مكتبات الطغاة

المكتبات السرية للطغاة.. جمع الكتب وتدمير المعرفة

3 ديسمبر 2024

أثارت المكتبات الشخصية التي تركها الطغاة بعد رحيلهم أسئلةً بحثيةً وعلميةً عدة، بالإضافة إلى الفضول الذي ينبع من الرغبة في الحصول على إجابة لسؤال ماذا يقرأ الدكتاتور؟ وهل تشبه طريقة تلقيه للكتب ومضمونها طريقة القارئ العادي؟ وهل لدى هذه الشخصيات التي اشتُهرت بالاستبداد والعنف والتطرف طريقتها الخاصة في القراءة؟

قد يشعر القارئ أحيانًا بالضيق حين يكتشف أن شغفه بكتاب ما، سواء كان رواية أو ديوان شعر أو حتى كتابًا بسيطًا عن الطبخ أو كتابًا ممتعًا عن التاريخ، يشاركه فيه دكتاتور دموي عنيف وطاغية على شعبه. 

قال فالتر بنيامين إننا نستطيع معرفة الكثير عن المرء من خلال الكتب التي يحتفظ بها: أذواقه واهتماماته وعاداته. فالكتب التي نحتفظ بها، والتي نتجاهلها، وتلك التي نقرأها، والتي نقرر عدم قراءتها؛ تقول شيئًا عن هويتنا.

اقترح بنيامين أن تكون المكتبة الخاصة بمثابة شاهد دائم وموثوق على شخصية جامعها. نحن نجمع الكتب معتقدين أننا نحافظ عليها، لكن الواقع أنها هي من يحافظ على جامعها. افترض بنيامين: "ليس أنهم يحيون فيه"، بل "إنه هو الذي يعيش فيهم".

لذلك، قد تساعدنا الكتب في بناء تصوّر ما عن شخصية الطغاة. وقد ذهبت عدة بحوث إلى بناء تحليل نفسي وتاريخي عن شخصياتهم من خلال الكتب الشخصية التي قرؤوها. فالكتب، بطبيعتها اللامحدودة، هي متاحة للجميع بمن فيهم الطغاة الذين يحرقونها ويمنعونها من جهة، ويجمعونها ويحتفظون بها من جهة أخرى.

 

استخدام الدكتاتور للمكتبة الشخصية

يتيح لنا كتاب "مكتبة ستالين: الدكتاتور وكتبه" (2022)، للكاتب والمؤرخ الإنجليزي جيفري روبرتس، معرفة الكتب التي ضمتها مكتبة جوزف ستالين الشخصية، والملاحظات والأفكار والتأملات التي تركها كأثر أدبي غير مقصود على صفحات تلك الكتب. 

يقول المؤرخ الإنجليزي إن ستالين استخدم مكتبته للعثور على أفكار يدعم فيها نزعته المثالية الطوباوية في تشكيل المجتمع الاشتراكي الجديد، ولذلك احتوت مكتبته الشخصية على كتب التاريخ والعسكر والسياسية. لكنها لم تقتصر على ما سبق، بل توسعت فهارس المكتبة وضمت غالبية الأعمال الأدبية الروسية والسوفيتية والأوربية في ذاك الوقت، مثل أعمال ليو تولستوي، وإميل زولا، ووليم شكسبير، ومارسيل بروست، وسرفانتس. 

كما ضمت المكتبة أيضًا كتبًا في علم نفس الأطفال والرياضة والدين، بالإضافة إلى مرض الزهري والتنويم المغناطيسي وكتبًا في نحو 40 فرعًا معرفيًا. واللافت أن ستالين صمم بنفسه نظام فهرسة خاصًا لهذه المكتبة، وأمر أمينها بالالتزام به بدقة.  

يقول روبرتس إن ستالين استطاع أن يستخدم مكتبته الشخصية لبناء صورة ذهنية مفادها أنه قارئ نهم وفيلسوف ومفكر، حيث ترك آلاف الملاحظات على هوامش الكتب والمجلدات، مدعيًا فهمًا معمقًا للنصوص.

لكنه، في الوقت الذي كان يوسع فيه عناوين مكتبته الشخصية، في تناقض صارخ ينسف تلك الصورة المتخيلة عنه كقارئ، قضى الدكتاتور السوفيتي على عشرات الآلاف من الكتب، والعديد من المكتبات، في حملته على الأقليات في الاتحاد السوفيتي وخصوصًا التتار، حيث عمد على إصدار الأوامر التي قضت، بشكل نهائي، على غالبية الكتب المكتوبة باللغة التتارية.

