الحرقة

تاريخ الهجرات الإيطالية التونسية.. الهرب في الاتجاهين

16 مارس 2025

تاريخ التبادل الثقافي والاجتماعي: من الماضي إلى الحاضر

لطالما كان البحر الأبيض المتوسط نقطة التقاء للعديد من الحضارات، ولطالما شهد قصصًا عميقة عن الهجرات واللقاءات الثقافية بين ضفافه على مر العصور. وبينما تشرق شمس التاريخ على سواحل تونس، نجد أن هذا البلد كان وما زال نقطةَ لقاءٍ للهجرات الإنسانية المختلفة، حيث استقبلت أرضه العديد من الأيدي التي أسهمت في تشكيل نسيجها الثقافي والاجتماعي؛ من بين هذه الهجرات التي ساهمت في كتابة قصّة تونس التاريخية، تبرز الهجرة الإيطالية التي تركت بصمات واضحة في مختلف جوانب الحياة التونسية. لكن التاريخ لا يتوقف عند هذا الحد، بل تتشابك الأحداث، وتتحوّل الهجرات في العصر الحديث إلى تفاعلات معاكسة، حيث أصبح التونسيون أنفسهم جزءًا من موجة الهجرة التي شهدها البحر الأبيض المتوسط، نحو إيطاليا. رحلةٌ طالت العديد من الشواطئ الإيطالية، لكنها أصبحت اليوم محطَّة مأساوية في حياة الكثيرين، ممن أملوا في غدٍ أفضل على "قوارب الموت".

تبدأ هذه القصّة بحكاية الهجرة الإيطالية إلى تونس، تلك الهجرات التي بدأت منذ قرون مضت، وتحوّلت إلى علاقة ثقافية واجتماعية بين البلدين، فما بين البحر، والشواطئ التي تحمل تاريخًا طويلًا، بدأت هذه القصة، وعلى ضفاف البحر الأبيض المتوسّط، سنشهد تطورات ثقافية، اقتصادية، وإنسانية تحمل قصصًا لن تُنسى.

الهجرة الإيطالية إلى تونس: البداية من الماضي

إذا كانت الهجرات الإيطالية إلى تونس قد بدأت في أزمان بعيدة، فإنها ترجع إلى حقبة تاريخية بالغة الأهمية، حيث كانت تونس، بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، نقطة التقاء للحضارات والأنماط الثقافية المختلفة، ومع بداية القرن السادس عشر، كانت إيطاليا تمرّ بفترات صعبة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، مما دفع آلاف الإيطاليين للبحث عن فرص عمل في مناطق البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في تونس.

من جنوة الى تونس

وكانت بداية الهجرة الإيطالية إلى تونس تتمثل في الاستيطان الجنوي في جزيرة طبرقة عام 1541م، حيث أُنشئت مستوطنة إيطالية تحت رعاية ملك إسبانيا شارل الخامس، هدفت هذه المستوطنة إلى تأمين السواحل التونسية لصالح إسبانيا، إلا أن الأنشطة التجارية التي بدأ بها الجنويون في تلك المستوطنة، مثل صيد المرجان وتجارة المحاصيل الزراعية، سرعان ما أصبحت جزءًا لا يتجزأ من النشاط الاقتصادي في تونس، وقد خلّف هؤلاء الجنويون تأثيرًا عميقًا في نمط الحياة التونسية، ليس فقط في مجال التجارة، بل أيضًا في الثقافة والمعمار.

هجرة اليهود

استمرّت الهجرة الإيطالية في القرون التالية، ومع نهاية القرن السابع عشر، بدأ يهود إيطاليون في الهجرة إلى تونس، هربًا من الاضطهاد في إسبانيا والبرتغال، هؤلاء اليهود الذين استقروا في حي "القرانه" في العاصمة تونس، ساهموا في الحياة التجارية والصناعية، وكانوا جزءًا من التفاعل الثقافي الذي كان يتمّ بين الإيطاليين والتونسيين، ومن هنا، كانت العلاقات الثقافية والاجتماعية بين تونس وإيطاليا تتطور شيئًا فشيئًا، لتصبح جزءًا من النسيج التونسي المتنوع.

الهجرة الإيطالية في القرن التاسع عشر: التطوّر والتوسع

مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومع التطور الذي شهدته تونس في تلك الفترة، تزايد عدد المهاجرين الإيطاليين بشكلٍ كبير. فقد كانت إيطاليا في تلك الفترة تعيش ظروفًا اقتصادية قاسية، مما دفع آلاف الإيطاليين للهجرة بحثًا عن فرصة أفضل في بلدان البحر الأبيض المتوسط، كانت تونس، بموقعها القريب، واحدة من أهم الوجهات التي توجه إليها الإيطاليون.

