المجاعة الصامتة

المجاعة الصامتة: التلوث البيئي وجهٌ آخر لأزمة الغذاء

31 مايو 2025

تطوَّر تعريف "الأمن الغذائي" على مر السنين استجابةً لتغيرات المشهد الاقتصادي والسياسي والقضايا الرئيسية التي تؤثّر على الغذاء والجوع.  ويشتمل الأمن الغذائي اليوم على أربع ركائز، وهي: التوافر، والوصول، والاستخدام، والاستقرار. وغالبًا ما تُعتبر هذه الركائز متسلسلة إذ يجب توفير الغذاء أولًا، ثم ضمان وصول الجميع إليه، ثم ضمان الاستخدام الأمثل له، بينما يُنظر إلى الاستقرار على أنه بُعدٌ شامل ومستدام، يرتبط بتقلبات السوق في أسعار المواد الغذائية وكمياتها. وتعتبر هذه الركائز مترابطة، وجميعها متساوية الأهمية لتحقيق الأمن الغذائي.

وتُعدّ الصراعات والحروب، وتغيّر المناخ، أبرز العوامل الرئيسية التي تحدد توافر الغذاء وضمان سلاسل الإمداد، إلا أن عاملًا بيئيًا آخر لا يقلّ أهميةً، أصبح يشكل اليوم تحديًا كبيرًا لإنتاج الغذاء العالمي وتوافره، وجودته، وتأثيره على صحة الإنسان، إنه التلوّث البيئي وما يخلفه من آثار على الزراعة والإنتاج الغذائي.

التلوث البيئي: الوجه الآخر لأزمة الغذاء

يترك التلوّث البيئي، سواءً كان تلوّثا في التربة أو المياه أو الهواء، آثارًا سلبية على الزراعة، مُشكلًا تهديدًا خطيرًا للأمن الغذائي العالمي، إذ يهدّد نمو المحاصيل الأساسية الرئيسية كالأرز والذرة وفول الصويا والقمح، ويُقلل من القيمة الغذائية لبعض الأغذية.

يؤثّر التلوّث البيئي على الأمن الغذائي بتلويث المحاصيل وتقليل الإنتاجية الزراعية، فعندما تدخل الملوثات، مثل المعادن الثقيلة أو المبيدات الحشرية إلى التربة أو الماء، فإنها تتراكم في المحاصيل، وتجعلها غير صالحة للاستهلاك.

ولا تقتصر هذه الملوثات على الإضرار بصحة الإنسان فحسب، بل تُعيق نمو النباتات أيضًا، وتُضعف بالتالي جودة وكمية الغذاء المُنتج، وقد يؤدي هذا إلى نقص في الإمدادات الغذائية الأساسية، لا سيما في المناطق التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الزراعة المحلية. علاوةً على ذلك، يُلحق التلوّث البيئي الضرر بالنظم البيئية الأساسية لإنتاج الغذاء.

على سبيل المثال، يُؤثر التلوّث البحري سلبًا على أعداد الأسماك، المصدر الرئيسي للبروتين للعديد من المجتمعات، وبالمثل يُمكن أن يُقلّل تلوّث الهواء من إنتاجية المحاصيل عن طريق إتلاف الهياكل النباتية والحد من عملية التمثيل الضوئي، مما يؤثر بشكل مباشر على توافر الغذاء ويزيد من خطر ندرة الغذاء.

نستعرض في هذا المقال أشكال التلوّث الثلاثة الرئيسية التي تهدّد الزراعة والأمن الغذائي، وهي: تلوث التربة، وتلوث المياه، وتلوث الهواء. كما نناقش أهم الملوثات البيئية المؤثرة على إنتاج الغذاء، مثل المواد الكيميائية والجزيئات البلاستيكية الدقيقة ومخلفات الحرب.

تربة سليمة لغذاء سليم

يرتبط الإنسان بشكل وثيق بالتربة، التي تعدّ أساسًا لأنظمة غذائية مرنة، فهي المصدر لأكثر من 95% من غذائنا، وهي التي تزودنا بـ 15 من العناصر الكيميائية الطبيعية الضرورية للنباتات، لكنها مع ذلك تواجه تهديدات خطيرة ناجمة عن التدهور و التآكل والتلوّث والاستخدام غير المستدام للأراضي.

