حدائق الحيوان

حين صارت الطبيعة غنيمة.. القصة المظلمة لحدائق الحيوان

14 يونيو 2025

لم تولد حديقة الحيوان في يوم وليلة، بل لها تاريخ مديد يعود إلى الحضارات القديمة، فلطالما حاول الإنسان امتلاك الحيوانات للانتفاع بها كما هو الحال مع الداجن منها، أو لجعلها رمزًا للسلطة والقوة والمهابة، أو لاستخدامها في طقوسه الدينية، واقعيًّا ورمزيًّا.

الشكل الذي نعرفه عن حدائق الحيوان في زماننا يرتبط بأمرين مهمين، هما نشوء الرأسمالية والاستعمار، الأمر الذي يجعل من سرد قصته سردًا للتاريخ السياسي لعالمنا.

لعبت الرأسمالية مع صعودها دورًا في خلق حاجة إلى متع جديدة، مثل جمع الأشياء النادرة والغريبة، بما في ذلك الحيوانات. ومع اتساع التجارة ووصول الجيوش الاستعمارية إلى أراضٍ بعيدة، ازداد الاهتمام بكل ما هو غريب، وأدت هذه الحاجة إلى البحث عن الربح في تسليع الحيوانات.

ولولا القوى الاستعمارية، المملوءة بشعور أصحابها العظيم بالهيمنة على العالم والشعوب معًا، لما تسهّلت مهمة نقل الحيوانات من مواطنها الأصلية إلى البدان الأوروبية المختلفة، إذ باتت رموزًا للغزو والاستكشاف. كما جرى تبني بعض الحيوانات كرموز للدول والمدن، فهولندا على سبيل المثال اتخذت من الأسد رمزًا لها.

اجتماع الرأسمالية والاستعمار هو الدافع إلى إنشاء حدائق الحيوان كشكل من أشكال الترفيه، أو التثقيف، أو البحث العلمي. مع أن معظم ما يروى حول تثقيف الجمهور في عرض الحيوانات لم يكن إلا صورة رمزية لرواية التفوق الاستعماري، الذي بدأ يضاعف نشوته في الانتصار على الشعوب الأخرى، حتى صارت نشوة انتصارٍ على العالم نفسه.

هل نرغب فعلًا في التعرّف على الطبيعة عندما نذهب إلى حديقة الحيوان؟ هل نسعى بذلك للاقتراب من كائناتها؟ قطعًا لا، فالزيارة ترفيهية، والحيوانات مجرد تنويعة في برامجنا التي تحتاج إلى تجديد مستمر، لأننا انتقلنا من مرحلة الاستمتاع لأجل القدرة على الحياة، إلى الحياة لأجل الاستمتاع.

تقع حديقة الحيوان في قلب خارطة قهرية. رسمناها وصمّمناها وبنيناها بأنفسنا، وعلى مدار تاريخ طويل. وإكثارنا الادعاء بأننا نريدها لأجل العيش في الطبيعة لا يغير شيئًا في واقعنا الذي يقول، وبكل وضوح، إننا جلبناها لتكون في الجوار، على هامش حياتنا، فالعلاقة معها، سواء في حدائق الحيوان أو النباتات، أو حتى في المعالم الجغرافية، لا تعدو كونها زياراتٍ نجريها في سياحات متفرقة.

تاريخ موجز لحدائق الحيوانات كما نعرفها

يخبرنا كتاب "حديقة الحيوان: تاريخ حدائق الحيوانات في الغرب"، للمؤلفين إيريك باراتاي وإيليزابيث أردوان فوجييه، أن القصة بدأت في القرن السادس عشر، حين أصيبت أوروبا بهوس اقتناء كل ما هو نادر واستثنائيّ، من معادن وتوابل وحيوانات، وبات كل أمير أو نبيل يحرص على اقتناء مجموعته الخاصة، التي عرفت باسم "خزانة النفائس". وراحت أهمية هذه الخزانة تزداد مع الوقت، إلى أن اكتسبت مع الوصول إلى القرن السابع عشر أهمية علمية، لا سيما مع انتقالها إلى أوساط العلماء.

