من الهلع إلى الوعي.. تطور مفهوم المرض النفسي في السينما

18 يناير 2025
السينما والأمراض النفسية
تعاملت السينما في بدايتها مع المرض النفسي بوصفه أداة درامية تثير عاطفة المشاهد بغض النظر عن نوع هذه العاطفة

تزامنت بدايات السينما مع بداية وضع حجر الأساس لعلم النفس على يد سيغموند فرويد بوصفه علمًا مستقلًا يبحث في الإنسان ودوافعه وسلوكياته، لكن هذا الصعود المشتَرك زمنيًا لم يكن كافيًا لتبني السينما وجهة النظر العلمية للأمراض النفسية، والإنسان المريض، بل استقت في بداياتها صورة المريض النفسي من العقلية الجمعية التي صنّفت لقرون طويلة المرض النفسي إما بوصفه جنونًا أو مسًا شيطانيًا لا بد من توخي الحذر في التعامل مع صاحبه، وهي الصورة التي عبّر عنها ميشيل فوكو في كتابه الشهير "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي".

كان علم النفس لا يزال في مراحله المبكرة، ولم تكن السينما تتعمّق في الذات الإنسانية آنذاك، إذ كانت مجرد وسيلة ترفيهية أصبحت فيما بعد تتبنى القضايا وتعرض وجهات النظر، وتُصوّر الإنسان المأزوم بشكل أكثر عمقًا، الأمر الذي ساهم في تطور تقديم صورة المريض النفسي في توضيح معاناته، والظلم الاجتماعي والمؤسساتي الذي يتعرض له، ولكنها كانت لا تزال تُدخل مفاهيم الجنون والعنف في تصوير المرض.

تعمقت السينما تدريجيًا في الذات الإنسانية وأمراضها، فباتت تفرّق في طرحها بين الجنون وكل من الاكتئاب والقلق والفصام وغيرها، وفصّلت الأمراض النفسية لا لغايات تقديم معلومات طبية دقيقة عن المرض، بل لتسخير المرض أداةً درامية تقوم عليها أحداث الفيلم، أو تتطور الشخصيات بناءً على وجوده.

 

الضياع في الهويات المتعددة

كثيرٌ من الناس يعتقدون أنّ مرض الفُصام هو ذاته ازدواجية الشخصية (ما يسمى علميًا بـ"اضطراب الهوية الفصامية" Dissociative Identity Disorder – DID)، وهذا ما يستطيع أيّ منا ملاحظته في أثناء الأحاديث اليومية، إذ يطلق معظم الناس لقب "المفصوم" على الشخص الذي تتبدّل آراؤه أو تتقلب حالته المزاجية فيبدو شخصًا مختلفًا على الدوام، رغم أن هذه الصفات لا تعد من الأعراض الرئيسية في تشخيص مرض الفُصام.

صحيح أنّ جزءًا من هذه التسمية يأتي على سبيل المجاز اللغويّ والتوسّع في الاستعمال العامّ، لكن يُلحَظ أنّ هذه الصورة لمريض الفُصام قد درجت السينما على تقديمها، ولا نستطيع الجزم هل الاعتقاد الشعبي السائد هو من ألهم كتّاب السيناريو في السينما إلى الثبات على هذا الخلط، أم أنّ هذه الفكرة وُلدت أصلًا عند الجمهور بتأثير من انتشارها في السينما.

في الفلم الشهير "Shutter island" الذي يُزوّد مُشاهدَه بدفعاتٍ من الصدمة والحزن، يخلط كاتب السيناريو بين اضطراب الهوية الفصامية ومرض الفُصام، إذ من المفترض أنّ شخصية ليوناردو دي كابريو في الفيلم تعاني من اضطراب الهوية الفصامية الذي يتسم بوجود شخصيات متعددة في الشخص نفسه قد لا تتذكر إحداها تجارب الأخرى، أو قد تتذكر أحداثًا قد تلتبسُ عليها عدة تفاصيل فيها، ولكن تتضمن الأحداث معاناةً معَ الأوهام والهلوسات والانفصال عن الواقع، إضافة إلى إظهار معاناة المريض مع الهلاوس البصرية. عدا عن ذلك، يُهمل الفيلم الأعراض الحقيقية لمرض اضطراب الهوية الفصامية، ذلك أن الشخصيات في هذا الاضطراب تتبدّل في الحقيقة فلا يبقى الشخص على هوية واحدة تتولّى هي زمام القيادة على الدوام كما صورها الفيلم. إضافةً إلى ذلك، يقع الفيلم في مطبّ الإساءة للأطباء النفسيين عبر إظهار تواطئهم مع المريض النفسي وأنّهم شركاء في تعزيز اضطرابه.