يُعدّ تلوّث التربة من أبرز تحدّيات الأمن الغذائي، فالتربة أساس الزراعة، وقد تتلوّث بملوثات متنوعة، بما في ذلك المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الصناعية، ولا يؤثّر هذا التلوّث على غلّة المحاصيل فحسب، بل يؤثر أيضًا على سلامة وجودة الغذاء المُنتج.

يمكن أن تتراكم المعادن الثقيلة، مثل الرصاص والكادميوم والزئبق، في التربة نتيجةً للأنشطة الصناعية والتعدين والتخلص غير السليم من النفايات الإلكترونية، وكذلك من مخلفات الحروب والمواد المتفجرة. 

وإضافةً إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل، تشكّل التربة الملوثة خطرًا جسيمًا على صحة الإنسان والنظم البيئية، وتهدد جودة المياه والسلامة الغذائية، وقد يستمر تلوّث التربة بالمعادن السامة لعقود طويلة.

يقدّر الباحثون أن حوالي سدس الأراضي الزراعية في العالم ملوّثة بالمعادن الثقيلة السامة، مع وجود ما يصل إلى 1.4 مليار شخص يعيشون في مناطق عالية الخطورة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب الدراسة التي أجرتها الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS) ونُشرت مؤخرًا في مجلة ساينس، فإن ما يقرب من 14 إلى 17% من الأراضي الزراعية على مستوى العالم ــ أي ما يعادل 242 مليون هكتار تقريبًا ــ ملوّثة بما لا يقل عن معدن سام واحد مثل الزرنيخ، أو الكادميوم، أو الكوبالت، أو الكروم، أو النحاس، أو النيكل، أو الرصاص، بمستويات تتجاوز عتبات السلامة الزراعية والصحة البشرية.

واعتمدت الدراسة، بيانات من أكثر من 1000 دراسة إقليمية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى استخدام تكنولوجيا التعلم الآلي.

ويمكن أن يكون للتخلص من النفايات الصناعية والمواد الكيميائية في التربة عواقب وخيمة، فهذه المواد الكيميائية قد تُخلّ بتوازن العناصر الغذائية في التربة وتُضعف قدرتها على دعم نمو صحي للنباتات، ويُمثّل تلوّث التربة بالمواد الكيميائية الصناعية مشكلةً كبيرةً في أنحاء كثيرة من العالم، وخاصةً في المناطق التي تُعاني من سوء إدارة النفايات.

مياه ملوَّثة وغذاء مهدد

تلعب المياه دورًا هامًا في إنتاج الغذاء، لا سيما من خلال ريّ المحاصيل، و تُشكّل الزراعة المروية 20% من إجمالي الأراضي المزروعة، ويُحصد حوالي 40% من إنتاج المحاصيل عالميًا من الأراضي المروية.

ترتبط أنظمة الغذاء بموارد المياه بشكل قوي، وتُعّد موارد المياه مدخلًا أساسيًا لأنشطة أنظمة الغذاء مثل الإنتاج الزراعي وتربية الأحياء المائية وتجهيز الأغذية واستهلاكها، وفي تحقيق الأمن الغذائي، أي هدف التنمية المستدامة للقضاء على الجوع.

وعلى العكس من ذلك، تؤثر أنشطة نظام الغذاء أيضًا على موارد المياه من خلال استنفاد المياه الجوفية والتلوّث غير النقطي من الزراعة، أو تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة بشكل سيئ. 

يُستخدم حوالي 70% من المياه العذبة المتاحة اليوم في الزراعة، بدءًا من الري واستخدام المبيدات الحشرية، وصولًا إلى استخدام الأسمدة وتربية الماشية، ومع استمرار نمو سكان العالم، وبحلول عام 2050، يحتاج العالم إلى زيادة تقدر بنحو 50% من الإنتاج الزراعي وزيادة 15% في سحب المياه العذبة لإطعام سكان الأرض المقدر عددهم بتسعة مليارات نسمة حينئذٍ.