يقول الكتاب: "عُهد إلى الرحّالة، والعلماء في ما بعد، بالإشراف على تلك الخزانات، مثل خزانات أمراء إيطاليا وملوك فرنسا في القرن السادس عشر. إلا أن الثورة العلمية فرضت قراءة جديدة للطبيعة تبحث في الظاهرة المعتادة (الأقل إثارة للاهتمام) بدلًا من الظاهرة غير العادية، وفي قوانين الطبيعة بدًلا من عجائبها" [1].

وعلى ضوء هذا التحول، الذي ترافق مع الثورة العلمية وبزوغ القوة الاقتصادية والعسكرية؛ اشتعلت الرغبة في امتلاك الحيوانات البرية، بعد زمن طويل من الاستماع للقصص والمرويات عنها، والتي عُرفت بالمبالغات في وصفها إلى درجة تغيير ملامحها وطبيعتها. 

ولعله لم يكن هناك ما يُجسّد هذه القوة واقعيًا أكثر من الصيد، كما لم يكن هناك ما يُمثّلها رمزيًّا مثل إخضاع وحوش البراري المجهولة للرجل الأبيض، وحبسها في أقفاص قصوره وفيلاته!

عام 1660، جدّد الملك الفرنسي لويس الرابع عشر القصر الريفي المخصّص للصيد في فرساي، وجرى فيه تصميم حدائق تعرض حيوانات مختلفة، ولم تكن الاحتفالات التي تجري فيه مجرد وسيلة ترفيه وحسب، إنما طريقة للسيطرة على النبلاء وتمجيد الملك وتأكيد الولاء له. 

ربط الملك الفرنسي نفسه في احتفالاته بالاحتفالات الدينية، وفي الوقت نفسه صُمّمت الحدائق لتعطي زوّارها إحساسًا باللانهاية، وهو ما يعكس فكرة سحرية هي أنّ قدرة الملك واسعةٌ بدورها وبلانهاية، مثله مثل إله [2].

يقول المؤلفان مُلخّصَيْن ذلك كله: "كان الغرض من معرض الحيوانات الاحتفاء بالملك ومجده. فهو يُوضح طبيعته الاستثنائية، مثل سائر قصر فرساي، عظمته وسلطته وسموه فوق النبلاء والرعايا، وهيبته وتفوقه على القوى الأجنبية. لكنه يُمجّد أيضًا سلطته على الكون، فعن طريق مزج الطبيعة والثقافة، لا تلبي عمارة معرض الحيوانات متطلبات البراعة والحرفية التي تتسم بها الباروكية وحسب، وإنما تسمح للثقافة باحتواء الطبيعة، وجمعها حول الملك الذي يستطيع من مجلسه في الصالة المركزية رؤية كل ما فيها بنظرة واحدة" [3].

هناك نقطة تحول تاريخية مهمة للغاية، وهي الفيلا، فهذا الاختراع الإيطالي الذي يقوم على مبنى راق يقع خارج المدن، بعيدًا عن الصخب والضوضاء، وعلى العكس من القصور المنغلقة بالأسوار، ذات الحياة الداخلية، تكون الفلل مفتوحةً على الخارج، ولا تفصلها عنه أسوار أو أسيجةٌ، وكأنها جزء منه.

كان الشاعر والمهندس المعماري الإيطالي ليون باتيستا ألبيرتي أحد المؤثرين في تطور مكانة وأهمية الفيلا، فمن خلال كتاباته وتصميماته أكد أن الفيلا مقرّ ريفيّ يتميز بمبادئ معمارية وجمالية خاصة، إذ إنها مكان للترفيه والنشاط معًا، وبهذا أصبحت رمزًا للحياة المثالية في عصر النهضة.

تنتمي فكرة إزالة الأسوار والالتحام بالأفق والعالم الطبيعي إلى صميم الثورة العلمية، التي قدّمت نهجًا جديدًا لدراسة الطبيعة، عبر الملاحظة والتجريب والبرهان، من أجل فهم طريقة عمل الكون، بعد زمن طويل من الاعتماد على الموروثات الأسطورية والمعتقدات الدينية.

بعدما أخذت الأنظمة القديمة الإنسان للعيش في القصور، أو أبنية المدن، بعيدًا عن العالم الطبيعي، ها هي ذي الرأسمالية تعود به إلى عالمه الأصليّ مرة ثانيةً، لكن لأجل هدف جديد، هو السيطرة عليه وتطويعه للخضوع لمصالحه، كما سوف يطبع ذلك عالمنا حتى يومنا.