ويبدو فلم "Identity" هو الأكثر وضوحًا في موضوع اضطراب الشخصية الفصامية، إذ يُصور صراع مجموعة من الأشخاص لمعرفة قاتلٍ يقطن فيما بينهم ويتصيّدهم واحدًا تلو الآخر، ليكتشف المشاهد بعد كل الإثارة والغموض اللذيْن عاشهما في الفيلم أنّ هذه الشخصيات كاملة ليست سوى هويات متعددة في عقل المريض المضطرب صوّرها الفيلم على أنها تتقاتل فيما بينها بشكل بعيد عن علمية هذا الاضطراب، إذ إن الشخصيات في "DID" لا تتفاعل مع بعضها بهذا الوضوح اللفظي والجسدي الذي يُصوره الفيلم. 

لكن هذا التفاعل كان مبالغة درامية ضرورية لنقل اضطراب عقل المريض من جهة، وليبحث المشاهد الذي يجلس مع الأطباء النفسيين في الفيلم عن الهوية الرئيسية لهذا المريض من جهة أخرى، وذلك من خلال تعريض المريض لمواجهة مع ذاته لاكتشاف شخصية القاتل في هذه الحبكة، علمًا أنّ العدائية والعنف قد تكون صفة إحدى شخصيات هذا المرض، لكنها ليست السمة العامة للمرض ككل.

ولا ننسى في هذا السياق ذِكر فيلم "Spilt" الذي تقوم فكرته على اضطراب الهوية الفصامية، إذ يتنقل "كيفن"، بطل الفيلم، بين ما يُقارب العشرين هوية في داخله. وفي حين أنّ الفيلم يصور تعدد الهويات والتنقل بينها ويطرح أحد المسببات العلمية للاضطراب، إلا أنّه يُشوه صورة المرضى المصابين بهذا الاضطراب باستخدام المبالغة في سرعة تنقل الشخصيات، وامتلاك إحدى الهويات قدرات خارقة، وتبادل المعلومات بهذه السهولة فيما بين شخصياته المتعددة. استخدم الفيلم هذا المرض النفسي في بناء دراما تشويقية مخيفة، تُضلل حقيقة الاضطراب وتدفع الجمهور إلى وصفه بأنه "عدائي" و"عنيف". 

 

مساهمة الأدوات السينمائية في إظهار المرض النفسي

تُسخِّر السينما كل إمكاناتها المرئية والسمعية في عملية إبراز الحالة العقلية لدى الشخصية المضطربة في الفيلم. ففي فيلم "Requiem for a dream"، كانت الإضاءة هي بطلة المشاهد النهائية في الفيلم لكونه يقدّم في نهايته مآلات أربع شخصيات مضطربة عانت مع أنواع مختلفة من الإدمان طيلة المشاهد.

كانت الأضواء تتزايد وتسطع بشكل أقوى مع تداخل صوتي سريع الوتيرة في مشاهد الهلاوس التي أصابت "سارة"، إحدى شخصيات الفيلم، بحيث تكون حالة لضياع الذهني والانفصال عن الواقع التي تعايشها الشخصية في الهلوسات، واضحة لا تحتاج إلى شرح. كما أن تركيز إضاءة الكاميرا على الوجوه البائسة في النهاية، بصورة مباشرة، جعل من خلفية العالم داكنة في الفيلم، حيث يتنقل كل شيء بين الظل والضوء الباهت، ما منح فكرةً عميقة عن حالة الانغماس في الذات التعيسة بشكل لا يُرى معه العالم الخارجي، وبهتان الأمل لدى شخصيات الفيلم.

ولعبت الأدوات السينمائية بالمظهر العام للشخص المريض النفسي كذلك باستخدام المكياج والأزياء، فتَظهَرُ أحيانًا هالات سوداء تحت عينيه لإظهار تعبه، أو ندوب في جسده بعد أذيته لنفسه، أو يتولّى أحد آخر هذا الفعل المؤذي به، وهو ما نستطيع أن نراه في هيئة "تريفور ريس" في فيلم "Machinist"، الذي عبّر مظهره عن معاناته النفسية من خلال شكل وجهه، وهزالته الجسدية المفرطة التي تعكس اضطرابه النفسي المتجلي في الفيلم على شكل أرقٍ وهلاوس وتشكيك في الواقع وشعور عميق بالذنب.

تعد شخصية الجوكر في فيلم "The dark knight" من أهم صناعات السينما التي سخرت التقنيات السينمائية في إظهار الفوضى العقلية للجوكر. كانت الموسيقى المرافقة للشخصية مزعجة وتتصاعد بشكل متكرر يثير اضطراب المشاهد، مع تركيز الكاميرا على وجهه لإبراز تشوهه الشكلي بندوبه ومكياجه غير المتقن وملابسه الغريبة. كل هذا كان كفيلًا بوصمه بالجنون منذ اللقطة الأولى، قبل أن يبدأ الجوكر بأدائه الفاضح لاضطرابه حتى.