يتأثر طعامنا بشكل كبير بتلوّث المياه، وقد تستقر المواد الكيميائية الموجودة في الماء في النباتات والماشية، وتصبح غير صالحة للاستخدام البشري، كما يؤدي تلوّث المياه إلى نمو البكتيريا المسببة للأمراض ومسببات الأمراض الأخرى في الماء، مما يضر بالمحاصيل والماشية، ويمكن أن تشكّل هذه المواد خطرًا على صحة الإنسان، وقد تؤدي إلى أمراض منقولة بالغذاء وغيرها من الأمراض.

يُعدّ تلوّث المياه مسؤولًا عن وفاة ملايين البشر سنويًا، ويمكن أن يأتي التلوّث من مصادر متعددة، بما في ذلك مياه الصرف الصحي، حيث تتدفق أكثر من 80% من مياه الصرف الصحي في العالم إلى البيئة دون معالجتها، بالإضافة إلى مياه الصرف الزراعي والصناعي، إذ تتسرب المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية السامة إلى المياه الجوفية وشبكات المياه العذبة المجاورة، ونتيجةً لذلك، تتلوّث موارد المياه الثمينة، ما يُؤدي إلى نقص المياه العذبة ومياه الشرب المتاحة. 

ويشكل الزرنيخ في المياه الجوفية مشكلة أخرى على مستوى العالم، ومصدرًا مهمًا لتلوّث التربة السطحية، ويمكن أن يتراكم الزرنيخ بيولوجيا أيضا في الخضروات والأرز والمحاصيل الأخرى، ويشكل خطرًا على تلوّث سلسلة الغذاء وصحة الإنسان.

تلوّث الهواء والزراعة: ثنائية لا تنفصل

يرتبط تلوّث الهواء بالزراعة بروابط وثيقة ومتبادلة، فكما يؤثر تلوّث الهواء على حجم المحاصيل وسلامة الغذاء، تشكّل الزراعة والإنتاج الزراعي والحيواني عوامل إضافية أيضًا لتلوّث الهواء.

تعطّل المواد الكيميائية الضارة الملوثة للهواء وظائف النبات الطبيعية بشكلٍ كبير، ويُمكن أن تؤثر على الفاكهة والخضروات والأشجار بطرقٍ عديدة مثل إتلاف الأوراق أو تحوُّلها إلى اللون الأصفر بسبب نقص تركيز الكلوروفيل المسؤول عن التمثيل الضوئي.

يعيق تلوّث الهواء والضباب الدخاني أيضًا نمو الأزهار وقد يدفعها لتزدهر في وقت متأخر، علاوة على ذلك، قد لا تزهر بعض الأنواع الحساسة تمامًا عند تعرضها لمستويات عالية من التلوّث.

على سبيل المثال، يكتسب غاز الأوزون أهمية كبرى في الطبيعة، فهو الدرع الذي يحمي من وصول أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة إلى الأرض، والتي تتسبب بآثار ضارة على صحة الإنسان والنظم البيئية.

أما على سطح الأرض فإن للأوزون الأرضي الملوث للهواء آثارًا ضارة كبيرة، إذ تتلف المستويات العالية منه أنسجة النباتات، وتعيق نموها، وتقلل من إنتاجية بعض المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح وفول الصويا والأرز الحساسة بشكل خاص للأوزون.

يؤدي تلوّث الهواء أيضًا بملوثات مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين إلى هطول أمطار حمضية تضر بالمحاصيل وتؤثر سلبًا على جودة التربة وتحد من تنوع النباتات التي يمكن أن تنمو فيها.

وإلى جانب أضرارها الصحيّة المباشرة على الإنسان والبيئة، يساهم انبعاثات الملوثات الغازيّة بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى تقلبات في أنماط الطقس، وموجات جفاف، وفيضانات، تعطل دورات إنتاج الغذاء، وتؤثر على غلة المحاصيل وصحة الماشية، وبالتالي نقص إمدادات الغذاء وارتفاع أسعاره.

الملوثات الكيميائية من الحقول إلى خلايا الإنسان

التلوّث الكيميائي هو وجود مواد كيميائية غير مرغوب فيها في الغذاء أو الأعلاف، وقد تكون هذه المواد صناعية أو طبيعية، وقد تُسبب آثارًا سلبية على صحة الإنسان عند تناولها.