في عام 1868، وُقّعت اتفاقية التجارة والملاحة بين محمد الصادق باي وملك إيطاليا، والتي فتحت أبواب الاستيطان والتملك للمواطنين الإيطاليين في تونس؛ وقد أسهم هذا الاتفاق في زيادة أعداد الإيطاليين الذين وصلوا إلى تونس، حيث عملوا في عدة قطاعات مثل البناء، والزراعة، والصناعة، ومع مرور الوقت، بدأ الإيطاليون في استيطان مدن تونسية متعدّدة، من بينها العاصمة تونس وسوسة وصفاقس، وأقاموا مستوطنات خاصة بهم.

واستطاع هؤلاء الإيطاليون أن يتركوا بصماتهم في العديد من المجالات مثل المعمار، الصناعة، والتعليم، فقد أسسوا مدارس وجمعيات ثقافية مثل "دانتّي أليغييري" التي ساعدت في نشر الثقافة الإيطالية في تونس، مما أثر بشكلٍ كبيرٍ على الثقافة التونسية المعاصرة. وفي الوقت نفسه، أدخل الإيطاليون العديد من الصناعات الحديثة التي شكلت دعامة أساسية للاقتصاد التونسي، خاصة في قطاع الزراعة والبناء.

من صقلية إلى تونس

في سنة 2024، صدر عن دار النشر التونسية "نقوش عربية"و بدعم من المعهد الثقافي الإيطالي بتونس، كتاب بعنوان "كلمات وصور لحكاية غير مكتملة، الهجرة الصقلية إلى تونس" (Parole e immagini di una storia. L'emigrazione siciliana in Tunisia XIX e XX secolo) للباحث الإيطالي ألفونسو كامبيزي، وهو أستاذ جامعي بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة. وقد شارك في تأليف هذا الإصدار أيضًا الباحث والأستاذ الجامعي الإيطالي "فلافيانو بيزانيللي"، وقد تم تقديم هذا الكتاب في حفل رسمي احتضنه المعهد الثقافي الإيطالي بتونس في شهر نيسان/أفريل بحضور المؤلفيْن ألفونسو كامبيزي وفلافيانو بيزانيللي.

تضمّن الكتاب 370 صفحةً، جاءت باللغة الفرنسية والايطالية، وتمّ تخصيصها بالكامل لتاريخ الصقليين في تونس مع شهادات الناس الذين عاشوا تجربة هذه الهجرة بشكل مباشر أو غير مباشر، كما حمل غلاف الكتاب صورة تعود لجدّته فيتينا كاروسو وشقيقها كارميلو، وشقيقتيْها ستيلا و ماريا في تونس.

يتطرّق الكتاب إلى جزءٍ من التاريخ الإيطالي الذي لا يعرفه إلا القليل، وهو الهجرة من الشمال إلى الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، إذ، كانت كانت الجالية الإيطالية تتألّف في هذه الفترة من التجار التوسكان الأثرياء والتجار اليهود الإيطاليين الذين أسرهم القراصنة التونسيون.

وفي عام 1815 حتى 1861 وصل الناشطون والسياسيون والمثقفون؛ أما المرحلة الثالثة من الهجرة فحدّدها ألفونسو كامبيزي بين 1861 و1881، حيث زاد عدد السكان بفضل وصول المهاجرين من الجزر الإيطالية (بما في ذلك صقلية، بانتيليريا، سردينيا، بروسيدا).

وقد عرفت هجرة الصقليين أوجها بين 1870 و1885 لدرجة أنها بلغت 72 ألف إيطالي سنة سنة 1901 مقابل 24 ألف فرنسي فقط. 

ولقد بدأت الجالية الإيطالية في العودة إلى موطنها بداية من سنة 1943، أي نحو عاميْن قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية، لتتواصل مغادرة الإيطاليين للتراب التونسي بعد الاستقلال سنة 1956 إلى حدود سنة 1972 حيث تقلّص عدد الإيطاليين بشكلٍ ملحوظ عندما فقد عدد كبير من الإيطاليين وظائفهم إثر قرار من الرئيس الحبيب بورقيبة بإعطاء الأولوية للتونسيين، كما يحمل الكتاب وثائق أرشيفية نادرة منها قصاصات من الصحف. وبحسب هذه الشهادات، يتحدّث عدد من الإيطاليين عن تونس كوطنهم الحقيقي وعن معاناة الانفصال عنها،  لا سيّما تلك التي نشأت في  مدينة حلق الوادي.