أما بالنسبة لأدولف هتلر ونظامه النازي، الذي أحرق آلاف المكتبات العامة والخاصة، فإن كتاب "مكتبة هتلر الشخصية"، للكاتب الأميركي تيموثي دبليو ريباك، يكشف عن جوانب مثيرة تتعلق بمكتبه. فعلى الرغم من تدمير جزء كبير من تلك المكتبة، إلا أن الفهارس المتبقية تسلط الضوء على بعض العناوين التي تتناسب مع شخصية هتلر وسيرته، بوصفه أحد أكثر الطغاة دموية في التاريخ.

ومن بين هذه العناوين، كان هناك كتاب يتناول تصنيع الغازات السامة، وعدة نسخ من كتاب "النبوءات" للفرنسي ميشيل نوستراداموس، بالإضافة إلى ستة مجلدات مكتوبة بخط يد هتلر نفسه، تتناول تاريخ الروحانيات والظواهر الخارقة للطبيعة، مما يعكس اهتمامه بالمفاهيم الغامضة التي ربما شكلت جزءًا من رؤيته للعالم.

وتُبرز مكتبة هتلر الشخصية كيف قام بتوظيف المعرفة أيديولوجيًا، ذلك أنها احتوت على العديد من الكتب التاريخية والفكرية التي استخدمها لدعم سردياته عن التفوق العرقي والهيمنة الأوروبية.

تختلف دوافع الطغاة إذن وراء تأسيس مكتباتهم الشخصية، إذ لا يسعى جميعهم وراء المعرفة أو شغف القراءة. وفي كتابه "الحياة الأدبية السرية لأوغستو بينوشيه"، يوضح الصحافي التشيلي خوان كريستوبال بينا، أن بينوشيه كان يجمع الكتب ويستولي عليها لكن دون أن يقرأ أيًا منها، حيث لم يظهر على الكتب ما يشير إلى أنها قُرأت، سواء ملاحظات أو أي آثار استخدام أخرى. 

يُعيد الكاتب السبب إلى رغبة بينوشيه في تعويض شعوره بالنقص، إذ استخدم مكتبته الشخصية الضخمة كوسيلة يستعرض من خلالها مكانته أمام بقية زملائه في الجيش. ويرى الصحافي التشيلي أن هذه المجموعة الواسعة من الكتب ليست سوى جزءًا من مسرحية ابتكرها بينوشيه ليقنع نفسه بأنه مثقف ومهم: "بينما كان يدرك في أعماقه فراغه الفكري".

إنها إذن مجرد وسيلة أراد بينوشيه من خلالها تضخيم شخصيته العامة بوصفه كاتبًا ومفكرًا، رغم محدودية تأثيره على الإنتاج الفكري والأدبي. 

 

مسموح في مكتبة الدكتاتور.. محظور في المكتبات العامة

على العكس من المكتبات العامة والخاصة في الاتحاد السوفيتي التي كانت تخضع لرقابة صارمة، ضمّت مكتبة جوزف ستالين الشخصية العديد من الكتب المحظورة في ذلك الوقت. اللافت أن قرار حظر بعض هذه الكتب صدر عن ستالين نفسه مباشرةً، حيث كان امتلاك أحد المواطنين لهذه الكتب يعرضه لخطر السجن أو الاعتقال لسنوات طويلة.

تعكس ملاحظات ستالين المكتوبة على هذه الكتب تقديره وإعجابه ببعضها، بما فيها تلك التي كانت تعارض نظامه، مثل أعمال روزا لوكسمبورغ، وكتابات عدوه الفكري ليون تروتسكي، الذي أمر باغتياله بعد أن قرأ معظم أعماله المكتوبة. 

ينطبق ما سبق على دكتاتور تشيلي أيضًا. فعلى الرغم من أن مكتبته الشخصية كانت الغاية منها التباهي فقط، على العكس من ستالين، إلا أنه احتفظ بالعديد من الكتب الإيروتيكية التي حظرها في البلاد، بل وجعل من حيازتها جريمة يُعاقب عليها بالسجن. 

العلاقة بين الدكتاتور ومكتبته الشخصية علاقة معقدة، إذ إنه يحرض على إخفائها عن أعين الناس، ويختار بحرص شديد أيضًا العناوين التي سوف تكون ظاهرة للعامة. أما بقية الكتب، فهو يحرص على إخفائها وربما يطلع قلة من الناس على عناوينها. فالسرية شروط من شروط المكتبة الشخصية للدكتاتور. أما نحن، فقد تتاح لنا معرفة محتوياتها بعد رحيل الطغاة.

علاقة الطغاة مع المكتبات والكتب متناقضة، ففي الوقت الذي يقدرونها فيه شخصيًا، فإنهم يدركون خطورة الأفكار التي تحتويها على أنظمتهم واستقرار سلطتهم. لذلك، لا يترددون في إصدار أوامر بمنع الكتب أو حرقها، وحتى اضطهاد واعتقال أو قتل مؤلفيها. ومع ذلك، يحتفظ بعضهم بشغف وفضول قراءة تلك الكتب واقتنائها في مكتباتهم الشخصية.