تتلوّث البيئة بمواد كيميائية ومعادن ثقيلة يمكن أن تصل إلى النباتات والمحاصيل الزراعية من خلال الماء والتربة والهواء، أو المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة.

وتؤثر هذه الأنواع من الملوثات على الكائنات الحيّة من خلال عملية تسمى التراكم الحيوي، حين تدخل الملوثات إلى السلسلة الغذائية، ويستمر الملوث في التراكم، ويتزايد تركيزه، أثناء انتقاله إلى أعلى قمة السلسلة الغذائية.

يشمل التلوّث الكيميائي الملوثات الكيميائية الموجودة في مصادر مياه الشرب أو الهواء أو التربة، والتي قد تكون ناجمة عن عوامل طبيعية أو بيئية، وتنتشر الملوثات البيئية على نطاق واسع، مثل الرصاص والمعادن الأخرى في التربة الزراعية، والكادميوم في محاصيل الأرز، والبلاستيك الدقيق في البيئة البحرية، والمواد الكيميائية الزراعية في المزارع، وحتى العناصر المشعة.

وتشمل مصادر تلوّث الغذاء الأخرى بيئة الإنتاج والأنشطة البشرية أثناء إنتاج المواد الخام، إذ يمكن للمواد الكيميائية والممارسات الزراعية غير المنظمة، مثل الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة والمضادات الحيوية والأدوية البيطرية الأخرى، أن تلوّث التربة ومصادر الري والمحاصيل الغذائية والحيوانات بشكل كبير، ويمكن أن تنتقل بقاياها إلى المواد الخام النهائية المستخدمة في تحضير الطعام .

كما قد تدخل الملوثات الصناعية، مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور والديوكسينات، إلى السلسلة الغذائية عبر النباتات والماء، وتتراكم هذه الكيماويات في الأنسجة الدهنية للماشية والدواجن والأسماك، ويُشكل استهلاك المنتجات الحيوانية التي تحتوي على هذه الملوثات مخاطر صحية على البشر.

ويهدد التلوّث بالجزيئات البلاستيكية الدقيقة (المايكروبلاستيك)، ملايين البشر بالمجاعة، إذ يؤدي إلى خفض إمدادات الغذاء بشكل كبير من خلال الإضرار بقدرة النباتات على التمثيل الضوئي.

والمايكروبلاستيك هو جزيئات بلاستيكية صغيرة يقل قطرها عن 5 مليمترات، ويوجد في الطبيعة نتيجة تفكك وتكسر القطع البلاستيكية الأكبر حجمًا، أو تحللها كيميائيا، أو تآكلها إلى قطع أصغر بسبب العوامل البيئية، مثل أشعة الشمس وأمواج المحيط، والإجهاد الميكانيكي.

تشير تقديرات العلماء إلى أن ما بين 4% و14% من المحاصيل الأساسية في العالم، من قمح وأرز وذرة، تُفقد بسبب الجسيمات الدقيقة المنتشرة، وقدر الباحثون أن التلوّث بالبلاستيك الدقيق قد يزيد عدد المعرضين لخطر المجاعة بنحو 400 مليون شخص آخر في العقدين المقبلين، وربما يزداد سوءًا مع تزايد تدفق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى البيئة.

كما أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات التي قد تنشأ من تحلل المنتجات البلاستيكية اليومية، يمكن أن تلحق الضرر بأمعاء النحل وتصل إلى أدمغتها، وتؤثر على ذاكرتها وقدرتها على التعلم، كما قد تؤدي إلى قتلها مباشرة.
ولا يقتصر دور النحل على توفير العسل الذي يلعب دورًا هامًا في النظام الغذائي للإنسان، بل تساهم الملقحات أيضًا بشكل مباشر في الأمن الغذائي، وتعتمد أكثر من 75% من المحاصيل الغذائية و35% من الأراضي الزراعية العالمية على الملقحات الحيوانية وعلى رأسها النحل.