ضمن هذه المسارات التاريخية المتقاطعة بين الرأسمالية والاستعمار والثورة العلمية وُلدت حديقة الحيوان. ويمكن اعتبار قصر فرساي في عهد الملك لويس الرابع عشر النموذج الأول والأبرز لحديقة الحيوان المتكاملة، لكن تلك الحديقة ظلّت حكرًا على النبلاء فقط، إلى أن جاء القرنان السابع والثامن عشر لتبدأ الحدائق بالانتشار، خصوصًا مع انتشار نموذج الفيلا، حيث امتلكت كل واحدة حيواناتها الخاصة.

إلى جانب ذلك، راحت تقام بعض المعارض الثابتة والمتجولة لحيوانات مُدربة على الحيل وقرع الطبول. بالتوافق مع دعوة العلماء والمفكرين لإنشاء مؤسسات علمية للحيوانات، كما في دعوة كل من فرنسيس بيكون ورينيه ديكارت [4].

مع بداية القرن التاسع عشر وُلدت حديقة الحيوان، لكنها مرت بتحولات عديدة، حتى وصلت إلى الشكل الذي نعرفه في يومنا هذا. ولعل التحول الأهم بين كل ما جرى هو الحركة التي قام بها تاجر الحيوانات الألماني كارل هاغنبك، الذي ألغى فكرة الأقفاص.

كارل هاغنبك وحديقته

تأسست شركة هاغنبك على يد تاجر الأسماك الألماني غوتفريد هاغنبك (1810 - 1887)، الذي كان يملك متجرًا في مدينة هامبورغ، وحدث أن حصل على 6 فقمات من القطب الشمالي، وقرّر عرضها للعموم مقابل رسم دخول. 

حين تولى ابنه كارل هاغنبك (1844 - 1913) الإدارة وسّع التجارة، وتخصص في الحيوانات البرية، وأصبح رائدًا في السوق العالمي، إذ كانت لديه اتصالات مع التجار والصيادين والأثرياء.

في عام 1907، أقام منشأة خارج مدينة هامبورغ، سمّاها "حديقة حيوان هاغنبك" (Tierpark Hagenbeck) لا تزال قائمة مكانها حتى هذه اللحظة.

سعى هاغنبك لتصميم حديقته بشكل يمنح الزائر إحساسًا بالواقعية، فألغى الأقفاص واستخدام الخنادق المملوءة بالماء أو الحُفر التي لا تستطيع الحيوانات عبورها، وجاءت خبرته من عمله الطويل مع السيرك ومعرفته بخصائص وقدرة كل حيوان، وأحدث بذلك ثورة في تخطيط الحدائق.

كان الرجل مغرورًا إلى حد كبير كما يروى عنه، وكما يبدو في كتابه، ولهذا لم يكن غريبًا أن يصف حديقته بالجنة التي تعيش فيها الحيوانات جنبًا إلى جنب في وئام، بعدما قُضي على الصراع من أجل البقاء.

عندما توفي هاغنبك عام 1913، واصل أبناؤه أعمال العائلة. ولا تزال مملوكة للعائلة اليوم، لكن الغريب أن الحديقة ترفض فتح أرشيفها أمام الباحثين، الأمر الذي يثير شكوكًا حول الأسرار التي لا يرغبون بعرضها على الجمهور.

حديقة البشر

في كتابه "Von Tieren und Menschen"، ادعى هاغنبك أنه أول من قدم العروض العرقية أو الإثنوغرافية، وهذا ليس صحيحًا، فكثير من المواد الأرشيفية تُظهر أنه حضر عروضًا عرقية بنفسه في صباه.

شارك في المعارض العرقية مئات من المشاركين، وتم بناء قرى بأكملها تظهرهم وكأنهم يعيشون فيها. كما تم بناء نسخ طبق الأصل من الأهرامات والمعابد الهندية كخلفيات للعروض.

مع ظهور السينما، دخلت هذه العروض في منافسة مع الأفلام التي قدمت طريقة ملائمة لعرض الثقافات الأجنبية. في الوقت نفسه، غدا من الصعب العثور على السكان الأصليين بحيث يكونون "أجانب" بما يكفي ليعجب الجمهور الألماني.

