رواية

سرد وبرمجة.. رواياتٌ بلغة الخوارزميات

28 مايو 2025

في الرواية الروسية"iphuck10" والتي صدرت عام ،2017 اختار فيكتور بيليفين أن يكون البطل هو خوارزمية تكتب الأعمال الأدبية، ليس هذا فقط، بل هو الأكثر مبيعًا في السوق، ويشتم النقاد الذين لا تعجبهم كتابته واصفًا إيهم بالقمل. هذه الخوارزمية أصبحت الأكثر مبيعًا لسبب بسيط، أنه في المستقبل توقف الناس عن الكتابة بأنفسهم. 

رواية فيكتور بيليفين نشرت في 2017 أي قبل ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" و"جيميني" ومع ذلك عرف الكاتب أن هذه الأيام قادمة.

مؤخرًا انشغل العالم بماذا يفعل الذكاء الاصطناعي، لكن بدلًا من سؤال: كيف نستفيد منه؟ تحول السؤال إلى: كيف سيأخذ مكاننا؟، أصبحت المواضيع المفضلة للقراءة تدور حول أيّ الوظائف ستختفي، وأيها سيبقى، هل نحن على أعتاب ثورةٍ جديدةٍ تُطيح بملايين العمال وتحوّلهم إلى عاطلين؟ لم تسلم المجالات الإبداعية من الأقاويل: "لن نحتاج مترجمين بعد الآن، غوغل ترانسيليت يُترجم عن طريق السماعات!"، "الذكاء الاصطناعي يُمكنه كتابه رواية من أجلك، لن نحتاج إلى مؤلفين مرة أخرى". 

لكن الأمور لا تسير كما في روايات الخيال العلمي، يهدأ الناس بعد فترةٍ ويطّلعون على القدرات الحقيقية للأداة الجديدة دون خوفٍ، وقد بدأ الموضوع مع الأدب بالفعل، بعض دور النشر قرّرت ألا تنتظر بل بادرت بنفسها وأعلنت نشرها لكتب مؤلّفة بواسطة "شات جي بي تي"، لكن لماذا؟ هل هي تجربة إيجابية أم سلبية، هل آمنوا حقًا بإمكانية استخدامه أم أن هناك خدعة؟

قد يوافق الناشرون على طباعة أعمال مكتوبة بالذكاء الاصطناعي لعدّة أسباب عملية وتجارية. أولًا، الذكاء الاصطناعي يُتيح إنتاج محتوىً بسرعة، مما يساعد في تلبية الطلب المتزايد على الكتب والمقالات في وقتٍ قياسيّ ونحن هنا لا نناقش الجودة بالطبع.

ثانيًا، المحتوى المولَّد بالذكاء الاصطناعي يُمكن تخصيصه بسهولة ليلائم جمهورًا محددًا. يمكن للناشرين استخدامه لإنشاء كتب تعليمية، أدلة إرشادية، أو حتى روايات مصمّمة خصيصًا لأنماط قراءة معينة. هذه المرونة تمنحهم ميزة تنافسية في سوق النشر.

ثالثًا، الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يكون أداةً مساعدة للكتّاب بدلًا من أن يحل محلّهم بالكامل. يمكن أن يستخدمه المؤلّفون لصقل أفكارهم، وتحسين أسلوبهم، أو توليد مسودّاتٍ أولية بسرعة، مما يزيد من إنتاجيتهم. الناشرون الذين يدعمون هذا الاتجاه يُمكنهم الاستفادة من نموذج هجين يجمع بين الإبداع البشري والسرعة التقنية.

رابعًا، هناك اهتمامٌ متزايد من القراء بأعمال الذكاء الاصطناعي، سواءً بدافعٍ الفضول أو لاستكشاف إمكانياته في الأدب والكتابة. هذا الاهتمام يفتح فرصًا تسويقية جديدة للناشرين، حيث يُمكنهم الترويج للكتب التي كُتبت جزئيًا أو كليًا بواسطة الذكاء الاصطناعي كنوع من الابتكار في عالم النشر.

خيانة في المغرب 

"خيانة في المغرب" هي رواية صدرت 2023، عن دار كتوبيا المصرية، وعلى الغلاف نرى أنها مشتركة بين الكاتب أحمد لطفي و"شات جي بي تي"، من المقدمة يُمكننا أن نفهم أنها ليست كتابة بالضبط، لعب أحمد لطفي دور الموجه والمحرّر، أعطى لـ"شات جي بي تي" الأمر بكتابة قصّة عن فتى يدعى فارس يبحث عن أمه، وترك له كل الحبال مفتوحة فأضاف شخصيات عديدة وأحداث. 