ووجدت الدراسة أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تزيد من معدل وفيات نحل العسل بنسبة تصل إلى 25%، وفيما لو نجت الحشرات، فقد تتأثر صحتها بشكل كبير، حيث تفقد شهيتها ووزنها، وقد تفقد شعيراتها ويصبح لونها أغمق، وهو ما يلحق الضرر بإنتاج العسل عالميًا، ويهدد عملية التلقيح الطبيعية للمحاصيل.

مخلفات الحروب: غزة نموذجًا

تلحق الذخائر المستخدمة في الحروب والصراعات ضررًا كبيرًا بالتربة، من خلال ما تحتويه من مواد كيميائية متفجرة مثل مادة (TNT) ومعادن ثقيلة شديدة السمية مثل الزئبق والزرنيخ والرصاص والكادميوم التي تدمّر الخلايا وتسبب السرطان ويمكن أن تؤدي إلى تشوهات خلقية لدى الأجنة، واضطرابات في النمو والإجهاض.

وفي قطاع غزة، حيث تستحوذ الزراعة على أكثر من 40% من مساحة الأراضي وتساهم في توفير حوالي 20 إلى 30% من الأغذية المستهلكة يوميًا، يعاني اليوم حوالي نصف مليون شخص أو 22% من السكان من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي بينما يواجه جميع السكان تقريبًا، أي 2.15 مليون نسمة، درجة من درجات انعدام الأمن الغذائي ترقى إلى مستوى أزمة.

وكشف تحليل أجرته منظمة الأغذية والزراعة (FAO) لبيانات الأقمار الصناعية بين مارس/ آذار 2018 و 2025، عن زيادة مستمرة في نسبة الأراضي الزراعية المتضررة، توضح الخرائط التغيرات التي تم اكتشافها عبر الأقمار الصناعية في مناطق الأراضي الزراعية في قطاع غزة، نتيجة لتدهور صحة وكثافة المحاصيل بسبب القصف المستمر والتدمير الممنهج من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويتضمن التحليل تقييم الأضرار التي لحقت بالبساتين والأشجار الأخرى والمحاصيل الحقلية والخضروات، وبالمقارنة مع متوسط ​​السنوات السبع السابقة، أظهر ما يقرب من 81٪ من حقول المحاصيل الدائمة في قطاع غزة انخفاضًا كبيرًا في الصحة والكثافة في كانون الأول/ديسمبر 2024. 

أدى تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الوديان والأراضي الزراعية، والتخلص من النفايات الصلبة على نطاق واسع في مكبات النفايات غير الرسمية، والتي يقع العديد منها بالقرب من المناطق الحضرية، والجريان السطحي للمواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة، إلى تلوث خطِر للتربة والمياه الجوفية، وسوء جودة المياه، وبالتالي تراجع الإنتاجية الزراعية.

يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى تسرب أكثر من 60 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يوميًا في البيئة، والتي تحتوي على مسببات الأمراض والمواد العضوية الجسيمية والبلاستيك والمواد الكيميائية الخطرة، مما يلوّث الشواطئ والمياه الساحلية والجوفية، ويتسبب بتلوّث خطِر للتربة، يؤدي إلى تراجع خصوبتها وصلاحيتها للزراعة، وتراجع جودة المحاصيل، الأمر الذي يهدد بشكل خطير الأمن الغذائي في القطاع.

الكلمات المفتاحية

الأكثر قراءة

1

أشكال الجنس والزواج عند العرب.. الغريزة تحت الوصاية

تاريخ مشتبك من أشكال الزواج والعلاقات الجنسية وتحوُّلاتها عند العرب، في الجاهلية وبعد الإسلام، وصولًا إلى العصر الحديث

2

حيلة البقاء.. لماذا لا نستطيع التوقف عن اللعب؟

الألعاب وسيلة لتحفيز الإبداع في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت، حيث تُدمج في بيئة العمل كأداة لشحن الطاقة الذهنية وتحرير الأفكار، وليس فقط للترفيه، بهدف تعزيز الابتكار والانضباط

3

حكاية سيد درويش.. الحب والثورة والزوال

اعتُبر سيد درويش مخلّصًا للأغنية المصرية من عجمتها التركية، وقال البعض إنه أعاد الموسيقى إلى أصلها العربي كما كانت في زمن الخلافة العباسية

