرح بالتفصيل اللباس الذين عليها أن ترتديه وكيفية تصميمه والمدة التي استغرقتها للتحضير لهذا الغرض. كما تحاول شرح كيفية الحصول على الهدايا "الهبة"، وما هي أشكالها، والطعام الواجب عليهم تقديمه للضيوف في العرس.
بعد ذلك، تقدم لنا الأحاديث التي كانت تتم في جلسات النساء عند استقبالهم للمواليد الجُدد، ومخاوفهم بشأن الحسد وغيرها من الأمور. وخلال حديثها، تحاول بشكل مستمر أن تسلط الضوء على دور وواجبات الرجال والنساء في البيت والأسرة.
وفي هذا العمل، ذكرت لنا محاولاتها للاستفادة من تعليمها ومهنتها السابقة، إذ كانت تعمل ممرضة، وبعد فترة من التفكير الطويل، نجحت في فتح عيادة في أحد الكهوف لتقديم خدمات علاجية محدودة، وكانت العيادة الوحيدة في المنطقة.
وتنقل لنا خلال حديثها يومياتها في العيادة مع المرضى وطريقتها في إقناعهم بالأدوية، وتعاملاتها المختلفة مع الحكومة بخصوص هذا الشأن، واكتشافها لحاجتها إلى تعلم اللغة العربية، وقد تحدثت عن محاولاتها المستمرة لتعلمها، وتصف لهجة هذه الجماعة التي ترى أنها تختلف عن اللهجات المحكية في مناطق أخرى في الأردن.
وقد دونت معلومات قيمة حول مواضيع متنوعة مثل رحلات الأفراد للحج، وعلاقة الجماعة بالدين على مستوى الممارسة والتعريف، والتحديات التي تواجهها وكيفية تعاملهم معها. كما تذكر بشكل محدود بعض الأمثال المحكية بين الجماعة، وأهمية الحيوانات في معيش الأفراد وكيفية تعاملهم معها، مثل البغال والحمير والجمال.
وتصف أيضًا الصراعات المختلفة، الاحتكاك بالعاصمة عمان والخيارات المتاحة لذلك، طبيعة الشتاء في البتراء وكيف يتعامل سكان الكهوف والخيام معه. وتحدثت عن الشخصيات المهمة التي زارت المنطقة واستقبالها مع مجموعة من البدول لهم، مثل الملكة الأردنية نور الحسين والملكة إليزابيث في عام 1984. وقدمت عددًا من الصور التي تبرز جوانب مختلفة من المعيش. كما عايشت أحداث هامة، مثل اللحظة التاريخية في معيش هذه الجماعة وهي لحظة ترحيلهم من المساكن الأثرية في البتراء إلى منطقة أم صيحون عام 1985، والتي بقيت مستقرة فيها حتى وفاة زوجها محمد في فبراير 2002، إذ قالت بعد وفاته: "إن سبب بقائي هنا قد انتهى". ومنذ ذلك الحين، بقيت علاقتها في المنطقة مُقتصرة على الزيارات القصيرة.
على الرغم من المعرفة الغنية التي يقدمها هذا العمل، فإنه يحتوي العديد من المشاكل، خصوصًا تلك المُتعلقة بالتكرار غير المُبرر لبعض القضايا في أرجاء الكتاب. ذلك غير المشاكل التنظيمية فيه، فهو لا يحتوي على فصول تنظيمية محددة، إنما هنالك عملية سرد كثيفة منظمة بعناوين لكل فقرة ومذكور بشكل مبُعثر بعض الشيء، أقصد أن التسلسل البنائي للموضوعات ليس يسيرًا، مما يشوش على قراءتنا للعمل، ما يشير إلى أن هذا العمل هو أول تجربة كتابة في حياتها.
أما المشاكل الأخرى التي تعتري هذا العمل، فهو غياب عملية التأريخ لبعض القضايا، فهي لم تذكر تواريخ الأحداث الهامة التي تعرضت لها الجماعة، وأعتقد في هذا الباب أنها لم تتطلع على الأدبيات المكتوبة عن هذه الجماعة، كتابات الرحالة أو الدراسات التي قام بها بعض الباحثين، فهذه المعرفة على ما يبدو كانت غائبة عنها. رغم ذلك، يُشكل هذا العمل أداة مهمة للترويج للموقع السياحي، إذ يعرض جوانب من تاريخ هذه الجماعة ويساهم في إبراز أهميتها التاريخية والثقافية، ويتم بيعه في الموقع الأثري للسياح الراغبين في استكشاف ثقافة وتاريخ الجماعة البدوية في الأردن.