يعكس هذا التناقض ما وراه الجنرال رامز عليا، الذي خلف الدكتاتور أنور خوجا في رئاسة ألبانيا. فحين تساءل عن السبب وراء منع خوجا تداول بعض الكتب بين العامة، بينما احتفظ بها في مكتبته الخاصة، أجاب خوجا قائلًا: "لأن عقول الناس لم تكن مستعدة لهذه الكتب.. الأمر أشبه بالأب الذي يريد حماية ابنه من الشر". 

 

النمو على حساب مكتبات أخرى

تنمو مكتبة الدكتاتور الشخصية باستمرار ومن دون توقف، معتمدةً على أساليب عدة للحصول على الكتب التي تثير اهتمامه، والتي يستطيع أن يتباهى بها أمام الأخرين. ومن أبرز هذه الأساليب، كما يوضح المؤرخ الإنجليزي جيفري روبرتس في كتابه عن ستالين، الاستيلاء على مكتبات الآخرين دون إعادتها.

استولى ستالين على العديد من الكتب بطرق مختلفة، بما في ذلك كتب من مكتبة أستاذه فلاديمير لينين، ومجموعات من الكنيسة الأرثوذكسية، وحتى مقتنيات من المكتبة الوطنية في موسكو، وغيرها. بل وأصدر في إطار شغفه بجمع الكتب مرسومًا يلزم جميع الناشرين في روسيا بإرسال نسخة من أي كتاب جديد مباشرةً إلى مكتبته الشخصية.

وعلى مدار 41 عامًا، من 1944 وحتى وفاته في 11 نيسان/أبريل 1985، حكم الزعيم الشيوعي أنور خوجا ألبانيا بقبضة حديدية، ليصبح الحاكم المطلق الذي شكلت رغباته الشخصية وأهواؤه نقاط التحول الرئيسية في مصير البلاد. وتحت قيادته، تحولت ألبانيا تدريجيًا إلى واحدة من أكثر الدول عزلةً عن العالم، وإلى ثالث أفقر دولة في العالم، حيث ألقت سياساته المتطرفة بظلالها على حياة الشعب بأسره.

ومن أبرز قراراته المثيرة للجدل الحظر الكامل لاستيراد أي منتجات أجنبية، بما في ذلك الكتب، وهو قرار فرض عزلة ثقافية خانقة على الشعب الألباني طوال سنوات حكمه. ولذلك عانى الألبان من غياب التنوع الثقافي والمعرفي، مما جعل الوصول إلى الفكر العالمي والمصادر الثقافية شبه مستحيل.

ومع ذلك، كان خوجا هو نفسه استثناءً صارخًا لقراره الصارم. فبينما قام بمنع استيراد الكتب الأجنبية لعامة الشعب، استمر هو في طلب الكتب من المكتبات ودور النشر الفرنسية بشكل منتظم. بل إن الحكومة الفرنسية قامت بتخصيص ميزانية سنوية لتلبية طلباته الخاصة، مما مكّنه من الحصول على أحدث الإصدارات والكتب التي يرغب بها مباشرةً من فرنسا.

يكشف هذا التناقض طبيعة الأنظمة الدكتاتورية التي تفرض القيود على عامة الشعب، بينما تمنح الحكّام امتيازات استثنائية، مما يسلط الضوء على الفجوة الهائلة بين الحياة التي عاشها خوجا في ظل عزلة مختارة، وحياة شعبه الذي أُجبر على الانغلاق الكامل عن العالم.

تتوسع مكتبات الطغاة الشخصية بطرق مختلفة، من بينها الهدايا. وتُظهر سجلات الأرشيف السوفيتي أن مكتبة جوزف ستالين ضمّت عددًا ضخمًا من الكتب المُرسلة من قِبل مؤلفيها وناشريها، رغبةً منهم في أن تجد كتبهم مكانًا لها في مكتبته.

ولم تكن هذه الإهداءات مجرد تعبير عن التقدير أو الإعجاب، بل كانت وسيلة للتقرب من السلطة ومحاولة كسب رضا الزعيم. في النظام السوفيتي، كان رضا ستالين يُعتبر بوابة للحصول على مزايا عديدة مثل المناصب العليا، الدعم المادي، أو حتى الشهرة المؤقتة التي قد يمنحها ذكر اسمه على غلاف كتاب.

ومع ذلك، توضح السجلات أن غالبية هذه الكتب لم تكن لها قيمة حقيقية بالنسبة لستالين، إذ إن بعضها انتهى مصيره إلى الإهمال، فيما تم التخلص من البعض الآخر أو حتى إتلافه، مما يعكس الطابع النفعي لهذه الإهداءات أكثر من كونها علاقة ثقافية حقيقية بين المرسل والمتلقي.