أبدعت السينما الإسبانية في تعاملها مع المرض النفسي في فيلم "Toc Toc"، الذي يتطرق لمرض الوسواس القهري، من خلال وضع الفيلم في إطار درامي كوميدي يقوم الحوار فيه على الخلط بين الجد والهزل لإيصال معاناة المصابين بهذا المرض بطريقة مريحة للمشاهد، الذي سيفهم هذه الدوامة والصراع الداخلي الذي يعيشه المُصاب من دون أن يضيق صدره من كمية الوساوس المطروحة في الفيلم، ولتجنب إثارة حساسية المصابين بهذا المرض.

يقوم الفيلم على فكرة الغرفة الواحدة التي يجتمع فيها عدد من مرضى الوسواس القهري في انتظار الطبيب النفسي، فيبدؤون في شرح مشكلاتهم مع الوسواس القهري واحدًا تلو الآخر، مع تنقل المشاهد في عرض حياتهم خارج هذه الغرفة، إلّا أنّ وجود هذه المجموعة في المساحة ذاتها عبّر مباشرةً عن حصارهم داخل مرضهم، ووضّح كيفية تعاملهم مع المحيط الاجتماعي والمكاني حولهم في المساحة الواحدة.

 

أداة توعية أم تحريف؟

لتحري دقة التشخيص العلمي للأمراض النفسية في السينما، لا بد من الإجابة عن سؤال: ما الذي تهدف إليه السينما؟ لا تنتهج الأفلام السينمائية نهج الأفلام الوثائقية العلمية في التحري الدقيق عن المعلومات الطبية وعرضها بطريقة حيادية، بل تتعامل مع المرض النفسي بوصفه أداة درامية، تثير عاطفة المشاهد - بغض النظر عن نوع هذه العاطفة - حتى وإن لم تكن دقيقة في ذلك.

مع ازدياد الوعي النفسي لدى الناس خلال العقود الأخيرة، كان لا بد للسينما من احترام عقل المشاهد من خلال ملامسة الواقعية أكثر بمسألة الأمراض في الأفلام، حرصًا على عدم تشويه صورة كثير من المرضى الحقيقيين في المجتمع، وعرقلة جهد الأطباء النفسيين، فأضحى يصعب على السينما اتباع نظرة المدرسة القديمة للمرض النفسي التي اختزلته بالعنف والأوهام، إذ لم تكن الثقافة النفسية بهذا الانتشار، وكانت النظرة للمرض النفسي تُعد غامضة وشريرة،  فصدّرت السينما ما يتماشى مع هذه النظرة صورة شريرة للمرضى النفسيين تستوجب الحذر منهم، كما في فيلم "Shining"، أو ميؤوس منهم كما في فيلم "One flew over the cuckoo’s nest" الذي انتهى المطاف بالأطباء النفسيين فيه باستئصال جزء من دماغ المريض ليتوقف عن إثارة الشغب.

نذكر في هذا الصدد بشكل سريع تهاون السينما كثيرًا في رسم صورة الأطباء النفسيين خلال عدد من أفلامها، فمنهم الدكتور النفسي المريض النفسي المنتقم، أو حتى القاتل المتلذذ بآلام الآخرين، أو المتلاعب بعقول المرضى، والتجاوزات غير المهنية التي تُصدّرها السينما على أنّها تحدث في العيادات والمستشفيات النفسية، مثل الإفراط في التعامل مع الصاعق الكهربائي والإبر المهدئة في المستشفيات، أو اعتبار تجاوز أحد العاملين في مجال الصحة النفسية ضرورة من ضروريات موضوع الفيلم، مثل فيلم "خلي بالك من عقلك" على سبيل المثال، الذي يستطيع المتدرب في مجال الصحة النفسية فيه تكسير الأجهزة الطبية وتهريب المريضة التي يحبّها من دون عواقب، أو من دون إضرار في مسيرته المهنية، ومحو الحدود بين المريض والطبيب ليخرج الفيلم بقصة حب مثيرة لتعاطف الجماهير بين المختص النفسي والمريضة، من غير مراعاة أنّ هذه التجاوزات تعد انتهاكًا للمؤسسات الطبية ولخصوصيات أمراض المقيمين في المستشفيات. 