الهجرة التونسية إلى إيطاليا: رحلة البحث عن الأمل

مع مرور الزمن، أصبحت تونس نفسها نقطة انطلاق لموجةٍ من الهجرات البشرية في العصر الحديث، ومع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، أصبح العديد من التونسيين يطمحون إلى الهجرة إلى إيطاليا بعد أن تفاقمت الأزمة الاقتصادية في بلادهم، وارتفعت معدلات البطالة بشكل غير مسبوق.

خلال السبعينيات والثمانينيات، شهدت إيطاليا فترة من الازدهار الاقتصادي الذي كان يتطلّب عمالة أجنبية في عدة قطاعات. كانت تونس أحد أكبر البلدان المصدرة للعمالة في تلك الفترة، حيث اتجه آلاف التونسيين إلى إيطاليا بحثًا عن فرص عمل جديدة. وكانت هذه الهجرة في بداياتها تتم عبر الطرق الشرعية، حيث تم تنظيمها من قبل السلطات الإيطالية.

لكن مع مطلع التسعينيات، بدأ الوضع يتغير/ فقد لجأ العديد من الشباب التونسيين إلى الهجرة غير النظامية، خاصة عبر البحر الأبيض المتوسط، على متن مراكب مكتظة وغير آمنة. وفي السنوات الأخيرة، أصبح البحر الأبيض المتوسط بمثابة قبر لأحلامهم. فقد كانت "قوارب الموت" تحمل بين طياتها آمال شباب الذين كانوا يبحرون في محاولة يائسة للهرب من واقع مرير إلى عالم مفقود وراء الحدود الإيطالية.

مراكب الموت 

تعتبر "الحراقة" مصطلحًا يطلق على المهاجرين غير النظاميين، خاصة في دول المغرب العربي، وقد امتد ليشمل المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا، ويشير المصطلح إلى أولئك الذين يحاولون الهجرة إلى أوروبا بطرق غير قانونية، غالبًا عبر قوارب صغيرة وغير آمنة، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، البطالة، وقلة الفرص، مما يدفع الشباب إلى اللجوء إلى هذه الحلول الراديكالية.

كلمة "الحراقة" تأتي من اللهجة الجزائرية، حيث كان المهاجر غير النظامي عندما يصل إلى أوروبا يحرق أوراقه الثبوتية (مثل جواز السفر) حتى لا تتمكّن السلطات من طرده، وبالتالي تضطر للسماح له بالبقاء، كما تم استخدام المصطلح لاحقًا للإشارة إلى من يتجاوز القوانين أو البيروقراطية بشكلٍ عام.

وفي المعجم الوسيط ورد تعريف "الحَرّاقة" بأنها سفينة خفيفة تستخدم لإلقاء نيران على العدو في البحر. كما ذكر ابن خلدون في "المقدمة" الهجرة عبر الزوارق الخفيفة من الأسر أثناء أعمال القرصنة، وهو ما يشير إلى أولى مظاهر الهجرة عبر البحر.

وفي الجزائر والمغرب، تطوّر المعنى ليشمل أي فعل يتعدى على القانون، مثل "نحرق لا شان" (أتجاوز الطابور ولا أحترمه) أو "نحرق الفو روج" (أتخطى الإشارة الحمراء، وعليه، أصبح مصطلح "الحرقة" يُستخدم بشكل رئيسي للإشارة إلى الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.

الهجرة عبر الزوارق

قبل أن تصبح الزوارق الوسيلة الرئيسية للهجرة غير النظامية، كان بعض المهاجرين يحرقون أوراقهم عند وصولهم إلى أوروبا بواسطة البواخر أو الطائرات، ومع مرور الوقت، أصبح التخلّص من الأوراق الثبوتية في البحر أثناء الرحلة البحرية هو الأسلوب الأكثر شيوعًا.

الأوضاع الاقتصادية الصعبة، البطالة المرتفعة، وتقلّص الفرص في دول المغرب العربي وأفريقيا ساهمت بشكل كبير في زيادة ظاهرة الحراقة. إذ يجد العديد من الشباب أنفسهم مجبرين على اتخاذ هذه الخطوات المحفوفة بالمخاطر بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا، وتظلّ الهجرة غير النظامية (الحرقة) من أبرز القضايا التي تواجه العديد من الدول في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ يواجه الحراقة تحديات كبيرة في محاولة للوصول إلى بلدانهم المنشودة في أوروبا.