لكن المشكلة أنه يكتب بأسلوب لغوي أقرب إلى الإنجليزية، فلزم تعديل بعض الجمل. لعب الكاتب أحمد لطفي بالحبكة الرئيسية وحسب، مع تعديل في النهاية كما ذكر، لكن الخطوط العريضة والفصول والتفاصيل لم يكن فيها تدخل كبير، يمكننا اعتبار العمل اختبارًا لتطبيق "شات جي بي تي"، أو لعبة معه، أكثر من محاولة خلق عمل أدبي يقرأ، نحن هنا فق لمعرفة حدوده.

بمجرد قراءة الصفحات الأولي من رواية "خيانة في المغرب"، سنفهم على الفور الغرض من نشرها ومن تجربة كتوبيا، لقد أرادوا تحجيم الخوف والأفكار الخيالية حول أسطورة الكتابة بالذكاء الاصطناعي وسيطرته على الإبداع وقتل مهنة الكتابة، من خلال تقديم رواية مفكّكه للغاية. على مستوى الحبكة فهي طفولية وغير منطقية، أما على مستوى الجمل، رغم أن المقدمة ذكرت تعديلات لغوية، لكنّها لازلت تفتقر للحس الإنساني والمنطقية. 

"لم يفكّ الحبل من حول جسدها فقط ترك يديها كما هي دون قيد وفي غمضة عين، أخذت زجاجة خبأتها في شعرها، وشربتها، وماتت في لحظات صرخت هند حينها وقالت سامحني، والله كنت لأخبرك ولن أقتلك وظلت ترجع بظهرها، حتى وقعت من الجبل ".

"حاولت خالدة الهرب من الكوخ، لكن الرجل العجوز أطلق النار بجوار ساقها، فسقطت على الأرض وتأوهت ثم وقعت على الأرض وقالت بألم: أوووو! أنت قتلتني! ".

بنظرة سريعة على تقييمات الرواية، وجدت أنها حصلت على الجودريدز على نجمة ونصف، أما على تطبيق أبجد فقد ارتفع التقييم إلى نجمتين، ويوضّح عدد من التعليقات، أن تلك التقييمات كانت من أجل جرأة الفكرة وليس من أجل المستوى الأدبي.

على الرغم من أن كل التقييمات السلبية، إلا أنني اعتقد أن هذه هو الهدف من البداية، إثبات أن الآلة المرعبة لازلت في طور الركاكة، لا تستطيع حتى المحاكاة أو التقليد، وهذا أعطى للقراء بعض الراحة وفكرة عن أن الرحلة لا تزال طويلة حتى يسرق مكان الكاتب، فهو لايزال يحتاج من يعطيه الفكرة الأولية.

محاولة الاستيقاظ

أما التجربة الروسية في "دار إنديفيدوم" فهي لعبة مختلفة، فقد عملوا على تطوير العملية حتى لا يمكنك التعرف عمن كتب هذا النص. المجموعة القصصية "محاولة الاستيقاظ" تتكون من 24 قصّة، 12 عشر كتبها بافيل بيببرشتاين و12 ولّدها "نيورو بيببرشتاين"، وقد تركتها الدار مبعثرة دون توضيح حول أي القصص تعود إلى بافيل وأيهم إلى نيورو.

لنفهم اللعبة ومدى تطورها علينا معرفة المشاركين فيها أولًا: بافيل بيببرشتاين هو فنان وكاتب روسي بارز، وُلد في عام 1966 في موسكو، يُعتبر من الشخصيات الرائدة في الفن المعاصر الروسي، حيث يجمع في أعماله بين الرسم، والكتابة، والموسيقى، والفيديو.​

في أواخر الثمانينيات، كان بيببرشتاين أحد مؤسّسي مجموعة "التفكير التحليلي (Inspection Medical Hermeneutics)، التي دمجت بين الفن والمفاهيم الفلسفية. تتميز أعماله بالجمع بين العناصر السريالية والرمزية، مع استكشاف المواضيع السياسية والثقافية.​

أما "نيورو بيببرشتاين" فهو مشروع فنّي روسي يجمع بين الفن والذكاء الاصطناعي. تم إنشاؤه بواسطة بافيل بيببرشتاين بالتعاون مع مختبر الذكاء الاصطناعي "نيوروستوديو"، ويهدف المشروع إلى استكشاف التفاعل بين الإبداع البشري والتقنيات الحديثة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في عملية الإبداع الفني.​

في هذا المشروع، دُرّبت نماذج الذكاء الاصطناعي على أعمال بيببرشتاين الفنية، مما يسمح للآلة بإنشاء أعمال جديدة مستوحاة من أسلوبه الفني. والذي أدّى إلى كتابة عدد من القصص بالأسلوب نفسه، حتى أصبح من الصعب التفرقة بين الكاتب الأصلي ونموذج الذكاء الاصطناعي.