عدد قليل من العارضين جاؤوا من المستعمرات الألمانية، إذ جُنّدت المجموعات من خلال شبكات تجارة الحيوانات العالمية، وجاء المشاركون من مستعمرات أخرى، لهذا كان لا بد من الحصول على موافقة القوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى.

في أوائل عام 1870، كانت أولى الضحايا في حديقة البشر الألمانية مجموعة من سكان لابلاند، الذين عُرِضوا في بيئة قُصد أن تبدو كواحدة من قراهم. ولابي إقليم في الشمال الفنلندي [5]. بعد ذلك ركب المصريون على جمال أمام أهرامات مصنوعة من الورق، وظهر سكان منطقة تييرا ديل فويغو في أكواخ. ولأن فترة العروض طويلة، وظروف العمل سيئة، ماتت عام 1880 عائلة من الإنويت بمرض الجدري لأنه لم يتم تطعيمهم [6].

كانت هناك ثلاثة معايير رئيسية لتجنيد المجموعة العرقية: 1) أن يختلفوا قدر الإمكان عن الأوروبيين من حيث المظهر والثقافة 2) يجب أن يكون لهم حضور جسدي بارز، في الخصوصية العرقية، أو في القبح، أو أن يتميزوا بملابسهم 3) أن يجد الأوروبيون منازل وملابس العارضين جميلة ومثيرة للاهتمام [7].

عند وصوله إلى السلطة عام 1933، حظر النظام النازي العروض العرقية، لأنه لا يمكن منع الاتصالات الودية، خاصة الجنسية، بين الألمان والمشاركين في العرض العرقي، بحسب الأيديولوجيا النازية [8].

وإن كانت عروض هاغنبك في هامبورغ كانت تتم عبر عقود واتفاقات مع العارضين، إلا أن هذه العروض اتخذت شكلًا أكثر إذلالًا في أمكنة أخرى، ففي بلجيكا، مثلًا، أقيمت عروض حية لأشخاص من الكونغو، عرفت باسم "حديقة حيوانٍ بشرية"، يقول تقرير نشرته صحيفة الغارديان: "في صيف عام 1897، جلب ليوبولد الثاني، ملك بلجيكا، 267 كونغوليًا إلى بروكسل، ليظهروا في عرض حول قصره الاستعماري في مدينة تيرفيرين، شرق بروكسل، وللاستمتاع بالتجديف في قواربهم على البحيرات الملكية. وقد زار هذا العرض 1.3 مليون بلجيكي، من أصل عدد سكانها الذي يصل إلى أربعة ملايين نسمة، وساروا على جسر من الحبال لكي يتمكنوا من الحصول على أفضل منظر! كان ذلك الصيف باردًا بشكل قارص، مما أدى إلى وفاة سبعة من الكونغوليين بسبب إصابتهم بالالتهاب الرئوي والإنفلونزا، وألقيت جثثهم في مقبرة جماعية لا تحمل أية علامات في المقابر المحلية. وعلى الرغم من أن معرض عام 1958 كان أصغر من معرض 1897، إلا أنه كان مماثلًا له في المضمون، فأقيمت قرية بتصميم تقليدي، وُضع فيها الكونغوليون لأيام، بينما سخر منهم الرجال والنساء البيض الذين وقفوا على حافة السياج. كتب أحد الصحفيين ممن كان ضمن المتفرجين في ذلك الوقت، يصف تفاعل الزوار مع الكونغوليين الذين سلبت منهم حريتهم ووضعوا في هذه الحدائق: (إذا لم يكن هناك رد فعل، فإنهم يلقون المال أو الموز عبر أقفاص الخيزران)" [9].

ما الذي نريده من حديقة الحيوان؟

هل تتماشى حدائق الحيوان مع قيم عصرنا؟ هذا السؤال يزداد إلحاحًا في السنوات الأخيرة، وانطلاقًا منه يجادل نشطاء حقوق الحيوان بأنه من غير الممكن منح حيوانات البرية حياةً مناسبةً، وعادلةً، من خلال أسرها مدى الحياة لمجرد ترفيه الناس.