اليوم، أصبحت ظاهرة الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط من تونس إلى إيطاليا واحدة من أعمق المآسي الإنسانية في العصر الحديث؛ فوفقًا لتقارير المنظمات الإنسانية، فإن مئات من المهاجرين التونسيين لقوا حتفهم أثناء محاولاتهم للعبور إلى إيطاليا، حيث تقدر بعض التقارير أن أكثر من 20,000 شخص فقدوا حياتهم منذ عام 2014. فقد أصبح البحر الذي كان يومًا ما مكانًا للتبادل الثقافي والحضاري بين الضفتين، مكانًا للموت والمأساة.

تُظهر هذه المأساة حجم معاناة منها الشباب التونسي نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشونها؛ فالبطالة المتزايدة، وصعوبة الحصول على فرص العمل، جعلت من الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط الخيار الأخير لكثيرين، لكن للأسف، هذه الهجرة لم تخلُ من المصير المأساوي الذي يلاحق معظم هؤلاء المهاجرين.

الدعم مقابل حراسة الحدود

في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تونس، وتسارع ظاهرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، تجددت العلاقة بين تونس وإيطاليا تحت عنوان "الدعم مقابل وقف تدفق المهاجرين"، في هذا السياق، تم الإعلان عن دعم مالي إيطالي بقيمة 700 مليون يورو من قبل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال زيارتها إلى تونس في يونيو 2023، بهدف دعم القطاعات الحيوية مثل الصحة والخدمات في تونس. ولم تفوت ميلوني الفرصة للتذكير بالموقف الداعم للتوصل لاتفاق بين تونس وصندوق النقد الدولي، مبرزة أن الاتفاق سيضمن لتونس الحصول على قروض من الاتحاد الأوروبي.

هذا ما جعل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ينظم وقفة احتجاجية ضد زيارة رئيسة الوزراء، لأنها تواصل سياسة الابتزاز لتجعل تونس حارسًا للحدود.

تأثير متبادل

اليوم، وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يزال التبادل الثقافي بين تونس وإيطاليا قائمًا، حيث أصبح التونسيون في إيطاليا جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي الإيطالي، وتزداد أعدادهم عامًا بعد عام، الجالية التونسية في إيطاليا تعتبر من أكبر الجاليات العربية في البلاد، وهي تمثل طيفًا متنوعًا من الأفراد الذين يساهمون في المجتمع الإيطالي في مختلف المجالات، من بينها العمل في القطاعات الاقتصادية والفنية. في المقابل، لا تزال تونس تأخذ من الثقافة الإيطالية الكثير، سواءً من حيث المعمار أو المأكولات أو العادات والتقاليد التي ترسخت عبر مئات السنين.

ماضٍ مشترك ومستقبل مجهول

في خضم هذا التاريخ الممتد عبر القرون بين تونس وإيطاليا، تبرز الهجرة كأحد أبرز المحطات التي شكّلت حياة العديد من الأشخاص وعائلاتهم، فالهجرة الإيطالية إلى تونس في القرن التاسع عشر والعشرين كانت بمثابة بداية فصل جديد من التبادل الثقافي، حيث أثر الإيطاليون في بنية المجتمع التونسي اقتصاديًا واجتماعيًا. في المقابل، الهجرة التونسية إلى إيطاليا في العصر الحديث تحولت إلى مأساة تُسجل في صفحات التاريخ كرمز للموت، الضياع، والانكسار.

اليوم، أصبحت مراكب المهاجرين التي تحمل أحلام الشباب التونسيين نحو أوروبا، عبارة عن أشباح تبحر في البحر الأبيض المتوسط، يرافقها صمت مريب يعكس الألم والمعاناة. البحر، الذي كان في يوم من الأيام رمزًا للتواصل والتبادل بين الضفتين، أصبح اليوم شاهدًا على غرق آلاف الأرواح الباحثة عن فرصة للحياة الكريمة، وسط ظروف اقتصادية وسياسية صعبة.

أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا السياق: إلى متى سيظلّ البحر الأبيض المتوسط يحمل معه هذا الألم المستمر؟ كيف يمكن للإنسانية أن تتعامل مع هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد حياة العديد من البشر؟ هل ستظلّ أوروبا تتجاهل المسؤولية المترتبة عليها تجاه هؤلاء المهاجرين الذين يسعون إلى حياة أفضل؟ وأين هي الحلول الحقيقية التي تعالج جذور هذه الهجرة المأساوية بدلًا من الاكتفاء بإغراق البحر بالمزيد من القوارب وجعل تونس مجر حارسا للحدود

وفيما تتفاقم هذه الأزمة، هل يمكن أن تُبنى جسر من الأمل بين الشواطئ، جسر يلتقي فيه الطرفان، تونس وإيطاليا، على أرضية من التضامن والإنسانية؟ أم أن القارب الذي يحمل الآمال سيظل في النهاية رمزيًا للموت، كما يراه البعض، دون أن تكون هناك استجابة حقيقية لآلام هؤلاء المهاجرين الذين يغامرون بكل شيء من أجل حلمهم؟

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

2

أشرف الصباغ: المكان في رواياتي هو ما يتركه البشر خلفهم

بدأ أشرف الصباغ طريقه بين رموز المعادلات وقوانين الفيزياء، لكنه وجد نفسه لاحقًا في قلب العواصف السياسية، ولعب دورًا لافتًا في ترجمة الأدب الروسي إلى العربية

3

ثلاثية الصعيد.. النيل والسكك الحديدية والموالد

الاحتفاء والاحتفال بموالد الأولياء، لا يقف عند المظهر الديني أو التدين الشعبي، بل يعكس حوارًا عابرًا للحضارات والثقافات

4

الأغاني العربية والثورات.. تاريخ بلغة النوتات

بقيت الأغاني العربية ملئية بأسماء الشخصيات الثورية والنضالية التي خلّدت في أرشيف المقاومة والوطنيات، أمثال الشيخ أحمد ياسين، وأبو إبراهيم، وكمال عدوان

5

أزمة المناخ العالمية.. النساء يدفعن الثمن وقد يمتلكن الحلول

تدفع النساء الثمن الأكبر للأزمات المناخية والبيئية، العائدات على الأراضي التي تديرها النساء أقل من تلك التي يديرها الرجال

اقرأ/ي أيضًا

المنفى المفتوح.. تشكيل الهوية في عالم الشتات

المنفى المفتوح.. تشكيل الهوية في عالم الشتات

ما يميز المنفى بمعناه الواسع هو وضوح الظلم السياسي في مقابل حالة الغربة الملازمة عادةً للهجرة الاقتصادية، والتي تنتج عن عوامل ظلم بنيوية مثل اللامساواة الاقتصادية

بلال هشام

الهجرة الحسانية
الهجرة الحسانية

الهجرة الحسانية إلى موريتانيا: مسار طويل من التأثير والتأثر

الحسانيون مجموعة من عرب المعقل دخلت موريتانيا ضمن الهجرة الهلالية التي اجتاحت بلاد المغرب في القرن الحادي عشر، وصاحب دخولها وانتشارها تغيرات ثقافية في سلوك وأعراف المجتمع الصحراوي

عبد السلام يحيى

كيف شكّلت الهجرة عالمنا المعاصر؟

كيف شكّلت الهجرة عالمنا المعاصر؟

أصبحت الهجرة خلال العقود الأخيرة من أهم الظواهر متعددة الأبعاد، سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا، التي تميّز العصر الحالي، وتُعيد تشكيل المجتمعات المُضيفة والمُرسِلة

عمر عابدين

المزيد من الكاتب

محمد العربي

شاعر وكاتب من تونس

الطريق إلى طنجة.. لقاء في "الحافة" مع محمد شكري

كانت روايته "الخبز الحافي" أكثر من مجرد رواية، كانت بمثابة شهادة على الحياة التي عاشها محمد شكري، وشهادة على شجاعة الأدب في مواجهة التحديات

رجل العصابات في السينما.. من قاتل إلى فيلسوف

الشخصيات في هذا العالم ليست مجرد قتلة، بل هم أكثر تعقيدًا؛ يتخذون قرارات استراتيجة ويحركون الأمور وراء الكواليس

شاعر السينما ريتشارد ديندو.. لا أصدق أنني صنعت كل هذه الأفلام

لم يكن المخرج ديندو باحثًا في عن شخصيات مشهورة، ولكنه سعى لإحياء ذاكرة المنشقّين عن النظام السائد والخارجين عن الاستبداد والتقاليد البالية والثيوقراطية