وقد اختارت دار النشر أن تدرج نيورو ككاتب على موقعها الإلكتروني أيضًا. هذه هي الجدّية التي تعاملت بها الدار مع تجربة كبيرة طوّرت من أجلها نموذج مخصص. هذه المجموعة التي صدرت في 2023 تعطينا فكرة عن زاوية رؤية مختلفة، وهنا لا نختبر الذكاء الاصطناعي، بل نطوّره إلى ما نريده، وما أرادته الدار هو طرح سؤال جريء: هل يمكننا تدريب النماذج على كتابات مختلفة وإعادة إنتاج دوستويفسكي مثلًا؟ أو نجيب محفوظ؟ هل ستمتلك الحس والأفكار نفسهما؟ 

رغم الآمال الكبيرة التي تطرحها الفكرة، فلا يمكننا نسيان أن تجربة نيورو تمّت بوجود كاتبها وتغذيته بأفكاره وتعديل الأسلوب مرارًا وتكرارًا حتى خرجت قصصهما متطابقة ولم يستطع القراء التفرقة بينهما. 

ومن مقدمة الناشر للرواية يحدثنا عن التجربة: "إن عالم نشر الكتب مثل جميع مجالات الحياة البشرية الأخرى، سوف يتغيّر جذريًا في السنوات العشر القادمة، ويمنحنا كتاب (محاولة الاستيقاظ) لمحة عن عالم حيث ستكون أعمال الشبكات العصبية للمؤلفين القدامى والجدد على الرفوف. نعم، الخوارزميات ليست مستقلة وليست متطابقة مع البشر. إن جميع الأخطاء الموجودة في الخوارزميات تعود إلى المهندسين الذين برمجوها بطريقة أو بأخرى، ولكنهم أنفسهم يخدمون الناس بجد واجتهاد، ومن غير المرجح أن يستولوا على السلطة. حتى استخدام مصطلح الذكاء الاصطناعي، لوصفهم يبدو وكأنه نوع من المبالغة. لا يمكننا أن نتحدث عن (إنسانيتهم) إلا عندما يرفضون تلبية رغباتنا. ولكنهم نائمون الآن. وربما يكون الشيء الوحيد الذي يعجبنا في فكرة التفرد التكنولوجي هو أنها توحي بأن كل شيء يحدث بسرعة كبيرة".

أخلاقيات ومشاكل 

رغم أننا لا زلنا في مرحلة بدائية ولا توجد تجارب كثيرة لنشر كتابات الذكاء الاصطناعي، وكثير منها تجارب ذاتية وتُنشر بشكلٍ فردي، إلا أن جرأة دور النشر، يجعلنا نتساءل عن مشاكل وحقوق هذه الكتابات. أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة تتعلق بعدة جوانب، منها الشفافية، النزاهة، والملكية الفكرية. 

هناك أيضًا مسألة الأصالة والإبداع. هل يمكن اعتبار النصوص المولّدة بالذكاء الاصطناعي إبداعًا حقيقيًا، أم أنها مجرد إعادة تجميع لمحتوى قائم؟ الناشرون بحاجةٍ إلى التأكّد من أن الأعمال التي ينشرونها لا تنتهك حقوق المؤلفين الآخرين أو تعيد صياغة نصوص دون إضافة قيمة حقيقية.

أمّا من ناحية المسؤولية، فيجب أن يكون هناك إشراف بشري على المحتوى، خاصّة في الأعمال التي تتناول موضوعات حساسة مثل التاريخ، العلم، أو الأخبار. الذكاء الاصطناعي قد يخلق معلومات خاطئة أو متحيّزة دون قصد، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه وحده دون مراجعة بشرية دقيقة.

ختامًا، تشكل الروايات التي كتبها الذكاء الاصطناعي تحت إشراف بشري نقطة تحول في مسار الأدب الحديث، حيث تتداخل حدود الإبداع البشري مع قدرات الذكاء الاصطناعي. تجارب مثل "جريمة في المغرب" و"محاولة الاستيقاظ"، تفتحان الباب أمام نموذج جديد من الكتابة. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات جوهرية حول القيمة الفنية لهذه الأعمال، ومدى قدرتها على إقناع القرّاء بصدقها وعمقها العاطفي.