غالبًا ما تموت هذه الحيوانات قبل أوانها، ونادرًا ما تتكاثر لأنها تعاني من طرق عيشها، الأمر الذي يدفع إلى اصطياد المزيد من الحيوانات الجديدة، هذا غير أن كل حيوان يصل إلى حديقة من الحدائق يقابله موت عدة حيوانات أخرى في البراري، فلا يزال الصيادون يقتلون الآباء والأمهات من أجل الظفر بالحيوانات الصغيرة.

في سياق المراجعة الأخلاقية المستمرة، تجد حدائق الحيوانات نفسها مرغمة على الاعتذار عن خطاياها العديدة، من اضطهاد الحيوانات، إلى التسبّب في انقراض أنواع كثيرة منها، إلى إنشاء حدائق بشرية، وصولًا إلى تجسيدها الحي لفكرة الاستعمار، كونها المثال الأبرز للسطو العلنيّ على مفردات مكان آخر، وفوق ذلك كله تحضر كدليل على غرور الاعتقاد الزائف بسيطرة الإنسان على الطبيعة، التي قادتنا إلى هذه اللحظة  الغارقة في التلوث البيئي والتغير المناخي والمصير الجماعي القاتم.

ولا ننسى مكانتها الأساسية في عالم الترفيه الذي لا يبالي بما يحدث للآخر، حيوانًا كان أو إنسانًا، ما دام قادرًا على إمتاع من يمتلك إمكانية دفع الفواتير.

ستدافع حدائق الحيوان عن نفسها بأنها قرّبت العوالم الطبيعية من بعضها البعض، كما منحت الجميع، خصوصًا من لا تخولهم إمكانياتهم المادية من السفر إلى البراري، فرصةَ التعرّف على حيوانات عالمهم عن قرب. هذا كله مع المساهمة النوعية في توفير ما يحتاجه العلماء والباحثون لدراسة حيوانات عالمنا، وفهم خصائصها بشكل منهجي دقيق.

لطالما تعلّم الإنسان من الحيوان، فعنه أخذ صنع السلاح والملابس، ومنه تعلّم التنبؤ بالطقس والصيد والتكيف، وعلى سلوك طيوره وبهائمه بنى معارفه واستخلص دروسًا فلسفية وأخلاقية. لكن ماذا أخذ الحيوان في المقابل من الإنسان؟ سؤال يبقى مطروحًا على كل واحد منا، فالمسؤولية فردية بمقدار ما هي جماعية أيضًا. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مراجع:

[1] - إيريك باراتاي وإيليزابيث أردوان فوجييه، حديقة الحيوان: تاريخ حدائق الحيوانات في الغرب، ترجمة هدى فوزي (أبو ظبي: مشروع كلمة 2013) ص 36

[2]-المصدر نفسه، الصفحات: من 55 إلى 58

[3] - المصدر نفسه، ص 60.

[4]- المصدر نفسه، ص 78.

[5] - ارييل دورفمان، "حدائق الحيوان "البشرية".. مشاهد من فاشية الغرب الباقية"، ألترا صوت 19 تموز/يوليو 2018، https://edgs.co/0odhc

[6] - Annika Zeitler- Rayna Breuer, Carl Hagenbeck: Inventor of the modern animal park, Deutsche Welle, 06/11/2019, https://2u.pw/Zwyno14 

[7] - المصدر نفسه. P 53.

[8] - Dagnosław Demski, Dominika Czarnecka (Hrsg.): Staged Otherness. Ethnic Shows in Central and Eastern Europe, 1850–1939, Central European University Press, 2021. P 50.

[9] - دانيال بوفي، بعد 60 عامًا على آخر "حديقة حيوان بشرية".. بلجيكا تتطهر من ماضيها المظلم، الترا صوت 21 نيسان/أبريل 2018: https://edgs.co/vhy9n

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

فن التلاوة: مِن ماضٍ عريق إلى حاضر مليء بالأزمات

قراءة في رحلة فن التلاوة العريق من ماضٍ حافل بالقراء الكبار، إلى حاضر مليء بالأزمات

2

حيلة البقاء.. لماذا لا نستطيع التوقف عن اللعب؟

الألعاب وسيلة لتحفيز الإبداع في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت، حيث تُدمج في بيئة العمل كأداة لشحن الطاقة الذهنية وتحرير الأفكار، وليس فقط للترفيه، بهدف تعزيز الابتكار والانضباط

3

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

4

المتنبي مثقفًا: التوازن المستحيل بين الوعي والمصلحة

محاكمة لشعر المتنبي في ضوء المعايير الأخلاقية التي يُفترض أن ترسخها الثقافة.