4

لقد تقاسموا العالم.. أغنية حزينة عن ماما أفريكا

تاريخ إفريقيا في العصر الحديث هو تاريخ نهب ثرواتها، يرصد هذا المقال مأساة إفريقيا منذ عهد جيوش الاستعمار إلى عهد الشركات العملاقة

5

من الأنقاض إلى الخوارزميات.. سوريا تعيد بناء ذاتها رقميًا

تمثل البيانات الضخمة فرصة، إذا واتتها الظروف التقنية واللوجستية المناسبة، لإنجاز كثير من المهام الكبرى في مرحلة إعادة إعمار سوريا، وإزالة آثار عقد ونصف من الحرب والشتات

اقرأ/ي أيضًا

تدمير البيئة في غزة

من قمة المناخ إلى ركام غزة: أين العدالة البيئية؟

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مثال صارخ على تجاهل مؤتمرات المناخ دور الحروب في تفاقم الكوارث البيئية

إبراهيم عز الدين

مؤتمرات مناخية على صفيح كوكب ملتهب
مؤتمرات مناخية على صفيح كوكب ملتهب

كثير من الكلام قليل من العمل.. مؤتمرات مناخية على صفيح كوكب ملتهب

تُثير مؤتمرات المناخ تساؤلات لا تنتهي حول جدواها وقدرتها على مواجهة الأزمة المناخية، خاصةً أنها تُنتج الكثير من الكلام، والقليل من العمل

زاهر هاشم

يستخدم زيت طهي الطعام كوقود في غزة

من المطابخ إلى الطرقات.. كيف أصبح زيت الطهي بديلًا للوقود في غزة؟

في ظل منع الاحتلال إدخال الوقود إلى غزة، لجأ الغزيون إلى زيت الطهي كبديل يضمن لهم استمرار حركة مركباتهم، خاصةً لناحية نقل النازحين في ظل أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة

دعاء شاهين

الجفاف في العراق

من الفيضانات إلى الجفاف: تاريخ سياسي موجز للعطش في العراق

انتقل العراق خلال السنوات القليلة الأخيرة من بلد يفيض بالموارد المائية إلى دولة يهددها الجفاف، لدرجة أن استمرار جريان المياه في نهري دجلة والفرات أصبح موضع شك

فريق التحرير

الحروب والبيئة

دماء لا مرئية.. البيئة في عالم الحروب

تمتد الآثار الكارثية البيئية للحروب إلى تدمير الطبيعة واستنزاف الموارد، وإلحاق أضرار جسيمة بالتنوع البيولوجي، مما يسهم في تسريع وتيرة التغير المناخي وتهديد مستقبل البشرية

زاهر هاشم

المزيد من الكاتب

زاهر هاشم

صحافي وكاتب سوري

مفارقات الطبيعة: الاقتصاد الذي دمّر المناخ سيدمّره المناخ

تنتج البلدان ذات الدخل المنخفض عُشر الانبعاثات العالمية لكنها الأكثر تأثرًا بتغيّر المناخ، ويعاني سكانها من تداعيات مدمرة في مجالات الصحة والغذاء والمياه والتعليم

دماء لا مرئية.. البيئة في عالم الحروب

تمتد الآثار الكارثية البيئية للحروب إلى تدمير الطبيعة واستنزاف الموارد، وإلحاق أضرار جسيمة بالتنوع البيولوجي، مما يسهم في تسريع وتيرة التغير المناخي وتهديد مستقبل البشرية

كثير من الكلام قليل من العمل.. مؤتمرات مناخية على صفيح كوكب ملتهب

تُثير مؤتمرات المناخ تساؤلات لا تنتهي حول جدواها وقدرتها على مواجهة الأزمة المناخية، خاصةً أنها تُنتج الكثير من الكلام، والقليل من العمل

أزمة المناخ العالمية.. النساء يدفعن الثمن وقد يمتلكن الحلول

تدفع النساء الثمن الأكبر للأزمات المناخية والبيئية، العائدات على الأراضي التي تديرها النساء أقل من تلك التي يديرها الرجال