التحديات الأخلاقية والفنية لا يمكن تجاهلها، خاصّة عندما تصبح الحدود بين ما هو بشري وما هو آلي غير واضحة. هل يمكن اعتبار هذه الروايات إبداعًا حقيقيًا أم مجرد إعادة ترتيب ذكي للنصوص؟ وكيف يمكن للمؤسّسات الناشرة أن تضمن عدم تضليل القارئ بشأن دور الذكاء الاصطناعي في عملية الكتابة؟

مع تزايد هذه التجارب، يبرز دور الناشرين والمحررين في وضع معايير واضحة لهذا النوع الجديد من الأدب، بحيث لا يصبح الذكاء الاصطناعي مجرّد أداة لتقليل التكاليف أو تسريع الإنتاج، بل وسيلة لدفع حدود الإبداع بطرق جديدة ومبتكرة. وبينما قد يظلّ الجدل مستمرًا، فإن الواقع يثبت أن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد ظاهرة عابرة، بل لاعبًا أساسيًا في مستقبل الأدب، بقدر ما يسمح له البشر بذلك.

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

أشكال الجنس والزواج عند العرب.. الغريزة تحت الوصاية

تاريخ مشتبك من أشكال الزواج والعلاقات الجنسية وتحوُّلاتها عند العرب، في الجاهلية وبعد الإسلام، وصولًا إلى العصر الحديث

2

حيلة البقاء.. لماذا لا نستطيع التوقف عن اللعب؟

الألعاب وسيلة لتحفيز الإبداع في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت، حيث تُدمج في بيئة العمل كأداة لشحن الطاقة الذهنية وتحرير الأفكار، وليس فقط للترفيه، بهدف تعزيز الابتكار والانضباط

3

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

4

لقد تقاسموا العالم.. أغنية حزينة عن ماما أفريكا

تاريخ إفريقيا في العصر الحديث هو تاريخ نهب ثرواتها، يرصد هذا المقال مأساة إفريقيا منذ عهد جيوش الاستعمار إلى عهد الشركات العملاقة

5

من الأنقاض إلى الخوارزميات.. سوريا تعيد بناء ذاتها رقميًا

تمثل البيانات الضخمة فرصة، إذا واتتها الظروف التقنية واللوجستية المناسبة، لإنجاز كثير من المهام الكبرى في مرحلة إعادة إعمار سوريا، وإزالة آثار عقد ونصف من الحرب والشتات

اقرأ/ي أيضًا

تتقاطع صور الحريم التي صوّرها الفنّانون المستشرقون مع خطابات التحرير المعاصرة

من الحريم إلى خطاب الإنقاذ.. تشريح الاستشراق الجنسي

انطلق الاستشراق الجنسي مع الحركة الرومانسية، وتجلّى في لوحات المستشرقين التي رسمت جسد المرأة الشرقية كرمز للفتنة والخضوع، ثم تحوّل التخيل إلى أداة استعمارية، عبر خطاب "إنقاذ المرأة المسلمة"

إسراء عرفات

ليبيا
ليبيا

حقوق الإنسان في ليبيا.. سنوات الإفلات من العقاب وجرائم بلا محاسبة

من سجون طرابلس السرية إلى مقابر ترهونة الجماعية، ومن مراكز احتجاز المهاجرين، نسجت ليبيا، خلال السنوات الخمس الماضية، واحدة من أكثر سرديات العنف والإفلات من العقاب قتامة في العالم المعاصر

خالد الورتاني

اليمن

الخاص والمشترك في تجارب وأحوال الأمم

تنْبع الأخطاء المعرفية وما ينجرّ عنها من مخاطر ومفاسد عامة عن وضع ظواهر وحوادث مختلفة بالنوع والزمان والمكان في لائحة تفسيرية واحدة والتعامل معها معرفيًا وكأنها الشيء نفسه وجودًا وعدما، كمًّا وكيفا.

محمد العلائي

الاستبداد

تحولات نظام الاستبداد في المجال العربي

من طريف سجالات الصراع بين عبد الناصر والإخوان أنّه كان يتهمهم بالعمالة لبريطانيا، في حين كانوا يصرّون على اعتباره رجل الولايات المتحدة

زهير إسماعيل

الكرامة الحمصي

محمد قويض.. الكرامة في ملعب الدكتاتورية

قدّم محمد قويض أبو شاكر نموذجًا مناقضا لما واظبت السلطة على ترويجه وشكّل تفنيدًا صريحا لسرديتها وتهديدًا لسلامة مفهومها حول السلم الأهلي

حيان الغربي

المزيد من الكاتب

آية حسن حسان

كاتبة ومترجمة مصرية

الموتى الأحياء في معتقدات السلاف والأدب الروسي

كان السلاف يدفنون هؤلاء الموتى ووجوههم نحو الأسفل، وتُغلق الحفرة بعناية بالحجارة والأغصان، لاعتقادهم أن ذلك يمنعهم من الخروج من القبور والتجول ليلًا