5

للكتاب آباءٌ شتّى: عن سُلطة المُترجم وتشكُّلات النص

عن سُلطة المُترجم على النص وحدودها، وعلاقاتها مع الكاتب والناشر والقارئ

اقرأ/ي أيضًا

فن التلاوة بين ماضٍ عريق وحاضر مأزوم (ميغازين)

فن التلاوة: مِن ماضٍ عريق إلى حاضر مليء بالأزمات

قراءة في رحلة فن التلاوة العريق من ماضٍ حافل بالقراء الكبار، إلى حاضر مليء بالأزمات

هيثم أبو زيد

الألعاب القديمة
الألعاب القديمة

حيلة البقاء.. لماذا لا نستطيع التوقف عن اللعب؟

الألعاب وسيلة لتحفيز الإبداع في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت، حيث تُدمج في بيئة العمل كأداة لشحن الطاقة الذهنية وتحرير الأفكار، وليس فقط للترفيه، بهدف تعزيز الابتكار والانضباط

حسام هلالي

النقود

تاريخ موجز للنقود.. من أوعية الملح إلى سلاسل البلوكتشين

كان الناس يثقون في الطين الذي يرمز إلى الشعير. ثم في الملح، ثم في الذهب، ثم انتقل إلى النقود المعدنية المزخرفة، ثم الأوراق النقدية التي تطبعها الدولة

حسن زايد

الكسكسي المغربي

قبل أن يصبح الكسكس أيقونة.. كيف تفاوضت المائدة المغربية مع المجاعات؟

لعبت المجاعات والكوارث الطبيعية دورًا محوريًا في تشكيل الذوق الغذائي للمغاربة، بعيدًا عن الصورة الرومانسية المروّجة عن "الكسكس" و"الأتاي" كرموز ثقافية فقط

عبد المومن محو

جواز

الجغرافيا ليست كما تراها.. حين يرسم جواز السفر خريطة أخرى

سيُصاب كثير من المسافرين بخيبة أملٍ كبيرة، حين يتحوّل جواز السفر من وثيقة عبور إلى تهمة يُجبَر صاحبها على حملها

فريق التحرير

المزيد من الكاتب

رائد وحش

كاتب وشاعر فلسطيني - سوري

ريبربان: تاريخ ألمانيا الحديث في شارع دعارة

يقف ريبربان كعلامة متطرفة على الحرية في قلب حي سانت باولي، معقل اليسار في مدينة هامبورغ، الذي يجذب النشطاء والحركات البديلة ويرحّب بالثقافة المضادة للنظام الرأسمالي

الشهادة والشهداء.. الموت من المقدس إلى العادي

كيف ولد مفهوم الشهيد وكيف تطور عبر الزمن؟ وهل كل من يموتون في الحروب شهداء؟ وهل الشهيد شخص عادي أم أسطوري؟

لبنان.. صُور ومرايا بلدٍ يصر على مواصلة الحياة

يعكس لبنان فوضى وتعقيدات وهشاشة المنطقة، وتظهر فيه كل مفارقاتها

من يمتلك الإنترنت؟

تقول ولادة شبكة الإنترنت الكثير من ناحية تحولها إلى مجال للسيطرة والربح، خصوصًا حين نضع نصب أعيننا أنها استراتيجية اتصالية أميركية

المرآة.. عين العالم الكبيرة

تتجاوز علاقتنا بالمرايا مجرد رؤية ذواتنا إلى رمز فلسفي يعكس الهوية ويفتح باب التساؤلات حول الغامض والمجهول

الأدب العربي والترجمة.. ورطة ثقافية

ستظلّ الترجمة الأدبية واقعة في حيّز القوة المختلة ما دام العمل عليها، والسعي المحموم نحوها، يجري بهذه الطريقة العشوائية والفردية دون وجود مشاريع منهجية لنقل الأدب العربي إلى اللغات الأخرى