يذكر "سكيب داين يونج" في كتابه "السينما وعلم النفس" أنّ السينما تعد مصدرًا للثقافة النفسية عند كثير من الناس غير المختصين، وأنّه عانى من أسئلة طلابه في المبحث النفسي عن المرضى القتلة، واستعداد المريض النفسي لارتكاب الجرائم، ما يوضح نجاح السينما في الربط بين المرض النفسي والعدوانية، وعندما أجرى باحثون مقابلات غايتُها تقصّي صورة المرض العقلي لدى الناس، وضّحت النتائج أنّ خلفية معظم الناس في المقابلة عن المرض العقلي مستقاة من أفلام على شاكلة "The silence of the lambs" و"Psycho"، التي أجرمت حقيقة في إظهار المريض النفسي بأبشع الصور العنيفة الممكنة. 

تستوجب سينما الأمراض النفسية معرفة المشاهد أنّ الحبكة الدرامية تتطلب كثيرًا من التهاون في المسائل الطبية، والالتفاف عليها أحيانًا. إنّها ليست دليلًا تشخيصيًّا، بل تلفت النظر إلى معاناة المريض النفسي أو مَن هم في مجتمعه أكثر من تركيزها على نقل حقيقة المرض بصورة دقيقة، الأمر الذي يتيح إمكانية أن يتحرّى المشاهد بصورة أدق عن هذا المرض ويتعاطف مع المصابين فيه، بأن يَفهم أنّهم يحتاجون إلى الدعم لا إلى الإقصاء.

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

2

أم كلثوم وصناع مجدها.. هل كانت ستصبح أسطورة في زمن آخر؟

كانت أم كلثوم بِنتَ لحظتها التاريخية بامتياز، تلك اللحظة التي هيّأت المكان والمكانةَ لأسطورةٍ تكتسب خلودَها من صوْتها ومن ظرْفها التاريخي ومن دورها التاريخي

3

معهد الموسيقى العربية.. حكاية نادٍ صغير صار صرحًا موسيقيًا

بدأت حكاية هذا الصرح من الاجتماع في بيت صغير لعازف القانون مصطفى بك رضا، وذلك قبل أن تتبدل الأحوال نتيجة أمور عديدة يطول شرحها

4

بين صافرتي البداية والنهاية.. كرة القدم كاستعارة للحياة

إنها لعبة معقدة، تحمل العديد من التشابهات مع الحياة اليومية، ففيها يمكنك أن تعمل ضمن مجموعة واضحة المعالم، وأن تقدم التضحيات على صخرة 'الكورفا' المقدسة، وأن تتحمل المسؤولية

5

فقاعة الأمان تحت الاحتلال.. كيف يُصنع الخوف في الضفة الغربية المحتلة؟

إن وجد غطاء للأمان فهو وهمي وغير حقيقي، لأنه في نهاية المطاف يوجد من يتحكّم بمجريات الحياة الفردية والجماعية والتخطيط لها

اقرأ/ي أيضًا

فيلم مدنية

فيلم "مدنية".. نظرة حيّة على الثورة السودانية

في فيلمه الوثائقي "مدنية"، يأخذنا المخرج محمد صُباحي في رحلة بصرية فريدة داخل شوارع السودان، خلال سنوات الثورة. الفيلم يعتمد على مشاهد حقيقية وشهادات من قلب الاحتجاجات

إسلام العزازي

حفرة الموت
حفرة الموت

آلة الموت الأسدية.. وثائقيات تَروي حكاية المقابر الجماعية في سوريا

لجأ نظام بشار الأسد إلى المقابر الجماعية لطمس جرائمه بحقّ المعتقلين والمدنيين السوريين

إسراء عرفات

سيد درويش

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

يماني خلوف

أم كلثوم

أم كلثوم وصناع مجدها.. هل كانت ستصبح أسطورة في زمن آخر؟

كانت أم كلثوم بِنتَ لحظتها التاريخية بامتياز، تلك اللحظة التي هيّأت المكان والمكانةَ لأسطورةٍ تكتسب خلودَها من صوْتها ومن ظرْفها التاريخي ومن دورها التاريخي

عبد الرحمن الطويل

blocks-series.jpg

مسلسل "4 Blocks".. صراعات العشائر اللبنانية في برلين

حين تكون الهجرة مصيرًا قسريًا، تتحول العائلة إلى الملاذ الوحيد للبقاء، ولكن ما الثمن؟ "4 Blocks" يفتح نافذة على عالم تتداخل فيه الجريمة بالحاجة، والولاء بالقوة

رشا فحص

المزيد من الكاتب

ميادة نصار

أخصائية وباحثة نفسية

رغبة الحياة تُطفئها شهوة الموت.. نظرة في غريزة الموت لدى الانسان

إلى جانب غريزة الحياة توجد لدى الإنسان أيضًا غريزة نحو الموت يتم التعبير عنها بطرق مختلفة