من المفارقات المدهشة أن بعض الطغاة الذين عُرفوا بتاريخهم الدموي واستهدافهم المنهجي للمكتبات والكتب، بالحرق أو الحظر، كانوا في الوقت نفسه من عشاق الكتب وجامعيها، بل وحتى قرّاءً نهمين. ليس هذا فقط، بل اعتاد بعضهم على التنافس فيما بينهم، حيث كانوا يقارنون بين أحجام مكتباتهم الشخصية، التي كانوا يعتبرونها رمزًا إضافيًا لقوتهم ونفوذهم.

أما في السياق العربي، فإن العلاقة بين الطغاة والمكتبات تبقى موضوعًا غامضًا وشبه مجهول. لم يُكتب الكثير عن هذا الجانب من حياتهم، ويعود ذلك إلى ندرة المعلومات المتاحة عن حياتهم الشخصية، التي غالبًا ما تُحاط بالسرية. وبسبب غياب الأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع، فإن تتبع علاقة الطغاة العرب بالمكتبات والكتب يظل أمرًا صعبًا، إذ تعيش حياتهم الشخصية خلف ستار من الغموض الذي يفصلهم عن شعوبهم.

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

الاستعمار وخرافة العِرقْ.. الجذور الخفية للإبادة الجماعية في رواندا

تعود جذور الإبادة الجماعية في رواندا إلى حقبة الاستعمار الأوروبي، وسياساته العنصرية التي فرّقت بين الروانديين على أساس العرق الذي سعى الألمان والبلجيكيون لإثبات وجوده

2

12 يومًا هزّت العالم.. كيف سقط النظام في سوريا؟

سقط الأسد بأيدي السوريين الذين وصمهم وحاربهم وشرّدهم، ولم يكن السقوط مجرد نهاية طاغية، بل فتح مرحلة تاريخية جديدة لسوريا وشعبها، وتتويجًا لنضال عصيب

3

الإرث المرابطي في الذاكرة الموريتانية.. جدل التاريخ والهوية

تركت الحركة المرابطية إسهامات واضحة على الكثير من المظاهر الثقافية والاجتماعية والمجالية للتاريخ الموريتاني المعاصر

4

بين ناس الغيوان والألتراس.. فلسطين في وجدان الأغنية المغربية

على اختلاف ألوانها ولغاتها، خصصت الأغنية المغربية مساحة واسعة للقضية الفلسطينية تعكس مدى اهتمام المغاربة بها وتضامنهم معها

5

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

اقرأ/ي أيضًا

adb-aldktatwryt

أدب الدكتاتوريات.. هل الطغاة متشابهون في كل مكان؟

تعكس "روايات الدكتاتورية في أمريكا اللاتينية" استبداد السلطة وتأثيرها المدمر على المجتمعات، وتعرض تشابهات عديدة مع طغاة العالم العربي

يونس أوعلي

طلائع
طلائع طلائع

حزب البعث وأدلجة الطفولة في سوريا

عبر أدوات مثل الأنشطة المدرسية، الأغاني، وتكرار الشعارات، نجح النظام في تحويل العملية التعليمية إلى وسيلة لتدجين الأطفال وإخضاعهم نفسيًا وفكريًا

إسراء عرفات

سجن صيدنايا

سجون الأسد: ضرورة فهم ما يفوق "حيونة الإنسان"

تبقى سجون نظام عائلة الأسد، وعلى رأسها سجن صيدنايا، أكثر رموز حقبتهم رهبةً وقوة لما جسدته من وحشية تتجاوز حدود الخيال

حسن زايد

تمثال حافظ الأسد في شوارع حماة

12 يومًا هزّت العالم.. كيف سقط النظام في سوريا؟

سقط الأسد بأيدي السوريين الذين وصمهم وحاربهم وشرّدهم، ولم يكن السقوط مجرد نهاية طاغية، بل فتح مرحلة تاريخية جديدة لسوريا وشعبها، وتتويجًا لنضال عصيب

فريق التحرير

جبل قاسيون

جدلية الصمت في تركة الاستبداد السوري

يقودنا الفهم العميق لآليات السلطة إلى معرفة الكيفية التي حوّلت بها تلك السلطة الصمت إلى استراتيجية للبقاء، لكن في المقابل تقودنا تلك العملية إلى معرفة طرق المقاومة الخفية التي قد تنبع من هذا الصمت نفسه

رامز صلاح

المزيد من الكاتب

هاني الطلفاح

باحث وناشر سوري

مكتبات السجون السورية.. تعويض الناقص في الحياة

تتجاوز الكتب في السجون دورها التقليدي لتصبح نوافذ على عوالم محجوبة، وأداة لتوسعة ضيق جدرانها